رام الله/غزة 30 مارس 2015 / أحيا الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ 39 ل"يوم الأرض" الفلسطيني بالمشاركة في مظاهرات في عدة مدن من الضفة الغربية أسفرت بعضها عن اندلاع مواجهات مع قوات الجيش الإسرئيلي، وفعاليات رمزية في قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن 35 فلسطينيا أصيبوا بحالات اختناق ورضوض إثر فض الجيش الإسرائيلي بالقوة مظاهرة بمناسبة يوم الأرض في بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.
وذكرت المصادر، أن قوات الجيش أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المشاركين في المظاهرة التي استهدفت زراعة الأشجار في أراض مهددة بالاستيلاء عليها.
وحسب المصادر، فإن 35 شخصا على الأقل أصيبوا بحالات اختناق من بينهم عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وليد عساف.
من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ل((شينخوا))، إن المظاهرة مثلت رسالة احتجاج فلسطينية على استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته "العدوانية" بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد العالول، أن استمرار قمع الجيش الإسرائيلي للفعاليات السلمية الفلسطينية المناهضة لاستمرار الحصار والاستيطان "لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا قوة وتمسكا بأرضه والدفاع عنها دائما ".
كما أصيب طفل فلسطيني بقنبلة صوت وعدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعشرات حالات الاختناق خلال مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي اندلعت قرب مدخل بلدة (سلواد) شرق رام الله.
وجرت المواجهات إثر فض قوات الجيش أعداد من الطلبة والأهالي تجمعوا للتوقيع على عريضة موجهة إلى الأمم المتحدة ضد مصادرة الأراضي وإقامة جدار الفصل الإسرائيلي.
وشهدت مدن الخليل وطولكرم وبيت لحم وجنين مظاهرات مماثلة بمناسبة يوم الأرض رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.
كما شهدت عدة قرى أبرزها (عرابة) في جنين فعاليات زراعة أشتال زيتون على أراض مهددة بالمصادرة لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
وقال القائمون على الفعاليات، إن زراعة أشتال زيتون في الأراضي المهددة بالاستيطان "رسالة تأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه التنازل عنها تحت أي ضغوط ".
من جهتها أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان صحفي لها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن إحياء يوم الأرض "تأكيد على مواصلة الكفاح الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال ومستوطناته والتمسك بالأرض".
ودعت اللجنة المجتمع الدولي والأطراف السياسية الراعية والفاعلة لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، إلى "فرض حل عادل على إسرائيل يضع حدا نهائيا لاحتلالها وتنكرها للشرعية الدولية وقوانينها".
وفي السياق أكدت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية في بيان لها على "التمسك بالمقاومة والدفاع عن الأرض أمام الاستيطان الاستعماري ومصادرة ونهب الأراضي الفلسطينية وبناء الجدران والحواجز العسكرية".
وحثت القوى على "تصعيد استراتيجية مقاطعة الاحتلال بشكل شامل وفرض العزلة عليه ومحاكمته على جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني مع تقديم ملفات محاكمة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية ".
وفي مدينة غزة شارك 400 فنان وفنانة تشكيليون برسم لوحات فنية تجسيدا لذكري يوم الأرض.
ونظمت الفعالية (جمعية الثقافة والفكر الحر) وسط مدينة غزة تحت عنوان (إني اخترتك يا وطني) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسات المجتمع المدني.
وقالت الفتاة لمى شكشك (15 عاما) ل((شينخوا)) وهي ترسم لوحة فنية تجسد سيدة تمسك كوفية فلسطينية بيدها "من حقنا أن يكون لنا دولة ووطن نعبر فيها عن حق ملكية الفلسطيني في أرضه".
بدورها قالت الفتاة فاطمة أبو سلطان (14 عاما) ل((شينخوا))، إن مشاركتهم في فعالية رسم اللوحات الفنية "رسالة تحدي لإسرائيل بأننا لن نتنازل عن أرض فلسطين مهما كلفنا ذلك من ثمن".
ورسمت أبو سلطان لوحة تجسد تجذر شجرة الزيتون في الأرض الفلسطينية وهي تردد "أن أطفال فلسطين لن ينسوا الحقوق التي تربوا عليها من أبائهم وأجدادهم وسيطالبون فيها في كل وقت ".
وقالت مديرة عام جمعية الثقافة والفكر مريم زقوت ل((شينخوا))، إن الفعالية استهدفت إيصال رسالة إلى العالم "بمطالبة الفلسطينيين باستخدامهم كل وسائل النضال من بندقية وحجر إلى الريشة والقلم بحقوقهم وبزوال الاحتلال".
إلى ذلك تظاهر عشرات الفلسطينيين بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات تحيى يوم الأرض وتؤكد على التمسك بالحقوق الفلسطينية.
وخلال المظاهرة دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، إلى "تصعيد النضال والمقاومة بكافة أشكالها ضد الاحتلال الإسرائيلي بما فيها توسيع دائرة الانضمام للمؤسسات الدولية".
وطالب أبو ظريفة المجتمع الدولي، الاعتراف بالدولة الفلسطينية والعمل على "عزل إسرائيل كدولة عنصرية مارقة تواصل احتلالها لدولة معترف بها في الأمم المتحدة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 1967".
من جهتها أكدت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني في بيان صحفي لها، أن الحضارة الفلسطينية وتاريخ الشعب الفلسطيني "سينتصران في النهاية على المشروع الإسرائيلي الاستيطاني على أرض فلسطين".
وشدد البيان، على أن التاريخ "لم يكتب لأي مشروع عنصري احتلالي النجاح، حتى ولو تمتع بالقوة والدعم الدولي"، لافتا إلى تمسك الشعب الفلسطيني في كل مراحل صراعه مع الاحتلال بأرضه وحفاظه على هويته.
بدورها قالت الكتلة البرلمانية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ذكرى يوم الأرض "تفرض على كل القوى الفلسطينية الالتفاف حول الحقوق والثوابت والتشبث بأرض فلسطين المقدسة ومواصلة مقاومة الاحتلال".
واعتبرت الكتلة في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن "مشروع الجهاد والمقاومة هو الخيار الكفيل لتحرير الأرض والإنسان من براثن الغاضبين بعد فشل مشروع التسوية والمفاوضات".
وفي السياق قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن "ارتباطنا بأرضنا ومقدساتنا والذود عنها واجب ديني إنساني ووطني وخيار المواجهة مع الاحتلال الطريق الوحيد لدحر الاحتلال".
واعتبرت الحركة، أن الأرض "ستبقى محور الصراع مع الاحتلال ولن ينتهي هذا الصراع قبل تحرير كل شبر من هذه الأرض وتطهير كل حبة رمل من ترابها من دنس الاحتلال الغاصب".
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فأكدت أن "إصلاح البيت الفلسطيني والتخلص من قيود وأعباء الاتفاقيات مع إسرائيل هو الطريق الصحيح لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بعيدا عن الرهان على المفاوضات العقيمة".
وحثت الجبهة على "إنجاز اتفاق المصالحة تطبيقا أمينا وجديا بما يقطع الطريق على المحاولات القائمة على استغلال الانقسام لتكريس الفصل التام بين الضفة والقطاع وتصفية الحقوق الوطنية ".
وكان إعلان السلطات الإسرائيلية قد أدى إلى مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في عام 1976 إلى مظاهرات عارمة في صفوف الفلسطينيين داخل إسرائيل مما أدى إلى سقوط ست ضحايا، وأطلق الفلسطينيون على هذا اليوم (يوم الأرض).
وقال تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم بالمناسبة، إن إسرائيل تسيطر على أكثر من 85 في المائة من "أرض فلسطين التاريخية" التي تبلغ حوالي 27 ألف كم2، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15 في المائة فقط من مساحة تلك الأراضي.
وذكر البيان، أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية مع نهاية العام 2013 في الضفة الغربية بلغ 409 مواقع، فيما بلغ عدد المستوطنين 8580 مستوطن نهاية العام 2013.
وحسب البيان تشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في القدس بحوالي 69 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn