تكريت،العراق 11 ديسمبر 2014 /استغل مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) فرصة تمتع مئات الجنود وافراد الحشد الشعبي (مليشيات شيعية تساند القوات الامنية) باجازات للمشاركة في احياء ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين، لشن هجمات بمناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين شمالي البلاد بحسب مصادر امنية واستخبارية.
وقال مصدر امني بقيادة عمليات محافظة صلاح الدين لوكالة انباء ( (شينخوا)) ان التنظيم نقل مئات من مقاتليه الى جبهات عدة تبدأ من مدينة الدجيل (60 كم) شمال بغداد وحتى مدينة بيجي (200 كم) الى الشمال منها.
واضاف ان الهجمات التي يشنها التنظيم الان في مناطق الدجيل وبلد وسامراء وبيجي، هي هجمات جس نبض لمعرفة مدى جاهزية القوات الامنية وكذلك اشغال هذه القوات بهجمات صغيرة هنا وهناك، من اجل ان يكمل حشد مقاتليه للبدء بهجوم كبير على مختلف محاور القتال في محافظة صلاح الدين.
وهاجم تنظيم (داعش) قبل نحوثلاثة ايام منطقة المعتصم (20 كم) الى الجنوب من سامراء ومد سيطرته الى منطقة بنات الحسن الواقعة في منتصف الطريق بين المعتصم وسامراء قبل ان تصل تعزيزات من القوات الامنية العراقية وتتمكن من استعادة نحو 60 بالمائة منها المنطقة.
وتواصل هذه القوات عملياتها لاستعادة منطقة "المعتصم" بشكل كامل من سيطرة (داعش) ، بحسب المصدر.
وتابع ان التنظيم شن اول امس هجوما على منطقة مكيشيفة (15 كم) شمال سامراء وتمكن من السيطرة على اجزاء واسعة من هذه المنطقة الاستراتيجية، فيما بدأت القوات العراقية هجوما معاكس امس لاستعادة السيطرة عليها.
وتقع مكيشيفة على الطريق بين سامراء وتكريت ويمر من خلالها طريق نقل الامدادات الى القوات المتواجدة في مدينتي تكريت وبيجي وقاعدة سبايكر.
وعلى صعيد متصل، ذكر مصدر استخباري بمدينة سامراء، ان المعلومات المتوفرة لدى القوات الامنية تشير الى ان حشود تنظيم (داعش) باتت شبه جاهزة للهجوم على مدينة سامراء من محاور مختلفة.
واوضح ان الهجوم سيترافق مع ظهور خلايا نائمة من داخل سامراء لقلب الاوضاع من داخل المدينة ومهاجمة القطاعات الموجودة فيها وتحويل المعركة الى حرب شوارع ، مبينا ان القوات الامنية اتخذت احتياطاتها لصد اي هجوم يقوم به التنظيم.
وتعد سامراء من المدن المقدسة لدى المسلمين الشيعة وتضم مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري.
وتثور مخاوف من سيطرة التنظيم المتشدد على هذه المدينة ولجوئه الى تفجير المرقدين، مما يؤي بالنتيجة الى تصاعد وتيرة الاحتراب الطائفي، كما حدث عام 2006 عندم تم تفجير قبة الامامين فانطلقت موجة من الصراع الطائفي ادت الى مقتل المئات وتشريد الاف الاسر من منازلها.
واضاف المصدر ان هناك معلومات ايضا عن تجمع مسلحي (داعش) الذي فروا من محافظة ديالى شمال شرق بغداد، في مناطق بيشكان وكبيبة والعظيم شرق مدينة الضلوعية (40 كم) جنوب تكريت ، استعدادا لمهاجمة هذه المدينة التي تخضع لحصار من قبل التنظيم منذ اكثر من ستة اشهر.
وفي مدينة بيجي (30 كم) شمال تكريت، يتهيأ بضع مئات من مقاتلي داعش تم نقلهم من منطقة الحويجة المجاورة ومدينة الموصل (200 كم) شمال بيجي، فضلا عن محافظة الانبار غربها، لشن هجوم على محاور متعددة في المدينة بهدف السيطرة على مصفاتها النفطية المهمة، وفقا لمصدر امني في المدينة.
واوضح المصدر ان القوات الامنية تسيطر بشكل كامل على مدينة بيجي ومصفى النفط الاستراتيجي شمالها، وهي مستعدة للتصدي لاي هجوم قد يشنه التنظيم على المدينة او المصفى.
واشار المصدر الى ان مسلحي التنظيم يتجمعون حاليا في قرية اللقلق على الضفة الشرقية لنهر دجلة شرق مدينة بيجي، ومنطقة الصينية والمناطق المجاورة لها غرب المدينة.
واجمعت المصادر الامنية والاستخبارية على ان تنظيم (داعش) استغل فرصة تمتع المئات من افراد القوات الامنية والحشد الشعبي المتواجدين في محافظة صلاح الدين باجازة للمشاركة في احياء ذكرى اربعينية اسشهاد الامام الحسين احد الائمة الـ 12 المقدسين لدى الشيعة وانشغال جزء كبير من القوات الامنية بحماية الزائرين المتوجهين الى مدينة كربلاء لاحياء هذه المناسبة، لشن هجماته على مدينة سامراء ومدن المحافظة الاخرى.
وفي هذه الاثناء دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مجاميع (سرايا السلام) التابعة له الى الاستعداد للتوجه الى مدينة سامراء شمال بغداد، التي تضم مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري المقدسين لدى الشيعة، لحمايتها من هجمات تنظيم (داعش). وقال بيان صدر عن مكتب الصدر اليوم "نظرا للظروف الاستثنائية والخطر المحدق بمدينة سامراء المقدسة من قبل فلول الارهابيين والتكفيريين فقد أمر سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر أن يكون اخواننا المجاهدون في سرايا السلام على اهبة الاستعداد لتلبية نداء الجهاد خلال 48 ساعة". وطالب البيان افراد (سرايا السلام) بان يبقوا في وضع الجاهزية والاستعداد لحين صدور الامر العسكري المباشر بتحركهم من الصدر.
وبدأ مئات الالاف من المسلمين الشيعة منذ عدة ايام بالتوجه الى مدينة كربلاء (110 كم) جنوب بغداد، سيرا على الاقدام للمشاركة في احياء اربعينية استشهاد الامام الحسين التي تصادف يوم السبت المقبل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn