البحر الميت، الأردن 8 ديسمبر 2014 / قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني إبراهيم سيف اليوم (الاثنين) في منطقة البحر الميت (50 كلم) غرب عمان، إن التدفق الهائل لأعداد اللاجئين السوريين سبب ضغطا على الموارد الاجتماعية والاقتصادية، وسبب زيادة في التنافس للوصول إلى المرافق العامة والتعليم والخدمات الصحية والبنية التحتية وفرص العمل، اضافة الى انه يشكل خطرا على التماسك الاجتماعي والسلمي.
وأضاف سيف، خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي حول موضوع "اللاجئون السوريون في الأردن: سؤال المجتمع والإعلام"، إن العدد الكلي للسوريين بالأردن بلغ حوالي مليون و400 ألف لاجئ سوري يشكلون ما نسبته 20 في المائة من عدد سكان المملكة.
وأوضح أن مجموع أعداد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى المملكة منذ بداية الأزمة السورية بلغ حوالي 650 ألف لاجئ، فيما كان هنالك حوالي 750 ألف سوري على أراضي المملكة قبل بدء الأزمة.
وأشار الوزير الأردني الى أن الحكومة الأردنية اعدت خطة وطنية لتمكين المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين للسنوات 2014 - 2016 بهدف مساعدة المجتمعات المستضيفة والمؤسسات الوطنية على مواجهة الأزمة والتعافي منها وإدامة مكتسبات التنمية وتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية.
وأضاف أن هذه الخطة جاءت متناغمة مع نتائج تقييم الاحتياجات وتوصيات فرق العمل القطاعية، وشملت قطاعات متعددة منها الصحة والتعليم والخدمات البلدية والمياه والصرف الصحي والعمل والطاقة والحماية الاجتماعية والإسكان)، إضافة إلى متطلبات دعم الخزينة لتغطية الزيادة الحاصلة على الكلف الأمنية والدعم الحكومي للسلع والمواد المختلفة، والتجارة والطيران، كما تضمنت آلية المتابعة والتقييم بالإضافة إلى آليات التمويل التي يمكن من خلالها تنفيذ المشاريع الواردة في الخطة، وقد تضمنت الخطة 84 مشروعا بكلفة 4.45 مليار دولار أمريكي.
ومن جهته، استعرض وزير الصحة الأردني علي حياصات، في كلمة ألقيت نيابة عنه، ما يواجهه الأردن من أعباء على الخدمات الصحية نتيجة تدفق اللاجئين السوريين، مشيرا بالخصوص إلى وجود تجمعات عشوائية للاجئين خارج المخيمات المخصصة لهم ، مما يخلق صعوبة الوصول اليهم
وأضاف أن هناك ازديادا في الخدمة الطبية والمستلزمات والأدوية بنسبة 30 في المائة نتيجة هذا اللجوء، فضلا عن ظهور أمراض بين اللاجئين تستدعي القيام بحملات تطعيم.
ومن جهته، اعتبر رئيس بعثة المفوضية السامية لشئون اللاجئين أندرو هاربر أنه من غير الوارد أن يعود اللاجئون السوريون في في الأردن إلى ديارهم في غضون أشهر مقبلة، مما يحتم تغيير نمط الحديث إلى التفكير في المدى الأبعد في ما يتعلق بحاجياتهم وحاجيات الأردن الذي يستضيف عددا كبيرا منهم.
وأوضح أن تغيير نمط الحديث عن الموضوع سيساهم أيضا في تغيير اهتمام الإعلام ليتجه أكثر نحو حاجيات المجتمع الأردني المستضيف، مشيرا إلى أن الأزمة لم تعد سورية فقط بل أضحت أزمة تهم منطقة الشرق الأوسط بأكملها والأردن ضمنها.
وأضاف أن مخاوف الأردن مشروعة في ما يتصل بالأمن المرتبط بموضوع اللجوء السوري، مشيرا إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال السوريين ولدوا بالأردن وسيولد أيضا عشرات آلاف آخرين في المستقبل.
وقال إن الأردن يحتاج ليس فقط إلى دعم طارئ بل إلى دعم أوسع.
ويهدف المؤتمر، الذي ينظمه معهد الإعلام الأردني والذي يعرف مشاركة نحو 200 شخصية أكاديمية وسياسية وإعلامية من الأردن ولبنان وتركيا وممثلي منظمات دولية معنية بشؤون الإغاثة واللاجئين، إلى بناء قاعدة معلومات وبحوث حول حالة اللاجئين السوريين في الأردن تحديدا، وفي دول الجوار بشكل عام.
كما يروم المؤتمر، الذي ينظم بالتعاون مع معهد الصحافة النرويجي، توفير فرصة لبناءشبكة علاقات بين المؤسسات والمنظمات المعنية بشئون اللاجئين السوريين ووسائل الإعلام، وتطوير فهم أفضل وأكثر موضوعية عن أحوال اللاجئين السوريين والتحديات التي تواجههم.
وسيتم خلال المؤتمر عرض تجارب بعض وسائل الإعلام في تغطية شؤون اللاجئين السوريين، وتقديم سيناريوهات مستقبلية حول تطور أزمة اللاجئين وتقييم أدوار الدول المستضيفة ومنظمات الإغاثة الدولية والإقليمية والمحلية والدول المانحة ووسائل الإعلام.
ويناقش المؤتمرون نحو 51 ورقة عمل عبر ثمانية محاور، تتناول خصائص اللاجئين السوريين وأوضاعهم في الاردن من حيث التركيب الديموغرافي والتعليم والصحة والأوضاع المهنية والاقتصادية والانتشار والسكن داخل المخيمات وخارجها وظروف الأطفال والنساء.
كما يناقش المشاركون الآثار الاقتصادية لأزمة اللاجئين على الأردن في قطاعات التعليم والصحة والمياه والبنية التحتية والخدمات و قطاع الخدمات البلدية، فضلا عن مناقشة الأثارالاجتماعية وجهود الإغاثة والعمل الإنساني و الخطاب الإعلامي حول أزمة اللاجئينالسوريين، ومدى تجارب وسائل الإعلام في تغطية أزمة اللاجئين السوريين والتحديات التي تواجه تلك الوسائل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn