بقلم محمد الأمين النحاس
شهدت الساحة السياسية العربية خلال الأسبوع الأول من ديسمبر 2014 حراكاً سياسياً يمكن أن يعتبر من بين الأحداث المهمة خلال هذا العام والتي جاءت نتيجة للظرف والتفاعلات السائدة في مسرح السياسة الدولية.
وقد تبلور هذا الحراك في هيئة حدث أو فعل سياسي ملموس بزيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للخرطوم الأربعاء 4 ديسمبر الجاري، وأعلن رسمياً أن هدف الزيارة المشاركة في منتدى التعاون العربي الروسي بالخرطوم، حيث أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي، إن الزيارة تأتي في إطار تصميم موسكو على مؤازرة جهود إكمال عملية التسوية السودانية السودانية وتثبيت حالة الاستقرار في دارفور. وإجراء مباحثات مع حكومة السودان وكذلك المشاركة في منتدى الحوار العربي الروسي الذي انعقد بالخرطوم، وأيضاً المشاركة في اجتماع الدول المجاورة لدولة ليبيا.
هذا وأعتبر عدد من المتابعين أن زيارة لافروف للخرطوم وما يمكن أن تحققه من نتائج، تدخل في عِداد أعظم الانجازات الدبلوماسية السودانية التي تحققت في عهد وزير الخارجية السوداني الحالي علي كرتي على الإطلاق.
وفي حقيقة الأمر أن هناك العديد من الاعتبارات تجعل تجعل زيارة لافروف للسودان من الأحداث السياسية الهامة، فهي تأتي في ظل انحسار علاقات السودان الدولية خاصة مع دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بسبب العقوبات الأمريكية المعلنة ضد السودان من ناحية، وكذلك قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير والتي قضت بتوقيفه، من ناحية أخرى.
كما تأتي هذه الزيارة في ظل مسعى الحكومة السودانية لتوسيع قاعدة الاجماع الوطني لتحقيق الاستقرار السياسي وذلك عبر مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس عمر البشير في مطلع هذا العام لبحث المخارج لاحتواء الأوضاع الاقتصادية الحرجة التي طرأت بعد انفصال جنوب السودان وفقدان مورد البترول كمصدر من مصادر الدخل القومي الذي اعتمدت عليه البلاد خلال الأعوام الماضية لإعادة الإعمار بعد وقف الحرب في الجنوب من خلال التوقيع على اتفاق السلام الشامل 2005، كما تهدف هذه مبادرة الحوار الوطني وعلى المستوى السياسي، تحقيق الحد الأدنى من الاجماع الوطني لوقف النزاعات المسلحة وتحقيق الاستقرار في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة والنهوض بالتنمية في البلاد. ومن المعلوم أن روسيا وبحسبانها من الدول العظمى، وكذلك عضويتها الدائمة في مجلس الأمن يجعلانها قوة يمكن أن تمثل سنداً دولياً لدعم هذه المبادرة وقطع الطريق أما القوى التي تسعي لإفشالها.
وفي السياق أُعلن رسمياً أن المباحثات السودانية الروسية تناولت توسيع أفاق التعاون المشترك في المجالات السياسية والإقتصادية والتنموية والإنسانية والفنية، وموضوع تسهيل عمل الشركات الروسية في السودان، وتشجيع الشركات الروسية التي لها رغبة في الاستثمار بالبلاد. وأشار كرتي إلى أن موضوع النفط كان من القضايا البارزة التي تناولها الجانبان خاصة وأن لروسيا خبرات واسعة في هذا المجال، وقال إن "هناك شركات روسية تبحث عن شراكة في مجال النفط ونحن نرحب بها."
وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح لدى مخاطبته الدورة الثانية لمنتدى التعاون العربي الروسي بالعاصمة الخرطوم إن العلاقات الاقتصادية العربية الروسية دون الطموح خاصة فى ظل وجود كافة المقومات لتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، مؤمناً على أهمية إزالة كافة العقبات التى تواجه التكامل الاقتصادي العربي الروسي.
ومن جانبه توقع وزير المالية والاقتصاد الوطنى بدر الدين محمود زيادة النشاط الاقتصادى بين السودان وروسيا خاصة فى مجالات التعدين والنفط والتصنيع الزراعي والتعاون وفي مجالات استراتيجية أخرى .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn