مدينة تشيوانتشو... زيتونة الصين ونقطة انطلاق طريق الحرير البحري الشهير (7)

العلاقات مع العرب في مكانة مهمة

خلال الزيارة لهذه المدينة القديمة المتجددة المتطلعة للمستقبل، سمعنا وشعرنا فعلا بتأكيدات من مسئولين حكوميين وحزبيين وفي غرف التجارة والصناعة والأعمال، حول حرصهم الشديد على إحياء العلاقات التاريخية التقليدية الودية مع العرب، وطموحهم بأن تكون تشيوانتشو بمثابة مهد جديد لاحتضان هذه العلاقات، وحرصهم على جعلها قبلة تحظى بقدسية متجددة في جهود إحياء العلاقات مع شقيقاتها من المدن العربية. وعلى هذا الأساس، كانت المدينة قد استضافت في منتصف يونيو 2014 الدورة الأولى لمنتدى المدن الصينية والعربية، برعاية جمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية ومنظمة المدن العربية. يسعى هذا المنتدى لتعزيز دور الروابط الشعبية وإقامة المزيد من مجالات التعاون وتكثيف التوأمة بين الكثير من المدن العربية ونظيراتها الصينية، خاصة بعد المبادرة والدعوة التي أطلقتها الصين على لسان رئيسها شي جين بينغ العام الماضي، لإحياء طريق الحرير القديم وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. مبادرة الصين هذه ينبغي الاستفادة القصوى منها، خاصة أن منطقتنا العربية تقع بمكانة هامة على هذه الطرق التجارية القديمة المتجددة. هناك بالفعل الأسس التعاونية القديمة جدا، وهناك الجهود التعاونية التي سبقت هذه المبادرة الهامة، وهذا المنتدى الطموح لاستكشاف المزيد عن طريق الحرير البحري، وتم تشكيل فريق عمل عربي- صيني بالتعاون مع ممثلين من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، للمزيد من الاستكشافات، وفريق عمل عربي- صيني آخر في تشيوانتشو لتجديد المتحف البحري بالمدينة، لا سيما جناح الآثار العربية والإسلامية وإبرازها فيه. هناك حقيقة واضحة ملموسة في هذا الإطار، وهي أن الرغبة موجودة لدى الصينيين والعرب لإحياء العلاقات التاريخية المتجددة مع العصر، ولكن هناك أيضا حاجة ماسة لبذل المزيد من الجهود لتفعيل الرغبة وتطبيقها على أرض الواقع. في تشيوانتشو هناك الكثير مما يستحق الذكر والاهتمام، خاصة موقعها البحري الفريد، وأنها حاضرة تجارية مشهورة، وفيها طموح واضح كبير للتعاون بكافة المجالات. إنها مدينة متميزة بالتاريخ العريق والتنوع الثقافي والتجديد والإمكانيات الكبيرة للتطور المستقبلي.