قصة الصحابيّين الجليلين
العلاقة بين مدينة تشيوانتشو والعرب والمسلمين واضحة بارزة، بحيث أن المرء يستمع لكلمة آلابو (لفظة العرب كما ينطقها الصينيون) كثيرا سواء خلال شرح الدليل السياحي أو الحياة اليومية العادية. هناك جنينة وارفة الخضرة والظلال على مستوى عال من الترتيب والتنسيق والأناقة. هذه الجنينة تحتضن قبرين لاثنين ممن يعتبرهم المحليون من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، لما لهما من سمعة رائعة قبل الممات وبعده. يقول المؤرخون بالمدينة إن أربعة مبعوثين مسلمين جاءوا للمدينة قبل مئات السنين لنشر الدعوة الإسلامية. اثنان ظلا بالمدينة، واثنان غادراها، حيث توجه أحدهما إلى قوانغتشو، والآخر إلى يانغتشو. تؤكد السجلات التاريخية أنه بعد وفاة المبعوثين اللذين ظلا بالمدينة، ودفنهما على رابية، رأى الناس نورا ينبعث من مكان القبرين، لذلك، أطلق المحليون على الرابية اسم (لينغ) وتعني النور. وعلى هذا الأساس أحيط القبران بقدسية واحترام كبيرين، ووضعا تحت الحماية الملائمة، باعتبارهما من الآثار التاريخية الهامة بمقاطعة فوجيان، وهذا ما تؤكده لوحة مخطوطة منذ عام 1961، باسم حكومة فوكيان (فوجيان). وبفضل الله، تأكدت وتعززت سمعة المبعوثين الجليلين. عند زيارة قبريهما في تلك البقعة الآمنة من الجنينة، شعرنا بجلال وهيبة التاريخ وقدسية تلك المهمة التي جاءا من أجلها. وعلى مقربة من قبريهما، هناك صخرة كبيرة جدا، تقف بشكل عجيب غريب على صخرة أخرى نتيجة تحركات أرضية قديمة جدا في هذه المنطقة التي كانت بحرا. لكن المحليين، وانطلاقا من احترامهما وتقديرهما لهذين الصحابيين الجليلين، يعتقدون أن الله هو القادر على جعل الصخرة تقف بهذه الصورة الأعجوبة، وهو الله الذي منّ على المدينة بهذين الصحابيين الجليلين ليكونا بركة ونعمة وحماية لها. فسواحل الصين الجنوبية، عرضة للأعاصير، وبحارها وأنهارها عرضة للمخاطر، ولكن مدينة تشيوانتشو وبحّارتها وسفنهم محمية بفضل بركة هذين الشيخين الجليلين. الضريح الذي يضم القبرين قد تم تجديده في رمضان عام 722 هـ/ 1322م. إن روعة ونظافة الجنينة عموما، وضريح قبري الصحابيين الجليلين خصوصا، تؤكد الاهتمام المتواصل بالرعاية اللازمة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn