دمشق 20 اكتوبر 2014 / أكد خبراء سوريون يوم الاثنين أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على منطقة عين العرب والتي تسمى (كوباني) يعني اجهاض الفدرالية أو الكونفدرالية الكردية في الشمال السوري، مشيرين إلى أن ما يجري في المنطقة حاليا لا يخرج عن إطار المبازرة السياسية التي تلعبها الإدارة الامريكية .
وبين الخبراء السوريين أن شحنة الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لوحدات الحماية الكردية التي تقاتل في عين العرب " مشكوك فيها " ، بهدف الاستثمار السياسي وإرسال رسائل للعالم تفيد بأن أمريكا "صانعة السلام في المنطقة وتساند الأقليات ".
وقال محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الديمقراطي المعارضة في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " سيطرة تنظيم داعش على مدينة عين العرب يعني اجهاض الفدرالية الكردية في الشمال السوري "، مبينا أن سيطرة داعش على عين العرب وربطها بمحافظتي الرقة ودير الزور ( شمال وشمال شرق سوريا ) فهذا سيشكل خطرا على تركيا وبنفس الوقت وجود مدينة عين العرب قوية تشكل خطرا على تركيا باتجاه تشكيل فدرالية كردية.
واعتبر مرعي أن الدعم الأمريكي للأكراد في عين العرب لمقاتلة داعش هو " ترتيب مرحلي " ، مشيرا إلى أن أمريكا غير جادة في القضاءعلى تنظيم داعش ، وأن فترة المشروع الأمريكي في محاربة داعش في المنطقة قد تمتد الى سنين طويلة.
وألقت طائرات أمريكية مساعدات عسكرية ومواد طبية للمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب "كوباني" المحاذية للحدود السورية التركية، وذلك لدعمهم في مواجهة تنظيم "داعش" الذي يحاول السيطرة على المدينة منذ أكثر من شهر.
وتناقل ناشطون على الإنترنت، اليوم مجموعة من الصور قالوا إنها لطائرات أمريكية تلقي مساعدات عسكرية وطبية للمقاتلين الأكراد الذين يواجهون تنظيم "داعش" في بلدة عين العرب على الحدود السورية التركية، بالإضافة إلى صورة تظهر بيانًا للقيادة العسكرية الأمريكية.
ومن جانبها قالت الناشطة السياسية السورية ميس كريدي إن "ما يجري في المنطقة لا يخرج عن إطار المبازرة السياسية التي تلعبها الولايات المتحدة الامريكية " ، مؤكدة أن السوريين يدفعون ثمن رهانات سياسية بين دول صاحبة مشاريع في المنطقة .
وأضافت الناشطة السياسية كريدي في تصريحات مماثلة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في ضرب تنظيم داعش " ، مؤكدة أن " أمريكا تريد بلورة شكل من أشكال السوق السياسي أو الاتجار في المسألة الكردية ".
وبينت الناشطة السورية كريدي أن تركيا لا تريد أن ترى قوة كردية في الشمال السوري ، وبنفس الوقت سيطرة داعش على مدينة عين العرب ذات الغالبية الكردية يهدد المشروع الكردي بإقامة فدرالية كردية .
ومن جانبه اعتبر الكاتب والباحث السوري حسام شعيب أن تنظيم داعش المدعوم من قبل الحكومة التركية يعمل على السيطرة على مدينة عين العرب ذات الغالبية الكردية بغية تغيير ديموغرافية المنطقة .
وقال شعيب وهو شخص مقرب من الحكومة السورية في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الأكراد في سوريا يدافعون عن الأرض السورية ولا يدافعون عن كوباني كونها مدينة كردية " ، مشيرا الى أن خطر داعش مازال قائما على مدينة عين العرب ، ويهدد الوجود الكردي هناك.
وشكك الباحث السوري شعيب بالتصريحات الأمريكية حول تقديم مساعدات من الأسلحة والذخائر لمقاتلي الأكراد في مدينة عين العرب شمال محافظة حلب ، مؤكدا أن الأكراد في سوريا " لم يؤكدوا وصول مساعدات أمريكية " .
وأعرب شعيب عن اعتقاده بأن الإدارة الأمريكية تحاول استثمار انتصار صمود سياسي وعسكري لأهل المنطقة في عين العرب لإرسال رسائل الى العالم بانها صانعة السلام وأنها تحارب الإرهاب من خلال مساعدات عسكرية لأقليات في المنطقة .
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب تركيا حليفة واشنطن، التي جدد رئيسها رجب طيب أردوغان، رفضه السماح بمرور أسلحة أو ذخائر من أراضيه إلى المقاتلين الأكراد المحاصرين في الجانب الآخر من الحدود، الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين".
في سياق متصل ، أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو، ظهر الاثنين أن بلاده اتخذت إجراءات لمساعدة المقاتلين العراقيين الأكراد على الوصول إلى مدينة عين العرب السورية مرورًا بأراضيها لمحاربة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويشار الى ان تنظيم داعش يتقدم عبر ثلاثة محاور باتجاه مدينة عين العرب، وسط تحذيرات دولية من ارتكاب تنظيم داعش مجازر بحق الأكراد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn