بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق: محنة النازحين من منازلهم في غزة تتضاعف مع صيام رمضان

    2014:07:14.08:41    حجم الخط:    اطبع

    غزة 13 يوليو 2014 / تناولت عائلة أبو طالب وجبة السحور داخل منزلها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ثم وجدت نفسها في اليوم التالي تتجمع حول مائدة الإفطار في العراء وبجانبها ركام المنزل. منذ ستة أيام لم يعد المشهد طبيعيا لدى العائلة المكونة من 14 فردا، إذ تلتقي على السحور والإفطار داخل خيمة في العراء نتيجة تدمير منزلها المكون من طابقين في قصف من الطيران الحربي الإسرائيلي.

    ويقول سامر (33 عاما) وهو أحد أفراد عائلة أبو طالب لوكالة أنباء (شينخوا) " ليس رمضان وصيامه اختلفا هذا العام فحياتنا كلها تغيرت للأسوأ، يمكن أن تتصور معنى أن تقوم صباحا لتجد نفسك في الشارع هكذا بملابسك فقط. ودمر منزل أبو طالب في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم السادس بعد استهدافه أولا بقذيفة مدفعية فجرا ثم بعد ذلك بصاروخين. وأصيب سامر وزوجته وأطفاله الأربعة بجروح وشظايا قبل أن يسارعوا إلى مغادرة المنزل مع والديه وأشقائه، ويتابعون من بعيد مشهد الطيران الإسرائيلي وهو يسوي المنزل بالتراب. أقام سامر خيمة بجوار أنقاض ركام المنزل ودفع بوالديه المسنين إلى منزل أحد أقاربهم في نفس البلدة. لكن الأسوأ لم يقتصر على ذلك فقط بل أن سيارته التي يعمل عليها سائق تاكسي تضررت بشكل شبه كلي، أي أنه فقد الوسيلة الوحيدة التي تعينه على تدبر مصاريف معيشته وعائلته.

     ورغم كل هذا يشعر سامر بالامتنان ويردد طويلا عبارات الشكر لله "فعلى الأقل نحن لدينا خيمة وأقارب نلجأ لهم، فيما غيرنا لا يملك أي شيء، كما أننا نجونا سالمين وغيرنا سحقوا تحت الركام". ويمكن معاينة نحو 15 منزلا على الأقل جرى تدميرها في منطقة سكن أبو طالب، قضى عدد من أصحابها قتلى تحت أنقاض ركامها. ومن هؤلاء عائلة حمد التي قتل ستة من أفرادها دفعة واحدة في غارة إسرائيلية دمرت المنزل تماما. وحسب إحصائيات نشرها "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" ومقره جنيف، فإن الغارات الإسرائيلية على غزة دمرت 176 منزلا سكنيا بالكامل، و1068 بشكل جزئي خلال الأيام الستة الماضية.ومن بين إجمالي أكثر من 165 فلسطينيا قتلوا منذ يوم (الأثنين) الماضي، فإن أكثر من 80 منهم على الأقل قضوا داخل منازلهم بفعل تدميرها في غارات إسرائيلية فوق رؤوس ساكنيها. وقضى 18 شخصا الليلة الماضية في أعنف الضربات الجوية الإسرائيلية على منزل لعائلة "البطش" السكني في شرقي غزة.

    ويقول الجيش الإسرائيلي، إن غاراته على المنازل تستهدف نشطاء في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي وأخرى يتم تخزين وسائل قتالية فيها أو إطلاق قذائف صاروخية من مناطق مجاورة له. إلا أن سامر يدحض كل هذه المبررات ويقول، إنه لم يحدث أن أطلقت قذيفة صاروخية من منطقة سكنهم "فهي مكشوفة للجيش الإسرائيلي كونها ملاصقة جدا للسياج الفاصل ولا احد يجرؤ على أي نشاط منها".ويضيف سامر، أن"جوهر الأمر ليس إطلاق صواريخ مقاومة بل ممارسات الاحتلال وعدوانه وما يمارسه بحقنا من إبادة ومجازر". وعلى ما حل به يظهر سامر وبقية أفراد عائلة أبو طالب تحديا لإنذارات الجيش الإسرائيلي للسكان في المناطق الحدودية لقطاع غزة بضرورة إخلائها.

    ويقول عن ذلك "تلقيت رسالة صوتية من الجيش على هاتفي تهددني لكن ابتسمت فورا، منزلنا دمر فماذا يمكن أن أخلي مجددا ؟". ويضيف سامر "لا أترك هذه المنطقة ولتفعل إسرائيل ما تريد فلا يوجد شيئ أخاف منه وإن كان على حياتي فأنا اتحدى إيجاد مكان أمن واحد في غزة، لا يوجد أبدا". وعمد الجيش الإسرائيلي إلى توجيه رسائل تهديد صوتية لآلاف من سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة ينذرهم فيها بضرورة إخلاء منازلهم تمهيدا لتوجيه ضربات جوية إليها. ودفع ذلك بضعة آلاف من سكان المناطق الحدودية في شمال قطاع غزة إلى إخلاء منازلهم والنزوح عبر عربات يجرها حمير ودراجات نارية ثلاثة العجلات (تكاتك) خشية من أي استهداف إسرائيلي لهم. وتوجه أغلب هؤلاء باتجاه مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي قدم موظفون فيها إليهم احتياجات الإيواء الأساسية من طعام وفراش. واكتظت الصفوف الدراسية بالنازحين من كافة الأعمار. وأشارت (أونروا) إلى أنها خصصت ثمانية مدارس لإيواء نحو 4 ألاف شخص قصدوها بعد إخلاء منازلهم. وقالت سيدة في نهاية الثلاثينات من عمرها " لولا الخوف على حياة أطفالنا والرعب الذي يسكنهم بفعل كثافة القصف الإسرائيلي ما كنا أخلينا منازلنا".

    وأضافت "وضعنا صعب في ظل الصيام، سبق أن شردنا في توغلات إسرائيل السابقة لمناطق سكننا لكنها المرة الأولى التي تحدث في شهر رمضان حيث الجوع والعطش والإعياء (..) لا أحد يرحم وضعنا". وجلست هذه السيدة مع ثلاثة من أبنائها قبالة أحد الصفوف الدراسية وبدأ اليأس يسيطر عليهم ترقبا لمضي الوقت بانتظار موعد آذان المغرب وتناول فطورهم، والأهم انتهاء محنتهم للعودة إلى منزلهم من جديد وهذا إذا بقي كما تركوه .

    /مصدر: شينخوا/