بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق: أطفال غزة يقضون بنيران العملية الإسرائيلية على القطاع المحاصر

    2014:07:11.15:33    حجم الخط:    اطبع

    غزة 10 يوليو 2014 / عندما أرسلت نجية عريف طفليها لشراء طعام معلب لكي تتناوله العائلة خلال موعد الإفطار مثلما يفعلون كل يوم في شهر رمضان، لم تكن تعلم أنها ستستقبلهما وقد لفظا أنفاسهما الأخيرة في غارة إسرائيلية قرب منزلهما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

    تلك الأسرة واحدة من عشرات الأسر التي فقدت أبناءها خلال العملية العسكرية الإسرائيلية "الجرف الصامد" المتواصلة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل المسلحة في قطاع غزة المكتظ بالسكان والمحاصر منذ منتصف العام 2007.

    فقد وثق مركز حقوقي ينشط في قطاع غزة مقتل 20 طفلا وعشر نساء من بين عشرات القتلى الذين سقطوا بفعل الهجمات الجوية الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

    ومن بين الأطفال الذين قضوا كانا ولدا السيدة عريف التي وقفت مرتدية جلبابا أسود وغطاء رأس أبيض وعيناها تفيض بالدموع بين نسوة تنتحبن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعدما حملت نفسها مسؤولية قتلهم.

    فيما تماسك خال الطفلين عريف عندما استلم جثتيهما من المستشفى الرئيسي في غزة، تمهيداً لنقلهما إلى منزل العائلة لإلقاء نظرة الوداع قبل دفنهم في أحد مقابر المدينة.

    وطفلا عريف هما أمير (13 عاماً) ومحمد (10 سنوات) وكانا صائمين رغم موجة الحر وانقطاع التيار الكهرباء المتواصل بفعل اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل قبل ثلاثة أيام.

    وبمجرد أن وصلت الجثتان إلى المنزل على محفة انهارت الأم المكلومة وظلت تقبلهم وتصيح داخل المنزل "قتلهم اليهود .. أنا من أرسلتهم إلى هناك .. ".

    وكانت الأم عريف (31 عاما) طلبت من طفلها الأكبر أن يتوجه لبقالة تبعد عن منزلها عشرات الأمتار في الحي، وأرسلت شقيقه الأصغر محمد لمرافقته في هذه المهمة المميتة.

    وتقول بصوت تخنقه الدموع والحزن لوكالة أنباء ((شينخوا)): "كانت الشمس عامودية عندما طلبت من أمير الذهاب إلى البقالة لشراء طعام للافطار .. كان خائفاً جداً لدرجة أنه بكي فطلبت من شقيقه محمد أن يرافقه وكلاهما ذهبا عند الله تعالي".

    وستظل هذه الأم المكلومة نادمة وتتحسر طوال حياتها لأنها لم تقدر خطورة قرارها بإخراج طفليها من المنزل وقت اندلاع الحرب، بحسبها.

    ووفق ما ذكر مسعفون وجيران العائلة لـ((شينخوا))، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخاً باتجاه الطفلين على بعد مئة متر تقريباً من منزلهم القريب من الحدود مع إسرائيل.

    ودفن الجيران جثماني الطفلين مع خمسة قتلوا من الحي خلال الهجمات الإسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وبعضهم لا يزال مذهولاً من هول الصدمة.

    ثم أقامت العائلة اليوم (الخميس) سرادق واحد في مكان عام في الشارع لاستقبال المعزين، فيما يتحرك السكان في الحي بحذر.

    ووثق مركز حقوقي ينشط في قطاع غزة مقتل 20 طفلا وعشر نساء من بين عشرات القتلى الذين سقطوا بفعل الهجمات الجوية الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

    وفي رسالة وجهها مركز الميزان لحقوق الانسان اليوم للمؤسسات الدولية حذر فيها من خطورة استمرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف المنازل المدنية وتقتل مزيدا من الضحايا المدنيين.

    وكتب الحقوقي إبراهيم معمر رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والقانون على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) : " يبدو أن الجيش الإسرائيلي يتعمد اسقاط ضحايا بصفوف المدنيين من أجل تأليب الفلسطينيين ضد فصائل المقاومة في غزة ".

    ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على كثير من هجماته، لكنه يؤكد أنه دمر كثير من قدرات حركة حماس العسكرية والمنظمات الإرهابية في غزة.

    وصاح عمر شمالي في العقد الثالث من العمر "اليهود يقتلون الاطفال في رمضان دون ذنب، والعرب والمسلمون نائمين لا يتحركون كعادتهم".

    وكان الرجل يتحدث بحرقة إذ كرم الطفلين عريف قبل مقتلهم لحفظهم أجزاء من القرآن الكريم في مسجد الحي الذي تضرر بفعل الهجمات الإسرائيلية.

    وفي جنوب قطاع غزة، قتل الطفل سراج عبد العال (8 سنوات) في غارات استهدفت منزل ناشط من حماس في مدينة خان يونس.

    وقصة هذا الطفل تختلف عن طفلي عريف، لكن كلاهما قتل بهجمات إسرائيلية على غزة.

    وكان عبد العال سقط من أعلى منزل شاهق في رفح، وظل في غرفة الرعاية المكثفة يتلقى العلاج حتى تعافى وخرج من المشفى قبل أسبوعين من اندلاع الحرب.

    وخلال اليوم الأول من الحرب قرر والده زيارة جدته وأقاربه في خان يونس، واصطحب الطفل الناجي من الموت إلى حيث الموت الذي ينتظره.

    ويقول حسن عبد العال وقلبه يكاد ينفطر من شدة الحزن "كان أقسى قرار في حياتي .. لقد ذهب إلى هناك من أجل أن يقتله الطيران الإسرائيلي".

    وظلت جثة عبد العال لساعات في المشفى لم يتعرف عليها أحد إلا عندما اكتشفت العائلة أنه خرج مع الأطفال لمشاهدة منزل أحد نشطاء (حماس) تلقى أمراً بإخلائه قبل قيام سلاح الجو الإسرائيلي بتدميره.

    وكان هول الموقف مفجع للجميع أمام ثلاجة الموتى في المشفى إذ تعالى الصراخ وسقط الأب مغشياً عليه وظل لساعات حتى تفهم الواقع الجديد.

    /مصدر: شينخوا/