غزة 10 يوليو 2014 / طغى تصاعد التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل اليوم (الخميس) على جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار المستمر منذ يوم الاثنين الماضي وخلف حتى الآن 90 قتيلا فلسطينيا وجرح المئات.
وقالت مصادر طبية في غزة، إن 34 فلسطينيا قتلوا اليوم في سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة استهدفت عدة منازل سكنية ومقار حكومية ومواقع أمنية إلى جانب أراض زراعية.
وحسب المصادر ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 90 بينهم 19 طفلا، و17 سيدة، و4 مسنين فيما أصيب 630 آخرون بجروح وذلك منذ فجر الاثنين الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه أغار خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على 320 هدفا في أنحاء قطاع غزة بما فيها 220 منصة مطمورة لإطلاق الصواريخ، و58 موقعا يشتبه بكونها انفاقا أرضية، و46 موقعا للقيادة والسيطرة.
وهدد الجيش وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة ، بأن سلاح الجو ينوي تكثيف الهجمات خلال الأيام القريبة القادمة على قطاع غزة ليتم استنفاد هذه المرحلة من المعركة قبل الشروع في عملية برية محتملة في القطاع.
كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "غير وارد في هذه المرحلة" وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة.
في المقابل ، قال النائب عن حركة حماس مشير المصري في تصريح صحفي مكتوب إنه "لا تهدئة مع الاحتلال في هذه المرحلة والمقاومة الفلسطينية ما زال في جعبتها الكثير ستفاجئ به الاحتلال".
واعتبر المصري، أن "الاحتلال يبحث عن نصر موهوم من خلال ارتكابه لمجازر حقيقية عبر إبادة العوائل وقتل الاطفال وتدمير البيوت فوق رؤوس قاطنيها، وهذا دليل على افلاس الاحتلال في بنك أهدافه المزعوم".
من جهتها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس،أنها "مازالت تتعامل مع المعركة (مع إسرائيل)على أنها معركة محدودة ".
وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاب تلفزيوني مسجل، إن الكتائب والأجنحة المسلحة تمكنت من إطلاق قذائف صاروخية من أقصى شمال إسرائيل إلى جنوبها، مهددا بأن القسام "لم تستخدم إلا القليل القليل مما أعدته للعدو، وأنها لا زالت تتعامل مع المعركة على أنها معركة محدودة".
وأضاف أبو عبيدة "لم نبدأ بحرب ولم نبدأ بعدوان بل العدو هو الذي بدأ بالتهديد والوعيد ثم ترجم ذلك بالعدوان الذي تصاعد، ولكن بعد أن بدأ الحرب فإنه لن يقرر موعد نهايتها ولا شروطها ولا شكلها".
وتابع المتحدث، "أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جدا وليس كما يقول قادة العدو لأسبوع أو عشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جدا"، مشيرا إلى أن كتائب القسام أطلقت اسم عملية (العصف المأكول) ردا على عملية (الجرف الصامد) العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم الثالث.
في غضون ذلك قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الجهود المصرية لوقف التوتر في غزة "فشلت" حتى الآن، مشددا على أن الأولوية يجب أن تكون لحقن الدماء.
وأضاف عباس لدى استقباله وجهاء وفعاليات مدينة القدس في مدينة رام الله بالضفة الغربية، "لا نريد من أي طرف تقديم أي شروط للعودة إلى التهدئة، لأن الأهم هو حقن الدماء، ومصر اجرت اتصالات مع الجانبين ولكن هذه الاتصالات للأسف فشلت".
ونبه عباس إلى مصادقة الحكومة الإسرائيلية على عملية برية يمكن أن تبدأ خلال ساعات، مشيرا إلى أنه يجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف تشمل الإدارة الأمريكية وتركيا وقطر ومصر التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في نوفمبر 2012.
وكان عباس بحث تطورات الأوضاع في غزة هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مؤكدا "ضرورة سرعة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على سكانه ".
وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن عباس وكيري بحثا خلال اتصال هاتفي بينهما " الأوضاع الجارية في قطاع غزة، حيث أكد عباس ضرورة سرعة وقف إطلاق النار، ووقف العدوان على شعبنا".
وكان كيري دعا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إلى تخفيف حدة التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية، لكنه أكد دعم بلاده ل"حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها من هجمات إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة ".
ونددت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، بتصريحات الوزير الأمريكي، معتبرة أنها "توفر غطاء لمجازر الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".
وقال أبو زهري في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن تصريحات كيري بأن من حق إسرائيل الدفاع عن النفس "هي قلب للحقيقة وانحياز للاحتلال وتوفر غطاء أمريكيا لمجازر الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف أبو زهري، "هذه تصريحات تجعل الإدارة الأمريكية مشاركة في الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني".
وفي الوضع الإنساني ، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن حالة الطوارئ في كافة أقاليم عملياتها الخمس على خلفية التوتر الحاصل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة.
وحث مدير عمليات أونروا في غزة روبرت تيرنر في بيان صحفي كافة الأطراف الفاعلة، بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وأن تتخذ التدابير اللازمة لتهدئة الوضع.
من جهتها فتحت السلطات المصرية صباح اليوم معبر رفح البري مع قطاع غزة جزئيا لسفر جرحى العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
وقالت وزارة الداخلية في غزة على موقعها الإلكتروني، إن المعبر مخصص ل"نقل جرحى العدوان فقط، وإدخال مساعدات طبية".
وبموازاة ذلك اشتكت وزارة الصحة في غزة من مصاعب حادة تواجه عمل أطقمها الطبية بفعل نقص الإمكانيات.
وقال وكيل الوزارة يوسف أبو الريش للصحفيين في غزة، إن الوزارة تواجه نقصا ما يزيد على 25 في المائة من قائمة الأدوية الأساسية وما يزيد على 15 في المائة منها مهددة بالنفاد خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أبو الريش، أن مستشفيات غزة تواجه نقص ما يزيد على 55 في المائة من المستهلكات الطبية الأساسية و أن ما يزيد على 10 في المائة منها مهددة بالنفاد خلال الأيام المقبلة.
وتشن إسرائيل عملية "الجرف الصامد" العسكرية على قطاع غزة منذ ثلاثة أيام، تضمنت شن أكثر من 800 غارة جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة شملت منازل سكنية وسيارات مدنية.
وتعد هذه أعنف جولة تصعيد بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل منذ إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين بوساطة مصرية في 21 نوفمبر 2012.
وأنهى الاتفاق حينه عملية عسكرية شنتها إسرائيل على قطاع غزة استمرت في حينها لثمانية أيام وأسفرت عن مقتل 184 فلسطينيا، مقابل 6 إسرائيليين جراء إطلاق مئات الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn