جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الشرق الأوسط

تحقيق إخبارى: حياة مشلولة ورعب ينتاب سكان غزة مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية يومها الرابع

/مصدر: شينخوا/  09:42, July 12, 2014

غزة 11 يوليو 2014 /شلت الحياة بشكل كامل في غزة وتحولت الشوارع إلى مناطق أشباح مع تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي.

ولا تغيب الطائرات الإسرائيلية عن سماء غزة فهديرها يسمع في كل ركن من السماء، بينما تسمع بين الحين والآخر دوي انفجارات شديدة في أرجاء قطاع غزة، الذي يعاني أصلا من انقطاع التيار الكهربائي ونقص المواد الأساسية والدوائية نتيجة الحصار والإغلاق المتواصل، وسط تصاعد للدخان من المناطق التي تستهدفها الغارات الإسرائيلية.

رعب في قلوب السكان

وشنت الطائرات الإسرائيلية المئات من الغارات على مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنازل سكنية وسيارات مدنية، فيما اطلقت صواريخ من قطاع غزة في مواقع أبعد داخل إسرائيل مما أثار المزيد من الرعب في قلوب السكان.

ولم تسلم الشقق السكنية في البنايات المكتظة من صواريخ الطائرات التي استهدفت في وقت مبكر اليوم (الجمعة) شقة سكنية جنوب مدينة غزة أسفرت عن مقتل طبيب فلسطيني.

ويقول سكان في بناية مجاورة، إن "أسفل الشقة التي قتل فيها الطبيب جمعية تعنى بتيسير الزواج تابعة لفصائل اسلامية، وعلى ما يبدو فان الصواريخ كانت تستهدفها، حيث اصيبت، بصاروخ، فيما الباقي أصابت شقة الطبيب الذي يعرف بأنه لا ينتمي لأي تنظيم ".

ويتابع هؤلاء، أن إطلاق الصواريخ جاء عند وقت السحور مما أثار الرعب في المنطقة التي تعرف باسم منطقة (الأبراج) وتضم بنايات سكنية مكونة في غالبيتها من 6 إلى 7 طوابق، ويسكنها ما لا يقل عن 10 آلاف نسمة.

وأطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخين على موقع وزارة الداخلية غرب غزة مما أدى إلى تدميره بالكامل وتسويته بالأرض بالإضافة إلى تحطم جميع النوافذ المنازل المجاورة.

وقالت أم محمد التي يبعد منزلها نحو مائة متر عن المقر، "هذه الغارات تسبب لنا الرعب أنا لا اعرف هل انتبه لنفسي او لأولادي ما لنا غير هذا البيت (..) أين نذهب".

وقال زوجها محمود 55 عاما، إن "كل الصواريخ الفلسطينية التي تطلقها حركة حماس والفصائل المسلحة على إسرائيل لا تساوي شيئا مقارنة بقنبلة اسرائيلية واحدة".

وأضاف متذمرا " العالم يراقبنا في صمت ننزف، ودماؤنا تجري أنهارا ولا احد يحرك ساكنا".

وتابع الرجل "يجب ان يقدم حكام إسرائيل وكل من قام بهذه العملية إلى المحاكمات (..) نحن بشر وعليهم ان يحترموا انسانيتنا".

نزوح لمناطق اكثر امنا

ودفع القصف الإسرائيلي الكثيف في منطقة السودانية ومناطق غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة بالعشرات من سكان الحي والإحياء المجاورة، إلى الرحيل لمناطق اكثر امنا.

وقبالة الساحل تمركزت عدد من الزوارق البحرية العسكرية بينما تطلق القذائف والطلقات بشكل كثيف.

وأصاب صاروخ أطلقه أحد الزوارق نشطاء على الطريق الساحلي اثناء عودتهم على ما يبدو من إطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل.

وقال نظير وفا 51 عاما بينما ترافقه زوجته وأولاده ويحمل جوالا على كتفه إنه يغادر منزله المكون من أربع طوابق ويتوجه إلى منزل أقرباء زوجته في حي الشيخ رضوان "لقد أصبح العيش في منزلي كأنني في الجحيم (..) لا ننام من الرعب والقصف".

وأضاف "منذ اليوم الأول للعملية تحطمت نوافذ منزلي واستبدلتهم بالنايلون، لكن أنا وأبنائي لا نستطيع الاحتماء من أي شظايا".

ولم تستطع زوجه ناصر التي ارتدت جلبابا أسود وحملت بين ذراعيها طفلا لم يتجاوز عامه الأول أن تحبس دموعها وقالت وهي تبكي "حرام ما يحصل لنا، الله يفرجها علينا، متنا من الرعب انا وأولادي ".

وشوهدت عدد من العائلات تحمل حقائب تحتوي على أغراضهم وملابسهم ويتوجهون مسرعين بعيدا، بينما يراقب الجميع الطائرات الحربية التي تزمجر في السماء تتحين اقتناص فريستها.

مغامرات غير محسوبة

وعلى الرغم من الغارات الكثيفة غامر العديد من السكان في غزة بالخروج لشراء طعام خصوصا مع احتفالهم بشهر رمضان الذي يصوم فيه المسلمون حوالي 15 ساعة يوميا فيما بدت ملامح الترقب والحذر على غالبية المارة.

وانشغل البعض خلال اصطفافهم أمام مخبز اليازجي في حي تل الهوى الذي قصف فيه شقة الطبيب فجر اليوم، بالحديث عن كيف يؤمنون المأكل والمشرب لأطفالهم مع استمرار الغارات الجوية واحتمال تنفيذ إسرائيل لعملية توغل برية.

وقال أبو النمر معيلة (52 عاما) الذي خرج لشراء طعام لأسرته المكونة من سبعة أبناء أن المحلات مغلقة كما أن البنوك مغلقة وقد تم تدمير صرافاتها الآلية بسبب الخلاف الداخلي، وليس معنا نقود ونحتاج إلى بعض السلع للشراء، كالخبز والأرز والسكر.

وأضاف معيلة بينما كان يقف مع عدد من جيرانه عند المخبز "أقف هنا منذ ساعة وما زال علي أن أنتظر مزيدا من الوقت (..) أخشي على أولادي وعائلتي.

وتابع معيلة وهو موظف ويتلقى راتبا من قبل السلطة الفلسطينية " لم نعد نتحمل هذا (..) كأن الجميع اتحد ليخنق غزة (..) لا نعرف من أين نتلقها من الحصار والوضع المعيشي السيء أو من الانقسام أو من الرواتب أو من الغارات الاسرائيلية (..) لعله يقصفنا صاروخا فيخلصنا من هذه الحياة البائسة.

ويخشي ابو هاني الكومي في الأربعينيات من العمر وهو أب لأربعة أولاد بقائه في المنطقة.

وأضاف بينما يهرع للعودة إلى منزله " منذ بدء العملية تجنبت الخروج من البيت لأنه من الممكن أن تتعرض للقصف، مضيفا أن القذائف تستهدف كل مكان واخشي أن يتصادف وجودي في هذا المكان حتى لا أصاب.

وقالت سيدة تدعى عنايات الفيشاوي (36 عاما) جاءت لتشتري بعض الحاجيات من أحد المحلات التجارية التي كان صاحبها يفتح بابا واحدا على استحياء قبل موعد الإفطار أن "إسرائيل لا تستهدف حماس وإنما تستهدف كل الشعب" .

وأضافت " خرجت لاشتري بعض الاحتياجات لقد أصبح هذا السيناريو محفوظا ".

وتابعت هذه هي الحرب الثالثة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بدواعي وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها (..) وفي كل مرة ترجع اسرائيل "خائبة".

وتابعت ما يثير حفظيتي ان التصعيد قد يستمر عدة أيام وربما أسبوع وربما أكثر، ولكن في النهاية سيعمل الجانبين مضطرين على التوصل إلى تهدئة.

ومع حلول الليل لا يتغير في الواقع شيئا إلا الظلام الذي يلف المدينة التي ينقطع فيها الكهرباء حوالي ثماني ساعات يوميا بحد أدنى نتيجة لشح الوقود المورد من إسرائيل لمحطة الكهرباء الوحيدة في غزة.

ولا يسمع سوى أبواق سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي تتوجه إلى مكان قصف للتو او انها عائدة من مكان تم قصفه.

وتبدي ميسون حسن (44 عاما) وهي ربة منزل كغيرها من سكان غزة امتعاضا من استمرار العملية العسكرية واتساعها بشكل اكبر، مشيرة إلى أن الطائرات تغير صباحا وحتى المساء، ناشرة الرعب والفوضى في جميع انحاء القطاع.

وأضافت، لا اتخيل ان هذا الامر يمكن ان يستمر اكثر لقد عشنا ثلاث ليالي صعبة كثيرا، ولا ننام إلا عندما يطلع النهار، بعد أن ينال منا التعب والارهاق.

وأضافت في كل يوم نترك النوافذ مشرعة وكذلك باب الشقة والبناية تحسبا لأي طارئ.

وتابعت ان "السكان في غزة يعانون من ضغوط اقتصادية وسياسية كبيرة ومتعددة وفي حال ممارسة المزيد من الضغط على غزة بهذه العمليات فعلى الجميع ان ينتظر الانفجار ".

وقال مجيد الحلو (35 عاما) الذي جاء هو الآخر ليحصل على الخبز، إذا كانت إسرائيل تعتقد أن عملياتها العسكرية ستوقف إطلاق الصواريخ (. .) فهي مخطئة، فكلما سقط قتلى وجرحى وتدمير كلما زاد الحقد والرغبة بالانتقام ".

وأضاف الحلو "كنت أنتقد إطلاق الصواريخ، في السابق، لكن الآن ليس مثل السابق، الآن أريد أن يتألم الإسرائيليون مثلما نتألم نحن".

صور ساخنة

أخبار متعلقة

 

أخبار ساخنة