غزة 9 يوليو 2014 / قتل 30 فلسطينيا في اليوم الثاني من العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم (الخميس) وسط تركيز للضربات الجوية على المنازل السكنية، فيما استمر إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه الأراضي الإسرائيلية.
وارتفع بذلك إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية (الجرف الصامد) العسكرية فجر أمس (الثلاثاء) ضد قطاع غزة ردا على إطلاق القذائف الصاروخية، إلى 47 بينهم نحو 30 من السيدات والأطفال، فيما أصيب أكثر من 350 آخرون بجروح
ودشن الجيش الإسرائيلي اليوم الثاني من عمليته العسكرية باستهداف منزل ناشط في (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة يدعى حافظ حمد.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الغارة أدت إلى مقتل حمد وزوجته وأربعة من أطفاله، فيما قتل الباقون في غارات إسرائيلية شملت شمال قطاع غزة إلى جنوبه، مشيرا إلى أن غالبية قتلى اليوم هم من النساء والأطفال.
وفي وقت متأخر الليلة، قتل سائق سيارة تتبع لإحدى المؤسسات الصحفية الخاصة يبلغ عمره (37 عاما) جراء استهدافها في غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة ما اسفر كذلك عن إصابة 8 أشخاص من المارة بجروح.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، إن "استمرار قصف البيوت واستهداف المدنيين هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء".
وتوعد أبو زهري في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الجيش الإسرائيلي، "بدفع الثمن غاليا" على استمرار استهداف المنازل والمدنيين في قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية في غزة، إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى تدمير نحو 60 منزلا سكنيا، واستهدفت البني التحتية، وشبكات الصرف الصحي، والكهرباء، والاتصالات، وتدمير آلاف الدونمات والحقول الزراعية.
ويسمع دوى انفجارات ضخمة بشكل متتالي في أنحاء قطاع غزة، وسط تصاعد للدخان من المناطق التي تستهدفها الغارات الإسرائيلية.
وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرات سلاح الجو أغارت اليوم على حوالي 180 هدفا في قطاع غزة.
وذكر الناطق وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن من بين هذه الأهداف 31 نفقا، و60 منصة مطمورة لإطلاق الصواريخ، ومخزنا للوسائل القتالية، إضافة إلى 12 موقعا استخدمها قادة في حماس لأغراض القيادة والسيطرة.
وحسب الناطق بلغ عدد الأهداف التي تم قصفها منذ بدء العملية العسكرية في قطاع غزة فجر أمس أكثر من 600 هدف.
في مقابل ذلك، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن إطلاق صاروخين من طراز (R160) باتجاه مدينة حيفا في شمال إسرائيل (التي تبعد 112 كيلو متر عن قطاع غزة).
كما أعلنت كتائب القسام عن إطلاق ثلاثة صواريخ لأول مرة تجاه بلدة (ديمونا) الإسرائيلية ومفاعلها النووي.
وقالت الكتائب إن مقاتليها أطلقوا صاروخا من طراز (M75) لأول مرة باتجاه مطار (نيفاتيم) العسكري الذي يبعد قطاع عن غزة نحو 70 كيلو مترا.
وتبنت الكتائب كذلك إطلاق أربعة صواريخ من طراز (M75) باتجاه مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وستة صواريخ من نوع (جراد) على مدينة (كريات جات) جنوب إسرائيل،
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن صاروخين أطلقا من غزة باتجاه شمال إسرائيل، سقط احدهما في محيط المجلس الإقليمي (حوف هاكرميل) إلى الجنوب من حيفا، والأخر قرب مدينة (قيسارية).
وذكرت الإذاعة، أن ست قذائف صاروخية سقطت في محيط المجلس الإقليمي (أشكول)، وألحقت 3 منها أضرارا بمبان وبطريق داخل إحدى القرى.
وحسب الإذاعة، دوت صفارات الإنذار في محيط المجلس الإقليمي (ماتيه يهودا) الواقع جنوبي غربي القدس فيما اعترضت منظومة القبة الحديدة الصاروخ دون وقوع إصابات.
كما اعترضت منظومة القبة الحديدة صاروخا أطلق باتجاه مدينة تل أبيب دون وقوع إصابات أو أضرار.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت ناشطين فلسطينيين حاولا التسلل من البحر إلى شاطئ قاعدة زيكيم العسكرية القريبة من شمالي قطاع غزة .
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن متحدث عسكري قوله، إن سلاح البحرية تمكن من رصد الفلسطينيين بواسطة منظومة خاصة ترصد تحركات العناصر المعادية تحت الماء.
وقالت الإذاعة إن خمسة نشطاء فلسطينيين آخرين قتلوا مساء أمس خلال محاولة تسلل مماثلة في نفس المنطقة.
وكانت كتائب القسام أعلنت مساء أمس أن مجموعة "كوماندوز" تابعة لها اقتحمت قاعدة زكيم العسكرية الإسرائيلية بعد أن تسللوا إليها عبر البحر.
وبموازاة ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن جهود لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي خلال 24 ساعة لبحث التصعيد الإسرائيلي الحاصل على قطاع غزة.
ووصف عباس لدى ترؤسه اجتماعا طارئا للقيادة الفلسطينية ما يجري في غزة، بأنه "مأساة"، مشددا على إجراء اتصالات مع كافة دول العالم "حتى نوقف شلال الدم وهذه الحرب".
وأكدت القيادة الفلسطينية في بيان لها عقب اجتماعها، أن "العدوان الغاشم على غزة يتطلب تحركا عربيا ودوليا سريعا للحيلولة دون الانفجار الشامل في المنطقة واتساع رقعة الدمار".
وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أخيرا أن عباس طالب نظيرة السويسري خلال رسالة رسمية بإجراء تحضيرات عاجلة لعقد اجتماع عاجل للدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربعة، بهدف وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.إلى ذلك قررت حكومة الوفاق الفلسطينية البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تداعيات الهجوم الإسرائيلي على غزة، وإعلان حالة الطوارئ والتأهب في كافة الوزارات والمؤسسات الخدماتية لإغاثة سكانها.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته قررت تكثيف الهجمات على حركة حماس والفصائل المسلحة الأخرى في غزة، ومواصلة العملية العسكرية حتى وقف إطلاق القذائف الصاروخية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو، تهديده لحركة حماس "بدفع ثمن باهظ لقاء استمرارها في إطلاق النار على مواطني إسرائيل".
وتعد هذه أعنف أعمال عنف بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل منذ إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين بوساطة مصرية في 21 نوفمبر 2012.
أنهى الاتفاق حينه عملية عسكرية شنتها إسرائيل على قطاع غزة استمرت في حينها لثمانية أيام وأسفرت عن مقتل 184 فلسطينيا، مقابل 6 إسرائيليين جراء إطلاق مئات الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn