دمشق أول يوليو 2014 / أكدت مجموعة من الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا اليوم (الثلاثاء) أن إعلان داعش عن قيام الخلافة الإسلامية وإسقاط كلمتي العراق والشام منها، يشكل "تهديدا لكل أنظمة المنطقة وخاصة الدول التي تدعمها وتمولها"، لافتين إلى أن الإعلان سيعطي بعض الدول شرعية لمكافحة الإرهاب لأنه بات يشكل خطرا حقيقيا على الدول الإقليمية .
ورغم اتفاق الخبراء في سوريا على أن هذا الإعلان سيشكل تهديدا للمنطقة، إلا أن القراءات تعددت وتباينت حول نتائجه وإنعكاساته على المشهد السوري، فمنهم من قلل من شأنه ومنهم من حذر من مخاطره، وآخر اعتبر أن هذا الإعلان يهدف إلى ضرب محور المقاومة والممانعة في المنطقة، وهي ضربة استباقية لإشغال تلك الدول عما يحاك ضدها.
وقال الخبير والباحث السوري حميدي العبد الله في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق حول إعلان (داعش) قيام دولة "الخلافة الإسلامية " وإنعكاسها على المشهد السوري، قال إن "إنعكاساتها تكمن أولا في أنها تعزز منطق الدولة السورية حول الخطر الذي تمثله هذه الجماعات ليس فقط على سوريا وإنما على المنطقة بمجملها".
وأضاف الخبير السوري العبد الله إن "دلالات إعلان الخلافة الإسلامية من الناحية السياسية تكمن في أنه يشكل تهديدا لكل أنظمة المنطقة وخاصة الأنظمة التي تعاونت مع هذه الجماعات الارهابية في مواجهة الدولة السورية لإسقاط النظام فيها".
وأوضح العبد الله أن "إعلان الخلافة الإسلامية من قبل (داعش) سيزيد من أهمية وفاعلية الحجج التي تقولها الحكومة السورية لضرورة مكافحة هذه الجماعات التي تدعمها دول إقليمية وعربية بالمال والسلاح ".
وقلل الخبير السوري في الوقت ذاته من أهمية هذا الإعلان ، معتبرا أنه "لا يقدم ولا يؤخر"مبررا ذلك أن حجم تأثير داعش على الأرض مرتبط بحجم التأييد الشعبي والسياسي لها، وهذا غير متوفر لدى الشارع السوري.
ومن جانبه اتفق ماهر مرهج أمين عام حزب الشباب الوطني السوري مع الخبير السوري العبد الله بأن إعلان داعش "الخلافة الإسلامية " سيشكل خطرا على الدول الإقليمية بما فيها الدول التي تدعمها ، مؤكدا أن نتائج هذا الإعلان ستنعكس إيجابيا على المشهد السوري لكونه يعطي الشرعية للدولة السورية لمكافحة الإرهاب .
وأضاف مرهج أن داعش منذ تشكيلها تحمل أجندة إسلامية سلفية بحتة تقوم على أساس دولة إسلامية "، مؤكدا أن هذا التنظيم لا تهمه معارضة سورية ولاحكومة سورية ولا حتى عراقية.
وبين مرهج "أن (داعش) لا تملك حاضنة اجتماعية في سوريا، وما حدث في محافظة الرقة التي تخضع لسيطرتها أثبت أن هؤلاء الناس لا يمكنهم أن يحكموا الناس وأن الشعب لن يقبل بهم كسلطة سياسية وكنظام حكم بديل".
وبدوره اعتبر الباحث والكاتب السوري حسام شعيب أن إعلان ما يسمى الدولة الإسلامية عن إقامة "الخلافة " هو "مؤشر استباقي يهدف إلى حشد قوة إسلامية واحدة لضرب محور المقاومة الذي استطاع أن يحقق عدة إنجازات سياسية في المنطقة".
وقال شعيب المتخصص في الشؤون الإسلامية في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن "هذا المولود الجديد يهدف إلى إشغال دول العراق وسوريا ولبنان وإيران وروسيا بهذا التنظيم ولفت الأنظار إليه، والتراخي عن مطالبة الدول التي تدعم المعارضة المتشددة التي تقاتل في سوريا والعراق".
وأكد الكاتب شعيب أن "هذا الكائن الجديد يشكل خطرا على المنطقة من خلال استقطاب عدد أكبر من الإرهابيين الجدد وتجنيدهم تحت هذا المسمى الجديد"، مؤكدا أن هذا الإعلان يشكل أيضا إعادة النفوذ على أنقاض اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت المنطقة العربية إلى دول ووضعت الحدود بين الدول العربية.
ومن جانبه، طالب الإئتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب المجتمع الدولي يوم الاثنين بإمداد مقاتليه بالسلاح ليقاتلوا الدولة الإسلامية .
جاء ذلك غداة إعلان الجماعة إقامة الخلافة الإسلامية.
وأعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يوم الأحد الماضي تغيير اسمها إلى الدولة الإسلامية وتنصيب زعيمها أبو بكر البغدادي" خليفة" للمسلمين.
وقالت في بيان "ننبه المسلمين أنه بإعلان الخلافة صار واجبا على جميع المسلمين مبايعة ونصرة الخليفة إبراهيم (أبو بكر البغدادي) حفظه اللهو تبطل شرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده" في تحد مباشر لزعماء المنطقة والقيادة المركزية لتنظيم القاعدة الذي كانت انشقت عنه.
وتحاول الدولة الإسلامية حشد دعم عشائري قوي في الرقة (شرق البلاد) والعاصمة الإقليمية الوحيدة في سوريا الواقعة تحت سيطرتها.
وتسيطر أيضا الدولة الإسلامية على مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وفي العراق حيث تتقدم صوب بغداد من مدينة الموصل الشمالية التي سيطرت عليها في العاشر من يونيو الماضي.
ورحبت بعض الفصائل المتشددة والمسلحة في الداخل السوري بهذا الإعلان ، ونشرت بعض مواقع التواصل الإجتماعي مثل (الفيس بوك) صورا لاناس يحملون أعلام تنظيم القاعدة هو الراية السوداء، تأييدا لهذا المشروع .
ومن جانبها اعتبرت الولايات المتحدة الإثنين أنّ إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" السنّي المتطرّف "الخلافة الإسلامية " على الأراضي التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا لا يعني شيئاً".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي "سمعنا من قبل مثل هذه الكلمات من "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لكن هذا الإعلان لا يعني شيئاً للناس في العراق وسوريا"، مشيرةً إلى أنّ "التنظيم يحاول السيطرة على الناس بالخوف".
وتقول الدولة الإسلامية إنها تحتاج لإزالة الحدود الوطنية من البحر المتوسط إلى الخليج وتعيد المنطقة لأسلوب الخلافة في العصور الوسطى.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn