ثلاث سنوات فى الصين .. تجربة حياة بين الخبرات المهنية الصحفية، وثقافة الاستمتاع بالمشاهدات الإنسانية (4)

الأمر الأهم فى تجربتي وحياتي على مر ثلاث سنوات من العمل ببكين كصحفي، هو ارتباطي بالأشخاص مصريين وعرب وصينيين جمعتني بهم صداقة وتقارب كان من حسن حظي أن استطعت تكوين صداقة العمر، فى التعامل مع مختلف الاشخاص والعقليات والمزاجات المختلفة، فأصبح لدي أصدقاء من مجال عملى بكبريات المؤسسات الصحفية والاعلامية الصينية كجريدة "الشعب" ووكالة شينخوا، والتليفزيون المركزي والاذاعة وغيرها من الاصدارات الصينية والمؤسسات البحثية وايضا ادارة الاعلام بالخارجية الصينية، الى جانب الأشقاء والشقيقات العرب سواء فى المجال الاعلامي او الصحفى أو الدبلوماسي أو المجتمعى، إضافة لأهم ما فى تجربتي وهم فى المقدمة رفقاء الدرب الذين ساندوني ودعموني وقدموا لى المساعدة تلو المساعدة وادين لهم بجزء كبير من نجاح مهمتي فى بكين وكل أحدهم وهو شخصية دبلوماسية مرموقة، قام بتشريفى بأن كان نعم الأخ والصديق الذى لم نفترق يوما لنتبادل أطراف الحديث الدنيوي والمهمي والعلمي لكننا رغم اختلافنا احيانا الا أننا لم نختلف يوما كأشقاء فى المشاعر أو فى حب الوطن الواحد "مصر" كما كنت محظوظا بان اقتربت ايضا من شخصيات كبيرة ومرموقة مصرية وعربية وصينية خلال فترة عملى، فإلى جانب السفراء العرب هناك رجال مصريين حفروا اسمائهم فى سبيل مصر وتوطيد التعاون المصري الصيني وكان لطبيعة عملهم الملتزمة والشديدة الدقة أكبر الاثر فى تعليمي لكيفية الالتزام والعمل الجاد والتعاون والاجتهاد لرفعة الرسالة السامية المتمثلة فى العمل بما يعود بالنفع على الوطن وعلاقاته بالأصدقاء فى الصين، إلى هذا وذاك كنت من المحظوظين ليس فقط لاكتساب أصدقاء من هذه الشخصيات المصرية والعربية والصينية، بل والاقتراب أكثر من قادة العالم الحديث وكبار المسئولين فى الصين فبعد تحقيق تغطيات وأحاديث صحفية، كان البعد الانساني اهم وقعا وهو مصافحة هؤلاء الكبار، كالرؤساء ، هو جين تاو، شي جين بيغ، وان جيا باو، وانغ يي، لي كيتشانغ، وغيرهم من المسئولين ولهذا وقع خاص ورونق ولذة العمل الصحفي .

فى الصين مشاهدات وخبرات اذا اردنا الحديث عنها نحتاج لمجلدات ولكن ما يهمني فى ذلك هو كيفية نقل هذه الخبرات والاستفادة من هذه التحربة الحياتية للمساهمة فى صنع غد أفضل لمصرنا الحبيبة، من المعروف أن مصر هي أم الحضارات وذات الشان التاريخي الأوسع انتشارا ومكانة، لكننا رغم ذلك نحتاج إلى العقل الواعي الذي تمكن للعبور بالصين التى هي أيضا دولة الحضارة القديمة والوصول بها إلى دولة المستقبل الواعد واسع الحدود والتحديات، وكيفية استغلال مليارات الطاقات البشرية ومساحة الأرض الشاسعة واختلاف العرقيات والألسنة داخل الوطن الواحد وتوظيف ذلك جميعا لصنع صين اليوم والغد، التنين الاقتصادي والسياسي والعسكري الذى أبهر وما زال يبهر العالم ويمد يده لمؤازرة أصدقاءه بخبراته وتجاربه، خاصة فى مصر الأقرب له ولخصائصه كحضارة وتقاليد راسخة لشعبين عريقين .