إضراب يشل حركة النقل البري في العاصمة التونسية

تونس 2 يناير 2023 (شينخوا) نفذ موظفو وعمال الشركة التونسية للنقل الحكومية اليوم (الاثنين) إضرابا شمل حافلات نقل الركاب وقطارات المترو في تونس الكبرى، احتجاجا على تأخر دفع رواتبهم، وذلك في تطور وصفه وزير النقل ربيع المجيدي، بـ"العشوائي وغير المُبرر".

وشهد إقليم تونس الكبرى، الذي يضم أربع محافظات هي تونس العاصمة وبن عروس وأريانة ومنوبة، اليوم إضرابا نفذه موظفو وعمال الشركة التونسية للنقل للاحتجاج على تأخر دفع رواتبهم.

وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إن "شوارع تونس العاصمة شهدت شللا تاما لحركة النقل العمومي بسبب تحرك احتجاجي لأعوان شركة نقل تونس اليوم".

وأضافت أن موظفي وعمال الشركة التونسية للنقل "احتشدوا بساحة الحكومة بالقصبة في تجمع عمالي رفعوا خلاله عديد الشعارات للمطالبة بحقوقهم إزاء ما وُصف بـ"التجاهل الكلي للحكومة لمشاكل القطاع، من بينها خاصة التأخير في صرف الأجور والإمعان في انتهاج سياسة التسويف وعدم الالتزام بتعهداتها".

ونقلت الوكالة عن وجيه الزيدي، الأمين العام للنقابة العامة للنقل التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد، قوله إن "أعوان شركة نقل تونس قرروا الدخول في إضراب مفتوح بداية من اليوم إلى حين استجابة وزارة النقل لجملة من المطالب المتمثلة في تمتيع الأعوان بأجورهم ومستحقاتهم التي لم يتم صرفها إلى اليوم".

وأضاف أن "الحكومة أدارت ظهرها للمطالب الحيوية لأعوان الشركة التي تعاني من اهتراء أسطول النقل في تونس، إضافة إلى عدم جديتها لإيجاد الحلول الكفيلة من إجل إنقاذ هذا القطاع المرتبط بالحياة اليومية للتونسيين".

في المقابل، نقلت الوكالة عن وزير النقل التونسي قوله مساء اليوم، إنه "يُفند ما قدمته النقابة العامة للنقل من تبريرات حول التوقف الفجائي عن العمل الذي نفذه أعوان الشركة التونسية للنقل اليوم".

وأكد في هذا الصدد، أنه تم منذ يوم الخميس الماضي صرف رواتب وكافة المستحقات المالية للعاملين في هذه الشركة، التي تُقدر بـ 8.4 مليون دينار (2.625 مليون دولار).

ووصف المجيدي هذا الإضراب بـ "التوقف العشوائي عن العمل دون سابق إعلام ودون تأمين الحد الأدنى من سير المرافق العمومية وفق ما يفترض القيام به"، لافتا إلى أن "الشركة التونسية للنقل ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة إزاء ما صدر اليوم".

ويأتي هذا الإضراب في وقت تشهد فيه العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة، وكذلك أيضا مؤسسة الرئاسة فتورا غير مسبوق، حتى أن صلاح الدين السالمي الأمين العام المساعد باتحاد الشغل قال في تصريح إن "علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل بالسلطة القائمة برأسيها في أسوأ حالاتها".

ويُعتبر هذا الإضراب الأول في سلسلة تحركات يعتزم الاتحاد العام التونسي للشغل تنفيذها، علما بأن النقابة العامة للنقل في تونس كانت قد قررت تنفيذ إضراب عام في قطاع النقل البري والبحري والجوي يومي 25 و26 يناير الجاري.

وكان الأمين العام للنقابة العامة للنقل في تونس قد أعلن عن هذا الإضراب المُرتقب في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية مساء يوم 28 ديسمبر الماضي.

واعتبر الزيدي أن الإضراب المُرتقب تنفيذه يندرج في إطار تحركات عمالية للمطالبة "بإنقاذ القطاع من الأزمة التي يتخبط فيها"، على حد قوله.