رام الله 29 ديسمبر 2022 (شينخوا) أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اليوم (الخميس) الذكرى الـ 58 لانطلاقتها في الضفة الغربية وسط حضور حاشد من أنصارها.
وتظاهر عشرات الآلاف من أنصار الحركة الذين جاءوا من مناطق مختلفة من الضفة الغربية، في شوارع رام الله وصولا إلى "دوار المنارة" وسط المدينة، حيث أقيم مهرجان مركزي بحضور عدد من قيادة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل أخرى.
ورفع المشاركون في المهرجان الأعلام الفلسطينية ورايات فتح الصفراء وصور عدد من قتلى الحركة وأسراها في السجون الإسرائيلية، فيما ألقيت قصائد وطنية وأغاني الثورة الفلسطينية بهذه المناسبة.
وأوقد قادة فتح بمشاركة ذوي الأسرى والقتلى الفلسطينيين شعلة الانطلاقة الـ 58 للحركة والتي يطلق عليها كذلك اسم انطلاقة "الثورة الفلسطينية المعاصرة" بوجود عدد من المسلحين في مشهد نادر.
وقال نائب رئيس فتح محمود العالول في كلمة خلال المهرجان إن حكومة إسرائيلية جديدة تخرج علينا اليوم هي "الأكثر يمينية وأوضحت نواياها بما تشكله من خطر على الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى وعلى الأسرى ولكن نؤكد لهم أننا جاهزون لمواجهة كافة التحديات".
وأكد العالول ضرورة مواجهة الشعب الفلسطيني بكل فئاته لهذه الحكومة "الفاشية اليمينية وأن نكون بالمرصاد"، مشددا على أن أساس الجاهزية "تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال من خلال تعزيز المقاومة الشعبية".
وتابع العالول أن فتح "لا يمكن أن تقبل باستمرار الوضع الراهن" على ما هو عليه من ممارسات إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وشرق القدس، مشيرا إلى أن الحركة لن تقبل استمرار اتفاقيات "منتهكة" من أجل الشعب الفلسطيني ومستقبله.
وشدد العالول على أن فتح موحدة خلف أهدافها دائما بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى الوقوف معا في مواجهة التحديات التي تعترض القضية الفلسطينية مع قدوم حكومة إسرائيلية جديدة.
ويستعد رئيس حزب (الليكود) بنيامين نتنياهو اليوم للعودة إلى السلطة في إسرائيل بعد أكثر من عام ونصف من الإطاحة به، وذلك على رأس حكومة ائتلافية جديدة وسط جدل حول خطط أحزابها اليمينية المتشددة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمة له "لا تخيفنا التهديدات الإسرائيلية وماكينة القتل"، مشيرا إلى أن رسالة الشعب الفلسطيني للعالم بأنه يريد العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف اشتية أن الفراغ السياسي وتوقف عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي يملأه النضال على الأرض، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لا يبحث عن تحسين ظروف اقتصادية تحت الاحتلال وإنما يناضل من أجل العودة والقدس.
وتأتي الذكرى في ظل تصاعد حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، حيث قتل 27 إسرائيليا منذ مارس الماضي في هجمات نفذها فلسطينيون، مقابل أكثر من 200 فلسطيني بينهم نساء وأطفال بحسب إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية رسمية.
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في كلمته إن الحكومة الإسرائيلية "الفاشية" الجديدة "لن ترهب" الشعب الفلسطيني وستفشل في كسر إرادته نحو الحرية والاستقلال.
وأضاف أبو يوسف أن حركة فتح تمضي ومعها الفصائل الفلسطينية مجسدة الوحدة الوطنية على الأرض في "مقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه" بحق الشعب الفلسطيني.
وتعد حركة فتح التنظيم الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية منذ عدة عقود، وصاحبة الهيمنة في إدارة السلطة الفلسطينية التي تأسست بموجب اتفاق أوسلو للسلام المرحلي مع إسرائيل العام 1994.