غزة 18 نوفمبر 2022 (شينخوا) بوجوه شاحبة وحزينة شيع فلسطينيون اليوم (الجمعة) جثامين 21 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء قضوا في حريق شب داخل منزلهم في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة الليلة الماضية.
وانطلق موكب تشييع الجثمانين من عائلات أبو ريا الذين لفوا بالعلم الفلسطيني ووضعوا في سيارات إسعاف من مستشفى "الأندونيسي" في جنازة رسمية وصولا إلى مسجد "الخلفاء الراشدين" بالمخيم لأداء الصلاة عليهم.
وأدى المشيعون صلاة الجمعة بالمسجد ومن ثم صلاة الجنازة عليهم بمشاركة قادة الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة ومؤسسات حقوقية وأهلية، وسط دموع ودهشة من ذويهم وجيرانهم.
وقال جميل عليان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في كلمة باسم الفصائل الفلسطينية قبيل التشييع إن 21 شخصا قضوا نتيجة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من قبل المجتمع الدولي وإسرائيل.
وأضاف عليان أن الشعب الفلسطيني في غزة بحاجة إلى "تعاطف ومساندة من الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم لرفع الحصار الظالم الواقع عليه وإنهاء معاناته للعيش بحرية وكرامة أسوة بباقي دول العالم".
بدوره، قال سهيل الهندي عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كلمة له "نحمل الاحتلال الإسرائيلي ما حدث الليلة الماضية جراء الحصار الظالم على غزة"، مؤكدا ضرورة إنهاء الحصار.
وشدد الهندي على أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسمح باستمرار الحصار"، مشيرا إلى أن حركته ستضع كافة إمكانياتها وطاقتها لجانب الأسر المكلومة وستبذل الجهود مع كافة الجهات للوصول إلى حقيقة ما حدث".
ولاحقا رفع المشاركون في الجنازة التي سارت في شوارع وأزقة المخيم وصولا إلى مقبرة "بيت لاهيا" التي حفر بداخلها 21 قبرا متجاورا من أجل دفنهم فيها، الأعلام الفلسطينية وصاحوا بالتكبيرات وهتافات تندد بالحصار.
وعم الحداد الشامل والإضراب في مناطق واسعة من القطاع، فيما نكست الأعلام الفلسطينية في المؤسسات الفلسطينية الرسمية بالضفة الغربية والسفارات والبعثات الدبلوماسية حول العالم.
وكان مدير المستشفى الأندونيسي صلاح أبو ليلة قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) الليلة الماضية إن 21 حالة وفاة، بينها أطفال ونساء وصلت إلى المستشفى جثثا متفحمة بفعل الحريق الذي شب داخل شقة سكنية.
وأعلن جهاز الدفاع المدني بالقطاع في بيان أن طواقمه وقوات كبيرة من الشرطة تعاملت مع حريق كبير في إحدى البنايات السكنية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال غزة.
وظلت سيارات الإسعاف والدفاع المدني تعمل لعدة ساعات في السيطرة على الموقف جراء الحريق الكبير.
وقالت وزارة الداخلية في غزة في بيان إن التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى وجود "مادة بنزين مخزنة بكمية كبيرة داخل المنزل"، ما أدى لاندلاع الحريق بشكل كبير ووقوع حالات الوفاة، مشيرة إلى أن قوات الشرطة والدفاع المدني وطواقم الأدلة الجنائية تواصل متابعتها وتحقيقاتها في الحادث، معلنا عن تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على اسباب الحادث.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن المنزل الذي سادت جدرانه السواد جراء شدة اشتعال النيران فيه يعود لعائلة أبو ريا، وكان يشهد احتفالا بعودة أحد أفرادها من رحلة سفر في مصر بعد غياب طويل.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان وزع على الصحفيين ما حدث في مخيم جباليا "بالفاجعة الوطنية، داعيا كافة الجهات المسؤولة لتوفير كل الإمكانيات من أجل مساعدة عائلات الضحايا والتخفيف عنهم.
وفي هذا الصدد، أوعز رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان، بتقديم المساعدة العاجلة لعائلات ضحايا الحريق، معربا عن صدمته الشديدة وحزنه العميق لهذه الخسارة الوطنية الفادحة.
وتفرض إسرائيل منذ العام 2007 حصارا مشددا على القطاع الساحلي، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة بعد أن استولت عليه حركة حماس بالقوة، ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع حيث يعيش سكانه في ظروف معيشية صعبة.