خبير مصري: نتطلّع إلى تعزيز التعاون الزراعي مع الصين

28 أكتوبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/قال المستشار الإعلامي السابق بالسفارة المصرية في الصين والخبير في العلاقات المصرية الصينية أحمد سلام، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية مؤخرا، إن القطاع الزراعي في مصر شهد خلال السنوات الثماني الماضية إنجازات تنموية غير مسبوقة، مضيفا بأن العديد من المشاريع الزراعية تتقدم بشكل جيد. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد طرح في عام 2015، خطة "المليون فدان" لاستصلاح الأراضي، والتي تهدف إلى توسيع رقعة الأراضي الزراعية وتشجيع تصدير المنتجات الزراعية المصرية. كما اقترحت مصر مشروع "مصر المستقبل" للإنتاج الزراعي، والذي يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية.

وأوضح سلام أن الصين تعد من أهم أسواق استيراد البرتقال والتمور المصرية. وتقدّر قيمة صادرات مصر السنوية من البرتقال الطازج إلى الصين بأكثر من 80 مليون دولار أمريكي سنويًا. إلى جانب ذلك، هناك العديد من المنتجات الزراعية المصرية الأخرى التي يتم تصديرها إلى السوق الصينية أيضا، وتجد ترحيبا من قبل العملاء الصينيين، مثل العنب والفراولة المجمدة والثوم الطازج والروبيان المجمد والكركند. كما يشتري المستهلكون الصينيون عبر الانترنت عدة منتجات مصرية مثل الدبس والفول والجبن. وكانت عدة شركات مصرية، قد شاركت في معرض الاستيراد الدولي الذي أقيم في الصين، وتقوم بتصدير المنتجات الزراعية المصرية إلى كندا وكينيا وتنزانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي.

ويعتقد سلام أن المنتجات المصرية لديها فرصة جيدة للدخول والمنافسة في السوق الصينية، مستفيدة من خطة تطوير ممر قناة السويس في مصر وتكلفة النقل المنخفضة نسبيا. مشيرا إلى أن ممر قناة السويس يمثل رابطًا تجاريًا واقتصاديًا وإنسانيًا، ومركزًا لوجستيًا واقتصاديًا. وأن خطة تطوير ممر قناة السويس قد أسهمت بشكل فعال في تنمية النقل البحري الدولي وعززت حرية التجارة العالمية. وقال سلام إنه في ظل تقدم بناء مبادرة "الحزام والطريق" ومشروع تنمية "ممر قناة السويس"، اكتسب التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري زخما، وأطلق فرصًا جديدة للجانبين.

وتعد الصين أكبر منتج زراعي في العالم وأحد أكبر منتجي القمح والأرز والذرة والشعير والبذور. وتعمل الصين في الوقت الحالي على دفع استراتيجية وطنية للأمن الغذائي تهدف لضمان الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وقال سلام إن رقمنة الزراعة في الصين وتطبيق أساليب الري الحديثة، قد لعبت دورا مهما في تحقيق الاكتفاء الذاتي وحتى تصدير المنتجات الزراعية إلى العديد من الدول. وقال سلام إن " الحكومة الصينية تدرب المزارعين وتساعدهم في البناء الريفي، في إطار القضاء على الفقر في المناطق الريفية، وهذا يعد مرجعا كبيرا بالنسبة للدول الأخرى".

وأشار سلام إلى أنه بالإضافة إلى تصدير المنتجات الزراعية، فإن مصر والصين لديهما أيضًا تعاون كبير في مجال تدريب المواهب والزراعة الذكية. ووفقا للتقارير، فقد تعاونت جامعة عين شمس مع جامعة نينغشيا الصينية لإنشاء مختبر ري ذكي موفر للمياه. حيث يوفر هذا النظام أكثر من 20 ٪ من المياه مقارنة بالتقنيات المحلية. ولم يقتصر التعاون على مشاريع بحثية مشتركة فحسب، لكنه يشمل أيضا الزيارات المتبادلة للأساتذة والطلاب لتعزيز تبادل المواهب. وفي مجال الزراعة الذكية، أمضى معهد الموارد الزراعية وتقسيم المناطق الزراعية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية والمكتب المصري لعلوم الفضاء للاستشعار عن بعد مذكرة تعاون بشأن المعمل المشترك بين الصين ومصر للتنمية الزراعية الخضراء، إيذانًا بمزيد من التقدم وتوسيعا للتعاون في مجال الزراعة المدعومة بتقنية الاستشعار عن بعد بين البلدين.

وشدّد سلام على إسهام مبادرة "الحزام والطريق" في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي، وتحسين البنية التحتية ودفع التبادلات الشعبية والثقافية والاستثمار والتجارة وغيرها من المجالات، وتحقيق وضع مربح لمختلف الأطراف. وتوقع سلام بأن تحقق مصر والصين في المستقبل تعاونا أوثق في الزراعة الذكية، ومكافحة التصحر وزراعة المحاصيل المقاومة للملوحة، وتعزيز التنمية المشتركة للزراعة بين البلدين.