بقلم فيصل السعدي، جريدة الرؤية العمانية
عُقدت الجلسة الأولى من أعمال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم لدورته الـ20، صباح يوم الأحد (16 أكتبر) في قاعة الشعب الكبرى ببكين.
ويلتئم هذا المؤتمر تحت شعار "رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية العالية، وتطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل". وخلال المؤتمر، ألقى شي جين بينغ الخطاب للجلسة الأولى للمؤتمر، الذي يستمر على مدى أسبوع كامل.
وقال شي، إن الحزب مرّ بمسيرة كفاح امتدت على مئة عام وعزم الحزب على تحقيق القضية العظيمة طويلة الأمد للأمة الصينية، سعياً وراء تحقيق القضية السامية لسلام وتنمية البشرية.
وأشار شي إلى أن الصين خاضت نضالًا عظيمًا ضد الانفصال والتدخل، بارزين عزيمتهم القوية على صون سيادة الدولة وسلامة أراضيها ومعارضة "استقلال تايوان".
وذكر شي في كلمته، أن السنوات الخمس المقبلة هي مرحلة مهمة وحاسمة في بناء دولة اشتراكية شاملة، من خلال تحقيق اختراعات جديدة وإنشاء نمط تنموي قوي وبناء منظومة اقتصادية حديثة والتقدم بخطوات جديدة في نهج الإصلاح والإنفتاح وتعزيز استكمال نظام السوق الاشتراكي، كما "يتطلب منا التركيز على عملية التصنيع بجودة عالية في مجالات جديدة مثل الطيران والفضاء والنقل والخدمات السيبرانية لبناء الصين الرقمية الحديثة".
وتابع قائلًا: "البيئة الطبيعية الجيدة هي كنز الحياة، ومن الضروري الحفاظ على صحة الطبيعة في الصين والوقوف على مسببات التلوث ومواجهة التغير المناخي، للعمل على تقليل الانبعاث الكربوني وتوسع نطاق التنمية الخضراء والتحول إلى الطاقات البديلة لنحقق التنمية المستدامة والاقتصاد المتين".
وشدد شي على ضرورة رفع وتحديث منظومة الأمن القومي للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي في الصين، باعتبار أن سلامة الشعب هدف أساسي، والأمن السياسي ركيزة كبرى، والأمن الاقتصادي قاعدة، لذلك يتطلب الأمر الوصول إلى أعلى درجات الأمن في كافة الجوانب، من خلال التخطيط الشامل وتحسين آلية المشاركة في الحوكمة الأمنية العالمية والتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة وللجنة الحزب.
وبيّن شي في خطابه، ضرورة تعزيز التدريبات العسكرية والجاهزية بصورة كاملة، ورفع قدرة الجيش الشعبي وتطوير القوى القتالية الذكية من خلال استخدام أحدث التقنيات الحديثة، وتعزيز الإدارة العسكرية بالأسلحة المتطورة ورفع كفاءة استعمالها لتحقيق هيكل أمني قوي قادر على حماية الأراضي الصينية، نافيًا أن تكون الصين "تسعى وراء التوسعة أو الهيمنة".
وقال شي: إن حل مسألة تايون "من شؤون الصينين، ولا يحق للغير التدحل في سياستنا أو مسألة تهم الصين، كما أننا نسعى لإعادة التوحيد السلمي لتحقيق مستقبل يسوده السلام".
وأكد شي استمرار السياسة الخارجة الراهنة للصين، قائلا إن الصين تظل ملتزمة بهدف صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى بناء مجتمع مصير مشترك، كما تنتهج بكين بثبات سياسة خارجية مستقلة، وتظل تحدد مواقفها وسياساتها حسب جوانب الصواب أو الخطأ في كافة المسائل الإقليمية والدولية، و"سياستنا تنتهج الإنصاف وتحقيق العدالة".