تونس 15 أكتوبر 2022 (شينخوا) دعا الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم (السبت)، إلى التصدي لظاهرة "قوارب الموت" والقضاء على أسبابها، وذلك في إشارة إلى الهجرة غير الشرعية التي تلقي بظلالها على المشهد العام في البلاد بعد تزايد الفواجع التي تسببت فيها ، فيما جدد التأكيد على أنه سيواصل نفس النهج الذي بدأه لإنقاذ الشعب وإعادة المجد للبلاد.
وقال في كلمة ألقاها أثناء تدشينه متحف البحرية التونسية بمدينة بنزرت بأقصى الشمال التونسي،"عرفت تونس خلال معركة استقلالها عديد المعارك البحرية، واليوم نخوض معركة مع البحر".
وأوضح في كلمته التي جاءت في مقطع فيديو بثته الرئاسة التونسية مساء اليوم في صفحتها الرسمية على شبكة "فيسبوك"، إن هذه المعركة مع البحر " لا تتعلق بعدو خارجي، وإنما بالوضع المأساوي، وذلك في علاقة بالتونسيين الذين يستقلون قوارب الموت وأخرها فاجعة جرجيس".
وتابع " للأسف البحر أصبح أداة للخروج من تونس ولابد من وضع حد لهذه الظاهرة والقضاء على أسبابها ، وما يحصل اليوم غير عادي، نحن نريد أن يكون التونسيون مكرمين ومكرمين حتى حين يريدون المغادرة لا عبر قوارب الموت".
وشدد في هذا الصدد، على أن " الواجب يقتضي البحث عن الأسباب التي تجعل حتى الأطفال يفكرون في الإلقاء بأنفسهم في عرض البحر في قوارب صارت تعرف بقوارب الموت".
وأشار إلى أن قوات الحرس والجيش والأمن تقف إلى جانب الأهالي في مدينة جرجيس، وقد قامت بما يمكن لإنقاذ الذين يلقون بأنفسهم في البحر، والمتابعة كانت يومية لأهالي جرجيس ولكل أهالي المفقودين .
وتعيش تونس منذ عدة أيام على وقع فاجعة غرق قارب صيد على متنه عدد من أبناء مدينة جرجيس بجنوب شرق تونس كانوا يحاولون التسلل خلسة إلى السواحل الإيطالية في عملية هجرة غير شرعية تكررت بشكل لافت خلال الأيام الماضية.
ودفن أهالي جرجيس اليوم 4 من أبنائهم بعد التعرف على جثثهم من بين 8 جثث تم انتشالها يوم (الاثنين) الماضي، فيما تواصل السلطات التونسية عمليات بحث مكثفة في مناطق مختلفة من البلاد عن عدد من المفقودين.
وتكررت عمليات انتشال جثث لمهاجرين غير شرعيين في تونس مع تصاعد محاولات الهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل التونسية الممتدة على طول 1300 كيلومتر، نحو السواحل الإيطالية بمشاركة تونسيين ومن جنسيات إفريقية أخرى.
وقبل يومين، أعلنت السلطات التونسية عن انتشال أكثر من 15 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل مدن الشابة وسلقطة والمهدية، بعد أن لفظها البحر نتيجة تغير اتجاه الريح التي ساعدت في اقترابها من الساحل.
وأوضحت أن الجثث المنتشلة جميعها متحللة، ومع ذلك تشير المعاينات الأولية إلى أنها تعود لمهاجرين غير شرعيين من جنسيات متعددة، منها أفارقة من دول جنوب الصحراء.
يشار إلى أنه لا يكاد يمر يوم دون إعلان السلطات التونسية عن إحباط مثل هذه المحاولات، وعن انقاذ العديد من الحالمين بالهجرة من الموت غرقا في عرض البحر أثناء محاولاتهم الوصول إلى جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية.
وتعتبر جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية التي عادة ما يختارها الحالمون بالهجرة كمحطة أولى لرحلتهم البحرية، أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية، حيث تبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط.
من جانب أخر جدد الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم التأكيد على أنه سيواصل نفس النهج الذي بدأه لإنقاذ الشعب وإعادة المجد للبلاد.
وقال في كلمة بمناسبة إشرافه اليوم في مدينة بنزرت بشمال تونس، على إحياء الذكرى الـ 59 لعيد جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية،"إذا عهدنا فننجز... لن نقبل إلا بالنجاح والنصر".
وأضاف وهو يخاطب عددا من التونسيين الذين شاركوا في معركة الجلاء في العام 1961، " لن ننسى الشهداء، ... سنواصل نفس النهج الذي بدأنا به، وإن شاء الله معا سنعيد المجد لتونس وننقذ الدولة التونسية والشعب".
وتابع قائلا "متمسكون بحقنا في الجلاء وسننقذ البلاد من براثن كل هؤلاء الذين يعبثون أو يحاولون العبث بمقدرات الشعب، اليد في اليد، وسنصنع تونس جديدة وجلاء جديدا".
يشار إلى أن تونس تحتفل اليوم بالذكرى الـ 59 لعيد الجلاء، أي جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية وبالتحديد من مدينة بنزرت الواقعة في أقصى شمال تونس، وذلك في 15 من أكتوبر من العام 1963.
وكانت معركة الجلاء في تونس قد اندلعت في شهر يوليو من العام 1961 في مدينة بنزرت، لتنتهي في 15 أكتوبر 1963 بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من المدينة، حيث كان الأميرال الفرنسي فيفياي ميناد آخر من غادر المدينة في خطوة جسدت إعلانا عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس الذي بدأ في العام 1881.