بيروت 13 أكتوبر 2022 (شينخوا) أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون مساء اليوم (الخميس) موافقة بلاده على الصيغة النهائية لمقترح الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين في المفاوضات غير المباشرة لترسيم حدود لبنان البحرية مع إسرائيل.
وقال عون في كلمة متلفزة "بعد التشاور مع رئيسي البرلمان والوزراء وبصفتي رئيس الدولة، وبعد إبلاغي من الرئيس الأمريكي جو بايدن موافقة إسرائيل، وبعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها، أعلن موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية".
وأعلن أن "الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة".
وأكد أن لبنان بموجب الاتفاقية "حافظ على حدوده المعلنة (..) إضافة إلى ضمانات أمريكية وفرنسية بالاستئناف الفوري للأنشطة البترولية في المياه البحرية اللبنانية".
وأعلن أنه "من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلو مترا مربعا كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلو متر واحد لإسرائيل".
وأضاف "استحصلنا على كامل حقل (قانا) من دون أي تعويض يدفع من قبلنا رغم عدم وجود كامل الحقل في مياهنا، ففي الاتفاق، لم تمس حدودنا البرية (..) ولم يقم أي تطبيع مع إسرائيل ولم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها".
وأوضح أن "التعويضات التي طالبت بها اسرائيل عن قسم من حقل قانا الواقع في المياه المحتلة فستنالها من شركة (توتال) من دون أن يؤثر ذلك على العقد الموقع بين لبنان وتوتال".
وكان ائتلاف شركة "توتال" الفرنسية و"ايني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية قد فاز العام 2017 بعقود استكشاف واستخراج النفط في الرقعتين البحريتين 4 و 9 .
وأوضح أن "الاتفاق ينص على ترسيم الحدود على كيفية حل أي خلافات في المستقبل، أو في حال ظهور أي مكمن نفطي آخر مشترك على جانبي الحدود ما يضفي طمأنينة وشعورا أقوى بالاستقرار على طرفي الحدود".
ولفت إلى أن "حقول النفط في الرقع البحرية 8 و9 و10 كانت مهددة، إلا أننا استطعنا بفضل الاتفاق أن نحافظ عليها ونحميها وسنستثمرها بالكامل".
وقال "سيكون على شركة توتال أن تبدأَ أعمال التنقيب في حقل قانا، كما وعدت، لنعوض السنوات التي مضت من دون أن نتمكن من استخراج النفط والغاز في وقت كانت فيه إسرائيل تواصل عمليات التنقيب والاستخراج، ما أحدث خللاً في الموازين النفطية".
وأعلن أن "الخطوة التالية يجب أن تكون التوجهَ إلى عقد محادثات مع سوريا لحل المنطقة المتنازعِ عليها معها وهي تزيد عن 900 كيلو متر مربع، وذلك عن طريق التباحث الأخوي، كذلك تنبغي مراجعة الحدود المرسومة مع قبرص وتقرير ما يتوجب القيام به مستقبلا".
وكان الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين أجرى خلال الأشهر الماضية جولات مكوكية بين لبنان إسرائيل للوصول إلى تسوية حول نزاعهما على المنطقة البحرية الحدودية التي يعتقد أنها تحوي كميات من الغاز والنفط.
يذكر أن المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كانت انطلقت العام 2020 برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أمريكية، ثم توقفت في مايو 2021 جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.