بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 19 سبتمبر 2022 (شينخوا) أكد خبراء مصريون أن انضمام مصر كـ "شريك حوار" إلى منظمة شنغهاي للتعاون، خطوة مهمة من شأنها أن تعزز التعاون الأمني وتزيد من وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكسب كبير نظرا لأهمية المنظمة الكبيرة ودورها الإقليمي والدولي الفاعل.
ووقعت مصر (الأربعاء) الماضي، في العاصمة الأوزبكية طشقند على مذكرة التفاهم الخاصة بانضمام مصر إلى منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) كشريك حوار، حيث كانت مصر تحمل صفة "مراقب" بالمنظمة.
يقول السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية المصري السابق، سفير مصر السابق ببكين، إن منظمة شنغهاي للتعاون منظمة إقليمية تعني بالأساس في التعاون الأمني بشكله الواسع وليس الضيق، بمعنى في كل المجالات المؤثرة في الأمن بما في ذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وأضاف الحفني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن انضمام مصر كشريك حوار إلى منظمة شنغهاي للتعاون، هي مرحلة وسيطة بين صفة مراقب والعضوية الكاملة، وهي خطوة تمهيدية لحصول مصر على العضوية الكاملة بالمنظمة، نظرا لاحتفاظ مصر بعلاقات وطيدة وودية مع دول المنظمة تقريبا، ولما تحمله الدول الأعضاء من تقدير كبير لمصر ودورها الإقليمي المحوري.
وأشار إلى أنه رغم أن منظمة شنغهاي للتعاون منظمة أسيوأوروبية، رغم أن لوائحها لا تنص على ذلك، إلا أن مصر تعتبر أول دولة إفريقية تنضم للمنظمة، وهو مؤشر على تحول المنظمة من منظمة إقليمية إلى منظمة عالمية تفتح باب الانضمام إليها لكل مكان بالعالم.
وأوضح أن انضمام مصر إلى المنظمة من شأنه أن يعزز التعاون المشترك بينها وبين الدول الأعضاء في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويزيد من وتيرة التنمية بالدول الأعضاء، خاصة وأنها تضم قوى عالمية كبرى لديها تأثير واضح على الساحة الدولية مثل الصين وروسيا والهند.
ونوه إلى أن لمنظمة وما تتمتع به دولها من دور كبير على صعيد محيطها الإقليمي والدولي، من شأنه أن يعزز من التفاهم وعلاقات التعاون، فيما بينها من خلال الاجتماعات الفنية المشتركة في مختلف المجالات.
وأكد السفير علي الحفني، على أن الاستفادة من عضوية مصر بالمنظمة هي استفادة متبادلة بين الطرفين، خاصة بعد تحول مصر إلى قوة اقتصادية ناشئة، وتلعب دورا مهما خاصة في مجال الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، فضلا عما تقوم به القاهرة من أدوار متزنة تتسم بالحكمة على المسرحين الإقليمي والدولي.
من جانبها، اعتبرت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، انضمام مصر لمنظمة شنغهاي للتعاون كشريك حوار "خطوة مهمة جدا"، لافتة إلى تطابق شبه كامل في المواقف السياسية والأمنية والاقتصادية ومنظمة شنغهاي للأمن، باعتبارها منظمة في الأساس تعني بالأمن ومحاربة الإرهاب.
وقالت نورهان الشيخ، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن انضمام مصر لمنظمة شنغهاي للتعاون سوف يعود على مصر بفوائد كثيرة، موضحة أنه في إطار المنظمة سيكون التعاون في الملف الأمني ومكافحة الإرهاب أوسع وتبادل المعلومات سوف يكون أكبر، ذلك إلى جانب الأبعاد الأخرى التي تقوم المنظمة بتعزيزها.
وأضافت أن أبرز ما يميز منظمة شنغهاي للتعاون، أنها تتعامل مع الأمن من مفهوم واسع وليس المفهوم الأمني الضيق البحت، وتعمل على تشجيع التنمية والتعاون الاقتصادي والاجتماعي لاحتواء أسباب ودوافع الإرهاب واحتواء التهديدات الأمنية المحتملة، ما من شأنه أن يعود بالنفع الكثير.
وأوضحت أن انضمام مصر يحمل أوجه إفادة متعددة، سواء على المستوى الأمني، من خلال تعزيز التعاون المشترك وتبادل المعلومات في إطار المنظمة بما يساعد مصر في مكافحة الإرهاب، إلى جانب التعاون في تحسين البيئة المجتمعية والاقتصادية.
وأعربت الدكتورة نورهان الشيخ عن اعتقادها بأن الملف الأمني سوف يكون له الأولوية بحكم طبيعة المنظمة، مؤكدة أن هذا أمر مطلوب ومهم، حيث لا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية بدون تحقيق الأمن والقضاء على الإرهاب.
وأشارت إلى أن مصر سوف تستفيد من كافة الأنشطة في مجالات التعاون التي تتم في إطار المنظمة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، كما أن مصر ستتمكن من المشاركة في تدريبات "مهمة السلام" وهي مناورات تجري بشكل سنوي.
ولفتت إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تجاوز الإقليمية، وأصبحت بالفعل منظمة دولية هامة جدا، يمكنها أن تلعب دورا مهما في إعادة هيكلة النظام الدولي، مؤكدة أن المنظمة تعد محورا لإحداث تغير مهم في هيكل النظام الدولي وقواعده الحاكمة لخلق نظام دولي أكثر عادلة وتعددية.
ونوهت إلى حرص مصر على الانضمام لمنظمة شنغهاي وتجمع بريكس أيضا، ما يعني أن مصر تريد أن تلحق بقطار التعددية والنظام العالمي الجديد كدولة إقليمية فاعلة، موضحة أن مصر بعد انضمامها لمنظمة شنغهاي سوف يكون لها دور أكبر في إطار حرص منظمة شنغهاي على تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين.
وأوضحت نورهان الشيخ، أن انضمام دول مثل مصر وإيران والهند وباكستان، يعطي رسالة مهمة مفادها أن المنظمة ضد الاستقطابات وأنها تسع الجميع وأن الدول طبيعي أن تختلف في قضايا وتتفق في قضايا أخري، ويمكن لمنظمة شنغهاي أن تلعب دورا محوريا في احتواء الخلافات فيما بين أعضائها وتساهم في اتساع مساحة الاتفاق وتحجيم مساحة الخلاف فيما بينها.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة محاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن انضمام مصر لمنظمة شنغهاي للتعاون كشريك حوار، "خطوة مهمة ومكسب كبير"، نظرا لأهمية المنظمة الكبيرة ودورها الإقليمي والدولي الفاعل.
وقال العمدة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن اهتمام منظمة شنغهاي بالتعاون الاقتصادي والاجتماعي لتحقيق معدلات أعلى من النمو والتنمية، يجعل هناك فرص أكبر لإقامة مشاريع تنموية كبيرة بين الدول الأعضاء، وتوفير مصادر تمويل هذه المشروعات، ما يمثل فرصة لمصر في إطار توجهاتها التنموية الطموحة.
وأضاف أن هذه الخطوة يمكن أن تعزز فرص التعاون بين الدول المختلفة الأعضاء بالمنظمة للتعامل بالعملات المحلية في التبادل التجاري والأنشطة الاقتصادية البينية المختلفة، وهو أمر يجري بالفعل الحديث عنه بين عدد من دول المنظمة، ما من شأنه زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري والسياحة.
وأوضح أن أهم ما يميز منظمة شنغهاي هو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء، كما أنها يمكن أن تكون خطوة مهمة على تحقيق التعددية القطبية في النظام الدولي، وتساعد على نمو التجارة العالمية.
وارتفع الحجم الاقتصادي المجمع لدول منظمة شنغهاي للتعاون بواقع حوالي 13 ضعفا منذ تأسيسها، وبفضل التكامل الاقتصادي القوي بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، ارتقت علاقاتهم التجارية، وفي عام 2021 بلغ حجم تجارة الصين مع أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون 343.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة 40 في المائة على أساس سنوي.
وبشكل عام بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية لأعضاء منظمة شانغهاي للتعاون 6.6 تريليون دولار حتى عام 2021، بزيادة قدرها 100 ضعف مقارنة بـ 20 عاما مضت.