الجزائر وفرنسا تتفقان على ترسيخ "توجه جديد" لاقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل مبادئ الاحترام والثقة المتبادلين وتوازن المصالح بين الدولتين

الجزائر 25 أغسطس 2022 (شينخوا) قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الجزائر وفرنسا اتفقت على ترسيخ "توجه جديد" لاقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل مبادئ الاحترام والثقة المتبادلين وتوازن المصالح بين الدولتين.

جاءت تصريحات الرئيس الجزائري خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء يوم الخميس بمقر الرئاسة الجزائرية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، لمدة ٣ أيام على رأس وفد وزاري.

وأوضح الرئيس تبون إنه "جرى الاتفاق بين الجانبين على إعطاء دفعة نوعية لعلاقاتنا في كل المجالات وذلك تكريسا للتوجه الجديد الذي اتفقنا على ترسيخه المبني على إقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل مبادئ الاحترام والثقة المتبادلين وتوازن المصالح بين الدولتين".

ووصف الرئيس تبون محادثاته مع الرئيس الفرنسي بأنها "بناءة" وتميزت بالصراحة "المعهودة" التي تنم على مدى خصوصية العلاقات بين البلدين وعمقها وتشعبها كونها تشمل جميع المجالات.

وأشار إلى أن المباحثات تناولت قضايا الذاكرة (التاريخ الاستعماري لفرنسا في الجزائر) والتعاون التقني والاقتصادي والحوار والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومناقشة الأوضاع الراهنة الأمنية والسياسية وتبادل وجهات النظر حول عديد القضايا الهامة خاصة مالي وليبيا ومنطقة الساحل، مع تكثيف التشاور بشأن التحديات الجديدة التي تمس بأمن واستقرار المحيط المتوسطي والسلم والأمن الدوليين.

وأضاف أنه جرى بحث سبل تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تجسيد تطلعات البلدين وإرساء علاقات إستراتيجية تكون في مستوى الإمكانيات الهائلة للبلدين.

وقال الرئيس تبون إنه جرى تجديد العزم على الدفع نحو تكثيف الجهود من أجل الارتقاء بعلاقات البلدين وفق خطوات عملية مدروسة وبرنامج زمني محدد وتفعيل آليات التعاون وتعزيز الديناميكية الإيجابية في أفق الاستحقاقات الثنائية المقبلة لا سيما اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى واللجنة الاقتصادية المشتركة والحوار الإستراتيجي الجزائري الفرنسي مع تكثيف وتيرة تبادل الزيارات على كل المستويات بين مسؤولي البلدين.

وأكد سعي البلدين إلى تكثيف التعاون العلمي والتكنولوجي والثقافي وتعزيز مستوى التبادل التجاري في ضوء الإصلاحات التي تشهدها الجزائر في مجال تحسين مناخ الأعمال.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إن البلدين قررا فتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية اعتبرها هامة للبلدين وللمنطقة.

وأفاد أن الماضي المعقد لم يسمح للبلدين في الكثير من المرات الانطلاق نحو مستقبل أفضل، مشيرا إلى ضرورة تحويل الماضي نحو الدفع إلى الأمام، والنظر للمستقبل، وألا يكون هذا الماضي عائقا أمام المستقبل.

وأضاف "لدينا إرادة قوية لتأسيس لجنة مشتركة لدراسة مسألة التاريخ ونحن لم نرث ماضينا لكننا نطمح إلى الأفضل بفضل الأجيال القادمة".

وأكد أن البلدين يسعيان لمواصلة الجهود لتطوير التعاون الثنائي في مجالي الرقمنة والصناعة السينماتوغرافية، وكذا تكثيف التعاون في مجال البحث العلمي والتعاون بين جامعات البلدين.

كما أكد أن البلدين سيواصلان التنسيق حول مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب.

هذا وقد وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر يوم الخميس في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وتتزامن زيارته مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب واستقلال الجزائر عام 1962.