تونس 9 أغسطس 2022 (شينخوا) أشاد وزير الشباب والرياضة التونسي كمال دقيش باحتراف وجدية الصين والتزامها بتعهداتها فيما يتعلق ببناء وإنجاز مشروع شبابي ورياضي وثقافي وترفيهي ضخم في مدينة بن عروس بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة تُموله الصين بالكامل.
وقال الوزير دقيش، لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء) على هامش قيامه بزيارة ميدانية للمشروع، صحبة سفير الصين لدى تونس تشانغ جيان قوه، إن هذا المشروع الذي شارفت أعماله على الانتهاء، هو "ثمرة شراكة استثنائية بين تونس والصين".
وأكد أن وزارة الشباب والرياضة التونسية "ستتسلم قريبا جدا هذا المشروع، أي في غضون شهر تقريبا، حيث أثبتت الصين مرة أخرى أنها متمسكة بتعهداتها في كنف الاحتراف والجدية في استكمال إنجاز هذا المشروع الضخم".
ويعد هذا المشروع واحدا من المشاريع الكبرى التي تنفذها وتمولها الصين بالكامل في تونس، وهو يحمل اسم "المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنتزه الحضري"، ويقع في محافظة بن عروس الواقعة بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، والتي تُعد واحدة من المحافظات الأربع التي تُشكل اقليم تونس الكبرى.
وتُقدر مساحة هذا المشروع، والذي يُوصف بأنه أحد العناوين البارزة لعلاقات التعاون الثنائي البناء والمُثمر بين الصين وتونس، بأكثر من 5 هكتارات، تم تخصيص 3 هكتارات منها للبناءات في شكل مساحة مغطاة تتكون من مسبح ومرافق تابعة له ومبنى للإدارة وقاعات متعددة الوظائف ومكتبة وقاعة عروض تتسع لأكثر من 500 مقعد إلى جانب قاعات رياضية داخلية ومنطقة تمارين وترفيه بولينغ.
كما تشتمل المساحة المغطاة على قاعة انتظار وفضاء ألعاب للأطفال وحجرات ملابس تابعة للملاعب الخارجية ووحدة سكنية للإيواء تحتوي على 50 غرفة مزدوجة تتسع لـ100 سرير فضلا عن مطبخ ومطعم.
ويضم هذا المشروع أيضا ملعبين لكرة القدم المصغرة وملعبا لكرة اليد وآخر للكرة الطائرة فضلا عن ملعب خامس لكرة السلة إلى جانب ملعبين للتنس وفضاء للتزلج.
وكان رئيس الحكومة التونسية الأسبق يوسف الشاهد قد وضع في 21 أغسطس 2019 حجر الأساس لهذا المشروع، لتنطلق الأعمال التحضيرية الخاصة به في بداية شهر نوفمبر من العام نفسه من خلال تهيئة الأرضية التي سيُقام عليها.
وقال وزير الشباب والرياضة التونسي في تصريحه لـ((شينخوا)) إن "هذا هو أحد ثمار التعاون الثنائي المثمر بين تونس والصين، خاصة وأن هذا المشروع يشكل شراكة وثيقة بين وزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية ووكالة التعاون الصيني الدولية للتنمية ووزارة شؤون الشباب والرياضة التونسية".
وأردف "أهم مرحلة في هذا المشروع قد اكتملت الآن بنجاح، وبعد ذلك يمكننا المضي قدما في عملية التسليم الرسمي لهذا المشروع الذي يعكس تعاونا تكامليا نادرا بين تونس ودولة صديقة وشريكة هي الصين".
وأعرب في هذا السياق عن اقتناعه بأن "إنجاز هذا المشروع تجاوز كل توقعاتنا من حيث اللمسة النهائية وجودة العمل"، لافتا في المقابل إلى أن هذا المشروع سيشكل رصيدا ثمينا للشباب التونسي بشكل عام وشباب منطقة بن عروس بشكل خاص.
وتابع قائلا إن "هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الصين مشروعا لتونس، فقد قدم لنا هذا البلد الصديق مشروعا مشابها هو المركز الرياضي والثقافي بالمنزه بتونس العاصمة، وهذا المشروع الجديد يتجاوز الأول من حيث الأبعاد والخدمات اللوجستية والخدمات المقدمة... أنا منبهر ومسرور وكنت أتوقع مثل هذا الأداء الصيني الرائع".
من جهته، وصف السفير الصيني لدى تونس تشانغ جيان قوه في تصريح لـ((شينخوا)) هذا المشروع بأنه أحد عناوين "التعاون النموذجي بين الصين وتونس"، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا المشروع لن يكون الأخير من نوعه، وستكون هناك بالتأكيد مجمعات أخرى سيتم تنفيذها في مناطق أخرى من تونس.
وثمن في هذا الإطار جهود الشركة الصينية المسؤولة عن تنفيذ المشروع، قائلا إنها "جهود جديرة بالثناء، رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في البداية لا سيما بعد اكتشاف آثار رومانية".
وكانت الأعمال التحضيرية الخاصة بهذا المشروع، قد تعطلت في مرة أولى بسبب عثور خبراء صينيين على موقع أثري يعود وفق المعاينات الأولية إلى الحقبة الرومانية في المكان المُخصص لهذا المشروع.
وعثر الخبراء الصينيون على حجارة أثرية تحمل رموزا وكتابات تعود إلى الفترة الرومانية.
وتعطلت الأعمال التحضيرية مرة ثانية بسبب جائحة فيروس كورونا لتنطلق بعد ذلك.