بغداد 3 أغسطس 2022 (شينخوا) دعا زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر ، اليوم (الأربعاء) إلى حل البرلمان العراقي وإجراء انتخابات مبكرة، وذلك في ظل الأزمة السياسية الراهنة، مطالبا باستمرار الاعتصام القائم في مجلس النواب.
وقال الصدر في كلمة بثتها قناة ((العراقية)) الفضائية المملوكة للدولة مخاطبا العراقيين "لا يوهمونكم أن ما يحدث من ثورة هو صراع على السلطة"، موضحا "كلا ليس صراعا على السلطة فإنني إلى الآن لم أقرر الخوض في الانتخابات الجديدة من عدمه".
وأضاف "أنا على يقين أن أغلب الشعب قد سئم الطبقة الحاكمة برمتها، بما فيها بعض المنتمين للتيار، ولذلك استغلوا وجودي لإنهاء الفساد ولن يكون للوجوه القديمة مهما كان انتماؤها وجود بعد الآن من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية أولا ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي".
وشدد الصدر على أنه "ليس طالبا للسلطة" و"لا طالبا لإراقة الدماء"، لكنه "يطلب الإصلاح"، داعيا من وصفهم بـ"محبي الوطن" إلى السير نحو الإصلاح.
وأردف قائلا "إنني لم ولن أرضى بإراقة الدماء ولن ابتدئ بذلك إطلاقا وإن أقدموا على ذلك، فالإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية، وأنا على استعداد تام للشهادة من أجل الإصلاح وإنقاذ الشعب والوطن".
وتابع "لا تذعنوا لإشاعاتهم بأنني لا أريد الحوار، لكن الحوار معهم قد جربناه وخبرناه وما أفاء علينا وعلى الوطن إلا الخراب والفساد والتبعية على الرغم من وعودهم وتوقيعاتهم، فلا فائدة ترتجى من الحوار وخصوصا بعد أن قال الشعب كلمته الحرة العفوية".
وحث زعيم التيار الصدري على استمرار الاعتصام القائم في مقر البرلمان العراقي، قائلا "على الثوار والمعتصمين الأحبة الأعزة البقاء والاستمرار على اعتصامهم لحين تحقيق المطالب".
وفي أول رد فعل سياسي على كلمة الصدر، قال حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم (ائتلاف النصر) المنضوي تحت لواء الإطار التنسيقي الشيعي في تغريدة على ((تويتر)) "أرحب بما جاء بخطاب الأخ السيد مقتدى الصدر، وهي تلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الأزمة".
وأضاف "أُحيي خطواته وجميع الإخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح".
وتابع العبادي"أدعو الجميع للتكاتف لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".
وفي وقت سابق اليوم، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى ضرورة التزام التهدئة والركون إلى حوار مسؤول للخروج من الأزمة الراهنة في البلاد.
وأكد ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، خلال لقاء مع الرئيس العراقي على دعم الأمم المتحدة للحوار.
وتأتي هذه التطورات في محاولة لنزع فتيل الأزمة الراهنة في العراق على وقع التظاهرات المضادة لأنصار التيار الصدري الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من جهة، ومناصري الإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم معظم القوى السياسية الشيعية من جهة أخرى.
ويعتصم مئات المتظاهرين من مناصري التيار الصدري لليوم الخامس على التوالي في مبنى مجلس النواب العراقي للمطالبة بمحاكمة الفاسدين وإسقاط محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي الشيعي للحكومة المقبلة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية وإسقاط المحاصصة الطائفية.
والإثنين الماضي خرجت تظاهرات لأنصار الإطار التنسيقي الشيعي أمام البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، وأخرى لمناصري التيار الصدري في عدة محافظات، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ودخل العراق في انسداد سياسي منذ عدة أشهر بعد انتخابات برلمانية جرت في العاشر من أكتوبر الماضي فازت بالمركز الأول فيها الكتلة الصدرية التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر عزمه على تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".
وتحالف الصدر مع تحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني وشكل تحالف إنقاذ وطن، لكنه فشل في تحقيق نصاب ثلثي أعضاء البرلمان (220 عضوا) لانتخاب رئيس الجمهورية نتيجة معارضة الإطار التنسيقي للصدر وإصراره على تشكيل "حكومة توافقية" يشارك فيها الجميع.