بكين 26 يوليو 2022 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) محادثات مع الرئيس الإندونيسي الزائر جوكو ويدودو، في بكين. تبادل الرئيسان وجهات النظر بشكل شامل ومعمق، وتوصلا إلى سلسلة من التفاهمات المشتركة الهامة بشأن العلاقات الصينية-الإندونيسية والقضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وأعرب شي عن سعادته بأن الجانبين قد قررا الاتجاه العام لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-إندونيسي، وقال إن الصين ستعمل مع إندونيسيا لتدعيم الثقة الاستراتيجية المتبادلة، ودعم بعضهما البعض بقوة في الدفاع عن السيادة والأمن ومصالح التنمية، وفي استكشاف مسارات التنمية التي تتماشى مع الظروف الوطنية، وفي تنمية الاقتصاد وتحسين حياة الشعبين.
- مرونة وحيوية العلاقات الثنائية
وفي معرض إشارته إلى أن ويدودو هو أول رئيس دولة تستضيفه الصين عقب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، قال شي إن هذا يمثل أقوى تعبير عن الالتزام القوي من كلا الجانبين بتنمية العلاقات الثنائية.
وقال شي إن العلاقة بين الصين وإندونيسيا تمتعت بنمو قوي في ظل التوجيه المشترك للرئيسين في السنوات الأخيرة، وأظهرت قدرا كبيرا من المرونة والحيوية. وأوضح أن الثقة الاستراتيجية المتبادلة تعززت بدرجة أكبر، واستمر تعميق التعاون القائم على أربع ركائز، هي المجالات السياسية والاقتصادية والشعبية والبحرية.
وذكر أن الجانبين تصرفا بشكل استباقي وبإحساس قوي بالمسؤولية للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين وتعزيز الوحدة والتعاون الدوليين، مضيفا أن البلدين قد وضعا بذلك نموذجا لسعي الدول النامية الكبرى إلى القوة من خلال الوحدة والتعاون المربح للجميع.
وأوضح "لقد أثبتت الحقائق أن العلاقة السليمة بين الصين وإندونيسيا لا تخدم فقط المصالح المشتركة طويلة الأجل للبلدين، بل لها أيضًا آثار إيجابية بعيدة المدى على الصعيدين الإقليمي والعالمي".
وقال شي إنه في الوقت الحالي، يعمل الشعب الصيني على تحقيق هدفه المئوي الثاني، وهو بناء دولة اشتراكية حديثة عظيمة على نحو شامل، بينما يسعى الشعب الإندونيسي بنشاط لتحقيق رؤية 2045. وأعرب عن استعداده للعمل مع الرئيس ويدودو والاستمرار في توجيه النمو المطرد والمستدام للعلاقات الثنائية من منظور استراتيجي طويل الأجل، من أجل تحقيق فوائد أكبر للشعبين وتقديم مساهمة أكبر في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.
من جانبه، قال ويدودو إن إندونيسيا والصين شريكان استراتيجيان شاملان، لهما هدف مهم يتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك، مضيفًا أن تعاونهما متبادل المنفعة لا يخدم فقط الشعبين بشكل جيد، بل يساهم أيضًا بشكل كبير في تحقيق السلام والتنمية في المنطقة وخارجها.
وفي معرض إشارته إلى أن التعاون السليم بين إندونيسيا والصين أظهر الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية، قال ويدودو إن إندونيسيا ستعمل مع الصين لمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتقديم مساهمة أكبر في تحقيق السلام الإقليمي والتنمية العالمية.
مجتمع مصير مشترك صيني-إندونيسي
أشار شي إلى أن الصين وإندونيسيا في مراحل تنمية متشابهة، ولديهما مصالح متشابكة، وتتبعان فلسفات ومسارات تنمية متشابهة، ويرتبط مستقبل كل منهما بمستقبل الأخرى ارتباطا وثيقا. وقال إن "بناء مجتمع مصير مشترك صيني-إندونيسي هو الطموح والتطلع المشترك للشعبين".
وذكر شي أن الجانبين يحتاجان إلى مواصلة تعميق التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق لتحقيق المزيد من النتائج المثمرة، والسعي بجد لاستكمال خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة في الموعد المحدد وبمعايير عالية، وضمان التنفيذ الجيد لمشاريع التعاون الرئيسية مثل الممر الاقتصادي الإقليمي الشامل ومشروع "دولتان ومنطقتان صناعيتان توأمتان".
وقال إن الصين ستواصل تقديم الدعم الكامل لإندونيسيا في بناء مركز إقليمي لإنتاج اللقاحات، وستعزز التعاون في مجال الصحة العامة مع إندونيسيا.
وأضاف أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من السلع والمنتجات الزراعية والمنتجات الزراعية الثانوية عالية الجودة من إندونيسيا، والمشاركة بنشاط في تطوير العاصمة الجديدة لإندونيسيا ومنطقة كاليمانتان الشمالية الصناعية، وتوسيع التعاون في تمويل التنمية، وإنشاء محركات نمو جديدة في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء، من بين مجالات أخرى.
وقال ويدودو إن الصين مرحب بها للمشاركة النشطة في تطوير العاصمة الجديدة لإندونيسيا والمنطقة الصناعية الخضراء في كاليمانتان الشمالية، والسعي إلى مزيد من التضافر الاستراتيجي بين رؤية نقطة الارتكاز البحرية العالمية ومبادرة الحزام والطريق، مضيفًا أن إندونيسيا مستعدة للعمل مع الصين لضمان اكتمال خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة وتشغيله في الموعد المحدد، وأن يصبح الخط معلما بارزا آخر في الصداقة الثنائية.
الوقوف معا في تضامن
قال شي إنه في مواجهة التغيرات التي يشهدها العالم، التي تتطور وتتوسع بطرق لم يسبق لها مثيل، تحتاج الصين وإندونيسيا إلى الوقوف معا في تضامن، والوفاء بمسؤوليات الدول النامية الكبرى، واتباع التعددية الحقيقية، والتمسك بالإقليمية المنفتحة، والمشاركة بالحكمة الشرقية والمساهمات الآسيوية في تنمية الحوكمة العالمية.
وأضاف أن الصين تدعم إندونيسيا بشكل كامل في استضافة قمة مجموعة العشرين في بالي، وتعتزم زيادة التنسيق والتعاون مع إندونيسيا من أجل النجاح الكامل للقمة. وذكر أن الصين ستقدم الدعم الكامل لرئاسة إندونيسيا لرابطة الآسيان العام المقبل، وستعزز التضامن والتنسيق مع الآسيان، مع التركيز على المقترحات الخمسة لبناء وطننا معا، من أجل إطلاق ديناميكية جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والآسيان.
وفي معرض إشارته إلى أن الصين ترحب بالمشاركة النشطة المستمرة لإندونيسيا في تعاون "بريكس بلس"، قال شي إن الصين تقدّر دعم إندونيسيا لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي والتزامها بهما، ومستعدة للتواصل والتعاون على نحو أوثق مع إندونيسيا في هذا الصدد.
وشكر ويدودو الصين لدعمها رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين، مضيفًا أن إندونيسيا ستواصل التنسيق الوثيق مع الصين من أجل نجاح قمة مجموعة العشرين في بالي. وذكر أن إندونيسيا، بصفتها الرئيس المناوب للآسيان العام المقبل، مستعدة لبذل جهود نشطة لتنمية العلاقات بين الآسيان والصين.
كما تبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن قضايا من بينها الأزمة الأوكرانية. وتشاركا وجهة نظر مفادها أنه يتعين على المجتمع الدولي تهيئة الظروف لمحادثات السلام، ولعب دور بنّاء في تهدئة الوضع في أوكرانيا واستقرار النظام الاقتصادي العالمي، والعمل معًا للحفاظ على السلام والاستقرار اللذين تحققا عبر جهود بالغة في المنطقة.
وأصدر الجانبان بيانا صحفيا مشتركا بشأن الاجتماع الثنائي بين رئيس جمهورية الصين الشعبية ورئيس جمهورية إندونيسيا. كما وقعا مذكرة تفاهم بشأن التعزيز المشترك للتعاون بين مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين ورؤية نقطة الارتكاز البحرية العالمية، ووثائق تعاون أخرى تغطي مجالات مثل اللقاحات والتنمية الخضراء والأمن السيبراني والمحيطات.