بكين 3 يوليو 2022 (شينخوا) ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة كلمة في الاجتماع الذي عقد للاحتفال بالذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم ومراسم تنصيب حكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
وقال خبراء ومهنيون من جميع أنحاء العالم إن كلمة الرئيس شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، أوضح أهمية الالتزام بمبدأ "دولة واحدة ونظامان"، ورسم مخططا لمستقبل أكثر إشراقا لهونغ كونغ.
-- فرصة أفضل في مجال التنمية
"منذ عودتها، أخذت هونغ كونغ، وسط جهود الإصلاح والانفتاح الضخمة في الصين، تفتح آفاقا جديدة وتعمل كجسر مهم بين البر الرئيسي الصيني وبقية العالم. ونتيجة لذلك، قدمت مساهمات لا بديل لها في المعجزة الاقتصادية التي حققتها بلادنا والمتسمة بنمو طويل الأجل ومستقر وسريع"، قال الرئيس شي في كلمته خلال الاجتماع.
وقد قال ستيفن بيري، رئيس مؤسسة "نادي مجموعة 48" البريطانية إن "الصين لديها، إلى جانب الدول الآسيوية، أفضل نمو محتمل -- يأتي 30 في المائة من النمو العالمي من الصين".
وذكر بيري أن هونغ كونغ كجزء من الصين لديها دور مهم للغاية لتلعبه، مشيرا إلى أن منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ -ماكاو الكبرى "ستكون المنطقة الرائدة في الصين".
ومن جانبه، قال بوي جنغ ليونغ، الإعلامي المخضرم في بروناي، إنه أعجب بالكلمة التي ألقاها الرئيس شي في الاحتفال، مضيفا أنه على مر السنين، اكتشف أن سكان هونغ كونغ يتحسنون في التحدث بلغة الماندرين (الصينية الفصحى) كما يزداد انتماؤهم للوطن الأم قوة.
وأضاف أن البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية في هونغ كونغ، المدعومة بسوق البر الرئيسي الكبير والمرتبطة برأس المال الدولي، قد تحسنت بشكل أكبر، ما أرسى أساسا متينا للتنمية المستقبلية للمدينة.
أشار الرئيس الصيني في كلمته إلى أنه "سواء أكانت الأزمة المالية العالمية أو جائحة كوفيد-19 أو الاضطرابات الاجتماعية، كلها لم تحل دون تقدم هونغ كونغ صوب الأمام".
وقد ذكر سلجوق كولاك أوغلو، مدير المركز التركي لدراسات آسيا والمحيط الهادئ، أنه على الرغم من كل التحديات، فإن الحيوية الاجتماعية ومتوسط العمر المتوقع في هونغ كونغ يصنفان الآن من بين أعلى المعدلات في العالم، و"تعززت وتوطدت مكانة هونغ كونغ كمركز دولي للمال والتجارة والشحن".
ومن وجهة نظر كافينس أديري، وهو باحث في العلاقات الدولية مقيم بكينيا، فإن الاستقرار السياسي هو أساس التقدم. وقال إنه من خلال اعتماد قانون الأمن القومي لهونغ كونغ وتحسين النظام الانتخابي في المدينة، أصبح استقرار هونغ كونغ مضمونا بشكل أكبر.
وسلط أديري الضوء على أن هذا يوفر منصة قوية لتكامل أكبر بين المدينة وبقية الصين، وبالتالي فرصة أفضل للنمو المستدام في هونغ كونغ.
-- التزام طويل الأمد بـ"دولة واحدة ونظامان"
في معرض تأكيده على أن "دولة واحدة ونظامان" "يخدم المصالح الأساسية ليس فقط لهونغ كونع وماكاو، وإنما أيضا للدولة والأمة بأسرها"، قال الرئيس شي في كلمته أنه "لا يوجد سبب يجعلنا نغير مثل هذه السياسة الجيدة، ويجب أن نلتزم بها على المدى الطويل".
وعبر مسعود خالد، السفير الباكستاني الأسبق لدى الصين، عن تأييده لتصريحات الرئيس شي، قائلا إن الإنجاز الاقتصادي الذي حققته هونغ كونغ وحقيقة أنها أصبحت مندمجة بشكل شامل مع كل من البر الرئيسي الصيني والسوق الدولية هما شهادة على نجاح تنفيذ "دولة واحدة ونظامان".
واستشهد السفير السابق بجسر هونغ كونغ- تشوهاي- ماكاو، وقطاع هونغ كونغ من خط السكك الحديدية السريع قوانغتشو- شنتشن- هونغ كونغ، ومنطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى كأمثلة على ذلك، وقال إن الحكومة المركزية الصينية نفذت سلسلة من مشاريع البنية التحتية لهونغ كونغ، والتي استفاد منها سكان هونغ كونغ.
ولدى وصفه "دولة واحدة ونظامان" بـ"سياسة لم يسبق لها مثيل"، قال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة كون، إن الرئيس شي أظهر "الدعم القوي" الذي تقدمه الحكومة المركزية لـ"دولة واحدة ونظامان".
وذكر كون أن الرئيس شي أوضح أن هونغ كونغ ستواصل تقديم "مساهمات في إحياء نهضة الأمة الصينية، وأن مستقبل هونغ كونغ مشرق".
-- مستقبل أكثر إشراقا
"يمكنني أن أقول بثقة أنني شهدت تطور قطاع الأعمال في هونغ كونغ"، هكذا ذكر ديوان سيف علم مسعود، رئيس غرفة تجارة بنغلاديش متروبوليتان في هونغ كونغ، لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأشار إلى أن كلمة الرئيس شي منحت التشجيع والطمأنينة لهونغ كونغ.
وقال مسعود "إنني لعلى يقين بأنه، مع الدعم القيم من الحكومة المركزية، ستتاح فرص قيمة لسكان هونغ كونغ وشركاتها، وهذا سيسمح لهونغ كونغ باتخاذ خطوات إيجابية نحو الظهور كمركز أعمال أقوى وأكثر جاذبية".
أما أندريه كارنيف، رئيس كلية الدراسات الآسيوية في المدرسة العليا للاقتصاد في روسيا، فذكر "أنا متفائل بشأن مستقبل هونغ كونغ".
وأضاف كارنيف إنه مع احتفاظ هونغ كونغ بميزاتها، فإنها ستكتشف تدريجيا مجالات جديدة للتنمية، ويمكن أن تصبح مركزا عالميا للفن أو التصميم.
واتفق ياروسلاف ليسوفوليك، مدير البرامج بمركز "نادي فالداي للنقاش" البحثي الروسي، مع كارنيف في الرأي، ووصف تطور هونغ كونغ على مدى السنوات الـ25 الماضية بأنه "ناجح للغاية".
وأضاف ليسوفوليك أن "هونغ كونغ لم تتطور لتصبح مركزا ماليا عالميا فحسب، بل أصبحت أيضا مركزا يجذب المواهب الدولية".