بدأت الولايات المتحدة في الافتراء على الصين بشكل منتظم في مجال الفضاء. وفي الآونة الأخيرة، أعلن مدير وكالة الفضاء الأمريكية) ناسا (بيل نيلسون علنًا في وسائل الإعلام أن برنامج الفضاء الصيني هو "برنامج فضاء عسكري" وأن الصين مترددة في مشاركة نتائج أبحاثهم، "هناك سباق فضاء آخر – الخصم هذه المرة هو الصين".
في السنوات الأخيرة، عززت الولايات المتحدة بناء ما يسمى بـ "الفضاء المرن" في محاولة للخلط بين الحدود المفاهيمية للأعمال العسكرية والمدنية، وجذب الكيانات التجارية والأشخاص العاديين إلى سباق التسلح الفضائي، وتعزيز هيمنتهم على الفضاء. كما وقعت الولايات المتحدة اتفاقيات مشاركة بيانات التوعية بحالة الفضاء مع أكثر من 100 كيان في محاولة لإنشاء تحالف "الناتو الفضائي". كما تقوم الولايات المتحدة باستمرار بمراجعة لوائح سياسة الفضاء، وضوابط التصدير، وتدابير إدارة النشاط التجاري العالمي من أجل حماية تكنولوجيا الفضاء الحيوية. ومنذ الصراع الروسي الأوكراني، لم تطلب الولايات المتحدة من حلفائها تعليق التعاون في علوم وتكنولوجيا الفضاء مع روسيا فحسب، بل فرضت عقوبات على صناعة الفضاء الروسية أيضًا، كما اغتنمت الفرصة لتعزيز استراتيجية الفضاء وتعزيز الهيمنة على الفضاء.
وفي هذه العملية، جعلت الولايات المتحدة الصين هدفًا لطموحاتها الفضائية الجديدة، وتضخم باستمرار "نظرية التهديد الصيني" في مجال الفضاء. في السنوات الأخيرة، واصلت الصين زيادة الاستثمار في مجال الفضاء، وتعمل بنشاط على تنمية سوق الفضاء المدني، ودخول مجالات الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، وتضيق الفجوة مع الولايات المتحدة تدريجياً. وفي عام 2011، أقر الكونغرس الأمريكي بندًا إضافيًا يُعرف باسم "تعديل وولف" الذي منع ناسا من استخدام الأموال الفيدرالية لإجراء تعاون ثنائي مباشر مع الحكومة الصينية، وإغلاق الباب مباشرا أمام التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مجال الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن الولايات المتحدة لا تقبل اقتراح "الفضاء غير العسكري"، فقد تسببت بشكل موضوعي في اضطراب إدارة أمن الفضاء، وهو أيضًا السبب الجذري لأقمار ستارلينك الصغيرة التي تهدد محطة الفضاء الصينية عدة مرات.
وفي المقابل، استمر مسار التعاون الدولي لشركة الفضاء الصينية في الاتساع والتعمق. في العقود الأخيرة، تطورت صناعة الطيران في الصين بسرعة، ممثلة برحلات الفضاء المأهولة، ومشاريع استكشاف القمر، وملاحة بيدو وأنظمة مراقبة الأرض عالية الدقة، وتحتل الصين مرتبة متقدمة في العالم في العديد من المجالات التقنية الهامة. وفي الوقت نفسه، عززت الصين باستمرار التبادلات والتعاون الدولي في مجال الفضاء، على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والاستخدام السلمي والتنمية المشتركة، وهي ملتزمة بتعزيز التقدم المشترك لرحلات الفضاء البشرية. على سبيل المثال، قام علماء سويسريون وإيطاليون بتطوير بعض كواشف الأقمار الصناعية الخاصة بالمادة المظلمة التي أطلقتها الصين. وقامت الصين وإيطاليا بشكل مشترك بتطوير القمر الصناعي "تشانغهين-1" لمراقبة المعلومات الكهرومغناطيسية المتعلقة بالنشاط الزلزالي. وتم بنجاح إطلاق أول قمر صناعي بحري للتعاون الصيني الفرنسي. وحملت " تشانغ أه -4" مجسات من ألمانيا والسويد ... وهذا يتناقض بشكل صارخ مع موقف بعض الدول والمنظمات من إنشاء قوة فضائية وإعلان الفضاء ساحة معركة جديدة.
وفي مجال رحلات الفضاء، لن يفيد أي بلد بمفرده التنمية الشاملة لرحلات الفضاء البشرية. وتحتاج الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة إلى مزيد من كسر الحواجز، وفتح القنوات، والقيام بتبادلات دولية متعددة المستويات، ومتعددة الأشكال وشاملة، وتعاون بموقف أكثر انفتاحًا. كما يجب على دول العالم عند القيام بالاستكشاف والتعاون في مجال علوم الفضاء، الالتزام بمفهوم تعزيز التنمية والتقدم للبشرية جمعاء، والتمسك بقلب مفتوح وشامل، وجمع قوة العالم بأسره، وتجميع حكمة البشرية جمعاء، وتعزيز التقدم المشترك والتنمية المستدامة لرحلات الفضاء البشرية.