أورومتشي 2 يوليو 2022 (شينخوا) عندما كسرت العجوز بان يوي ليان، البالغة من العمر 80 عاماً، عظم وركها وأقامت في المستشفى في مايو المنصرم، تدفق نحو 10 أشخاص قائلين إنهم "أطفالها" وتطوعوا للاعتناء بها خلال إقامتها للعلاج هناك.
كان هؤلاء الأشخاص من مجموعات عرقية مختلفة تعلموا سابقا على يدي العجوز بان، التي عملت متطوعة كمعلمة بعد المدرسة منذ عام 1992 في محافظة شوله بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين.
على مدار 30 عاماً من العمل الجاد والجهود الصادقة التي بذلتها بان مع تلامذتها، تشكلت روابط قوية ذات تأثيرات طويلة الأجل.
وقالت بان بينما كانت مستلقية على سريرها في المستشفى:" لقد بذلت كل ما بوسعي من أجل الأطفال، وبدورهم؛ فإنهم بذلوا قصارى جهودهم لرد الجميل لي".
ينحدر والد بان من قومية هان، أما والدتها فمن قومية الويغور، وبدأت تقديم خدمة رعاية الأطفال بعد المدرسة لجيرانها منذ عام 1992، حيث كانت واحدة من السكان المحليين القلائل ممن يتقنون لغتي الماندرين والويغور.
في ذلك الوقت، كان كثير من جيرانها يعملون حتى وقت متأخر ويحتاجون إلى الدعم في رعاية أطفالهم خلال أوقات أعمالهم. كما لم يتمكنوا من مساعدة أطفالهم في إكمال الواجبات المدرسية بسبب مستوى التعليم المنخفض.
وفي ظل هذه الظروف، قررت بان تحويل غرفة واحدة من منزلها إلى "مركز روضة"، حيث قدمت توجيها في اللغة الصينية والرياضات وغيرها من المواد التعليمية، وكانت قادرة على استيعاب عشرات أطفال.
وقالت بان: "لم أحتمل مشاهدة هؤلاء الأطفال يتجولون لوحدهم بدون رعاية الكبار".
وبالإضافة إلى الدعم في الواجبات المدرسية، قدمت بان أيضاً الطعام والسكن للأطفال الذين لم يكن آباؤهم في المنازل، أو كانوا يرجعون إليها في وقت متأخر بعد العمل.
تستذكر شيمشينور ميميت، التي كانت من طلبة بان وأحد جيرانها: "ذات مرة، لم يعد والداي إلى المنزل حتى وقت متأخر من الليل، نمت على سرير بان، التي استيقظت في منتصف الليل لتغطيني بالبطانية".
كانت بان ترفض دائماً أخذ أي رسوم أو أموال من الأهالي، لأنها تعتبر هؤلاء الأطفال كعائلتها.
وأكثر من ذلك؛ قدمت دعما ماليا للطالبة رابيغول هاجي، ابنة أحد جيرانها، التي كانت ستدخل الصف الثاني قبل 30 عاماً، غير أن أسرتها لم تتمكن من دفع الرسوم الدراسية، فما كان من بان إلا أن سارعت لتقديم المال إليها من مدخراتها الخاصة لدعمها في مواصلة الدراسة.
قالت رابيغول هاجي التي تعمل حاليا في مجتمع سكني محلي: "بدون دعم بان، لم أكن لأتمكن من الذهاب إلى المدرسة، ناهيك عن الحصول على وظيفة مستقرة".
وفي بداية عام 2020، توقفت بان عن توفير خدمات التعليم في فصلها الدراسي بسبب وباء كوفيد-19، بينما تزايدت عندها أيضاً أعراض ضمور الدماغ. وحتى ذلك الوقت، كانت بان قد علّمت أكثر من 2000 طالب.
ذاع صيت أعمال بان الخيرية وإحسانها جميع أنحاء المحافظة. ومع الدعم من السلطات المحلية، أنشأت فصولاً دراسية بعد المدرسة متشابهة مع فصل بان لتغطية مجتمعات سكنية وقرى أكثر في المحافظة.
تعمل رابيغول هاجي في أحد الفصول الدراسية بعد المدرسة، وبدلا من التركيز على زيادة شرح المعلومات في الكتب الدراسية، يركز الفصل المنشأ حديثا على تطوير رغبات الطلبة وهواياتهم مثل الرقص والرسم.
وقالت رابيغول:"على الرغم من أن بان لم تعد تعلم في الفصول، إلا أنها لاتزال تحب زيارة الأطفال، إلى جانب الاطلاع على أساليب المعلمين في تعليم الأطفال وتنمية مهاراتهم".