رام الله / القدس 26 مايو 2022 (شينخوا) أعلن النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب اليوم (الخميس) أن الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحام مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية جاءت من سلاح قناص إسرائيلي بشكل متعمد.
وعرض الخطيب خلال مؤتمر صحفي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نتائج التحقيقات الفلسطينية النهائية بمقتل أبو عاقلة التي أكد فيها أن مصدر إطلاق النار الوحيد الذي استهدف الصحفيين وأدى لقتلها كان من جهة تتمركز فيها القوات الإسرائيلية.
وأوضح الخطيب أنه وبفحص المقذوف الناري ذات السرعة العالية المستخرج من رأس أبو عاقلة تبين أنه يحمل علامة وخصائص سلاح نصف آلي قناص استهدف الصحفيين بشكل متعمد، لافتا إلى أن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة كانت بصورة مباشرة ولم ترتطم بأي جسم صلب آخر.
وأكد الخطيب أنه وخلال إطلاق النار لم يكن هناك اشتباك مسلح ولا حتى إلقاء حجارة وقت وقوع حادثة قتل أبو عاقلة، وكان مصدر إطلاق النار الوحيد من القوات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة بها جزء حديدي خارق للدروع، لافتا إلى أن المقذوف الناري لن ولم يسلم للجانب الإسرائيلي، ولم تتم مشاركته أو أي جهة أخرى في التحقيق الذي كان فلسطينيا بامتياز.
وتابع الخطيب أن مقتل أبو عاقلة كان بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على رأسها من الجهة اليسرى من اليمين أثناء محاولتها الهروب من الطلقات النارية المتتالية وهذا ما أكده تقرير الطب الشرعي من أن سبب الوفاة هو تهتك مادة الدماغ.
وأوضح النائب العام الفلسطيني أن آثار المقذوفات النارية المتكررة في موقع مقتل أبو عاقلة تدلل على نية القتل، مشيرا إلى أن ذلك يعززه مواصلة الجنود الإسرائيليين في إطلاق النار صوب كل من حاول الوصول إلى أبو عاقلة لإسعافها أو مساعدتها.
وأكد الخطيب أن مجمل الوقائع المرتكبة من قبل القوات الإسرائيلية والمثبتة بالأدلة الدامغة تشكل أركان وعناصر "جريمة القتل الواقعة على أبو عاقلة وذلك وفقا للقوانين الوطنية السارية، كما تشكل "جريمة حرب" وفقا للمواثيق والمعايير الدولية.
وأشار إلى أن النيابة العامة الفلسطينية قامت بتسليم الرئيس محمود عباس نسخة كاملة من ملف التحقيق، معتبرا أن تضافر الجهود على المستوى الوطني والإقليمي والدولي سيكون له الأثر في صون وحماية حقوق الفلسطينيين وحجر الأساس في ملاحقة قتلة أبو عاقلة وكل من سبقوها من مدنيين عزل.
بدوره أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خلال المؤتمر، أن تعليمات الرئيس عباس بفتح التقرير لعرضه لكل من يريد معرفة الحقيقة، مشيرا إلى أن التقرير يتهم الجيش الإسرائيلي بتحمل هذه الجريمة.
وقال أبو ردينة إن وزارة الخارجية الفلسطينية قدمت كل الوثائق المطلوبة لكافة الجهات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية لتوثيق تلك الجرائم وفقا لهذا التقرير، معتبرا التقرير وثيقة رسمية شديدة الوضوح تتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب "المجازر والاعتداء على الفلسطينيين".
وأضاف أن القيادة الفلسطينية ستعرض التقرير الهام على كافة المحاكم الدولية ولن يتم التخلي عن حق واحد من حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا عدم تسليمه للجانب الإسرائيلي لعدم وجود ثقة لدى القيادة الفلسطينية فيه.
وأكد أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية "ستلاحق القتلة والجناة مهما كان شكلهم ومن يقف خلفهم تحت أي ظرف من الظروف ولن تمر هذه الجرائم دون عقاب.
وقتلت أبو عاقلة (51 عاما) التي ولدت في القدس، برصاصة حية في الرأس في 11 مايو الجاري خلال تغطيتها عملية اقتحام للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، في حادثة لاقت تنديدا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا.
وفي السياق أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن القيادة الفلسطينية سلمت نسخة عن تقرير النيابة العامة حول مقتل أبو عاقلة للإدارة الأمريكية.
وقال الشيخ في بيان مقتضب وزع للصحفيين إن القيادة ستسلم نسخة من التقرير لكل من عائلتها ولقناة الجزيرة القطرية التي كانت تعمل فيها.
وقوبل التحقيق الفلسطيني برفض من قبل إسرائيل، مبدية استعدادها لإجراء تحقيق بالتعاون مع جهات دولية.
وفي الصدد قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن إسرائيل مستعدة لإجراء تحقيق بالتعاون مع الهيئات الدولية في قضية مقتل مراسلة قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة.
وذكر غانتس في بيان صادر عن مكتبه ردا على تقرير السلطة الفلسطينية حول مقتل مراسلة قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة "تأسف إسرائيل لوفاة شيرين أبو عاقلة، والجيش الإسرائيلي يجري تحقيقا في الأمر من أجل الوصول للحقيقة".
وأضاف "أي إدعاء بأن الجيش الإسرائيلي يتسبب عمدا في إيذاء الصحفيين أو غير المتورطين هو كذبة سافرة وصريحة"، موضحا "نحن نتصرف دائمًا ونركز على إيذاء الإرهابيين وتجنب إيذاء غير المتورطين قدر الإمكان".
وأشار غانتس أنه لا يتم إجراء التحقيقات في المؤتمر الصحفية، ولكن في غرف مغلقة.
وجدد وزير الدفاع الإسرائيلي دعوته للسلطة الفلسطينية إلى تسليم الرصاصة التي أدت لمقتل مراسلة الجزيرة وجميع النتائج، مشددا على أن إسرائيل "جاهزة ومستعدة لإجراء تحقيق بالتعاون مع الهيئات الدولية".
وأشار إلى أن التحقيق الأحادي واتهام جنود الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب "تقوض القدرة على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتعزز الإرهاب".
بدوره قال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في بيان إنه إذا لم يتم التوصل إلى جميع التفاصيل في حادثة مقتل مراسلة الجزيرة فإن إسرائيل لن تتمكن من التحديد بشكل مطلق من أطلق الرصاصة على أبو عاقلة.
ونفى كوخافي تصريحات النائب العام في السلطة الفلسطينية قائلا "لا يوجد أي جندي في جيش الدفاع أطلق النار بشكل متعمد نحو الصحفية شيرين هذا هو الاستنتاج الذي توصلنا اليه بعد التحقيق والفحص ولا يوجد أي استنتاج آخر".
وأشار رئيس الأركان إلى أن السلطة الفلسطينية ترفض "السماح لإسرائيل بإجراء تحقيق مهني ودقيق في ظروف مقتل شيرين أبو عاقلة"، مشيرا إلى أن كل دعوات إسرائيل للفلسطينيين بإجراء تحقيق مشترك قد قوبلت بالرفض.