بكين 25 مايو 2022 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعا مع مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت عبر رابط فيديو اليوم (الأربعاء) في بكين.
ورحب الرئيس شي بالمسؤولة الأممية في الصين. وشرح القضايا الرئيسية المتعلقة بتنمية حقوق الإنسان في الصين في سياق تاريخ الصين وثقافتها، وأعاد تأكيد الموقف المبدئي للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية في دعم وحماية حقوق الإنسان في جميع المجالات.
وأكد شي أن الحزب الشيوعي الصيني، في اليوم الأول من وجوده، حدد مهمته التأسيسية على السعي لتحقيق السعادة للشعب الصيني وتحقيق نهضة الأمة الصينية، ويعمل بجد من أجل مصالح الشعب على مدى القرن الماضي.
وأشار شي إلى أن تطلع الشعب إلى حياة أفضل هو ما نسعى إليه، إذ أنه بعد عقود من الجهود المضنية، نجحت الصين في إيجاد طريق لتنمية حقوق الإنسان بما يتماشى مع اتجاهات العصر والواقع الوطني للصين. لقد عملنا على المضي قدما في ديمقراطية العملية الكاملة الشعبية وتعزيز الضمانات القانونية لحقوق الإنسان ودعم الإنصاف والعدالة على الصعيد الاجتماعي.
وأكد أن الشعب الصيني يتمتع الآن بحقوق ديمقراطية أكمل وأكثر شمولا، مشيرا إلى أن حقوق الإنسان بالنسبة للشعب الصيني مضمونة على نحو لم يحدث من قبل.
وأشار شي إلى أنه فيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان، لا يمكن لأحد أن يدعي الكمال، وهناك دائما مجال للتحسين. على أساس المساواة والاحترام المتبادل، فإن الصين مستعدة لإجراء حوار وتعاون في مجال حقوق الإنسان بنشاط مع جميع الأطراف الأخرى لتوسيع التفاهم المشترك، وتقليل الخلافات، وتعزيز التعلم المتبادل، والسعي لتحقيق التقدم معا، والمضي قدما بشكل مشترك بقضية حقوق الإنسان الدولية بما يصب بشكل أكبر في مصلحة الشعوب في جميع أنحاء العالم.
وقال إنه في الوقت الراهن، من المهم للغاية العمل على الأولويات الأربع التالية:
أولا، وضع الشعب في المقدمة وفي القلب.
من المهم أخذ مصالح الشعب باعتبارها غرضا وهدفا أساسيين، وبذل جهود متواصلة لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحا التي تهم الشعب أكثر، والسعي لتوفير حياة أفضل للشعب. هذا هو أكبر حق من حقوق الإنسان. إن كيفية عمل دولة ما في مجال حقوق الإنسان، تقاس بشكل أساسي من خلال ما إذا كان يتم التمسك بمصالح شعبها وما إذا كان الشعب يتمتع بإحساس متزايد بالإنجاز والسعادة والأمن. هذا هو أهم معيار لتقييم أوضاع حقوق الإنسان في بلد ما. ينبغي أن تصبح الشعوب السادة الحقيقيين لبلدانهم وأن يصبحوا المشاركين والمساهمين والمستفيدين الرئيسيين في تنمية حقوق الإنسان.
ثانيا، احترام مسارات الدول المختلفة في تنمية حقوق الإنسان.
إن حقوق الإنسان لها سياقات تاريخية محددة وعملية. مع اختلاف الظروف والتاريخ والثقافات والأنظمة الاجتماعية ومستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من بلد إلى بلد، ينبغي على الدول - بل لا يمكنها سوى- استكشاف مسارات مناسبة لتنمية حقوق الإنسان في ضوء الحقائق الوطنية وحاجات الشعب. وأي نظام أو نموذج يتم نسخه بشكل أعمى من بلد آخر بغض النظر عن الوضع على الأرض، لن يكون في غير مكانه فحسب بل سيؤدي أيضا إلى عواقب وخيمة. إذا حدث ذلك، فإن الشعب هو من سيتحمل العبء الأكبر. هناك أمثلة كثيرة على ذلك، ويجب تعلم الدروس.
ثالثا، إتباع نهج شامل لجميع فئات حقوق الإنسان.
إن حقوق الإنسان مفهوم ثري وشامل، ويجب تعزيزه بتدابير متكاملة ومنهجية. وبالنسبة للدول النامية، يعتبر الحق في العيش والتنمية من حقوق الإنسان الأساسية. ويلزم بذل مزيد من الجهود لتحقيق تنمية تتميز بمستوى أعلى من الجودة والكفاءة والإنصاف والاستدامة والأمن، وذلك لتوفير ضمانات قوية لدفع قضية حقوق الإنسان.
رابعا، تعزيز الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان.
إن تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها قضية مشترك للبشرية، وبالتالي تتطلب تضافر جهود الجميع. عندما يتعلق الأمر بقضايا حقوق الإنسان، لا يوجد شيء مثل المدينة الفاضلة التي لا تشوبها شائبة؛ الدول لا تحتاج إلى محاضرين متعالين؛ ناهيك عن تسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لتطبيق معايير مزدوجة أو كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. من المهم الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتدعيم القيم الإنسانية المشتركة، وتوجيه الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان نحو مزيد من النزاهة والعدالة والإنصاف والشمول. ستواصل الصين دعم الأمم المتحدة في بذل جهود إيجابية من أجل القضية الدولية لحقوق الإنسان.
ومن جانبها، أعربت السيدة باشليت عن تقديرها للصين لاستقبالها على الرغم من تحدي كوفيد-19، وهي أول زيارة إلى الصين من جانب مفوض للأمم المتحدة لحقوق الإنسان منذ 17 عاما.
وأكدت أنها تقدر هذه الزيارة وتعتز بها كثيرا، مشيرة إلى أن زيارتها ستشهد مشاركات مكثفة وتواصل مباشر مع حكومة الصين والشعب عبر مختلف القطاعات.
كما أعربت عن ثقتها في أن هذه الزيارة ستمنحها فهما أفضل للصين، وأعربت عن إعجابها بجهود الصين وإنجازاتها في القضاء على الفقر وحماية حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأثنت على دور الصين المهم في دعم التعددية ومواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وأعربت أيضا عن تطلع مكتبها إلى تعزيز الاتصال واستكشاف التعاون مع الجانب الصيني لبذل جهود مشتركة من أجل إحراز تقدم في القضية العالمية لحقوق الإنسان.
وحضر الاجتماع دينغ شيويه شيانغ ويانغ جيه تشي ووانغ يي (في قوانغتشو).