دمشق 18 أبريل 2022 ( شينخوا) أكدت سوريا أن قضية تدمير مدينة الرقة ( شمال سوريا )، وقتل آلاف الأبرياء فيها من قبل " التحالف الدولي " غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لم تحظ حتى اليوم بالاهتمام الدولي المطلوب ، مشددة على أن هذه الممارسات كانت وستبقى واحدة من أفظع الجرائم التي لم يكن المجتمع الدولي على دراية تامة بتفاصيلها حتى وقت قريب وأن الوقت قد حان لإلقاء الضوء على هذه القضية الإنسانية والقانونية والسياسية التي لم تمنحها الدول الأعضاء الأهمية والمعالجة اللتين تستحقانها ، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري .
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن رسالة رسمية وجهتها وزارة الخارجية السورية اليوم (الاثنين) إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بخصوص جرائم الحرب التي ارتكبها ما يسمى "التحالف الدولي " في مدينة الرقة عام 2017 ، قولها إن " العملية العسكرية الأمريكية التي شنتها قوات ما يسمى (التحالف الدولي) غير الشرعي على مدينة الرقة في الفترة ما بين يونيو / حزيران ، و أكتوبر / تشرين الأول عام 2017 أدت إلى تدمير هذه المدينة بشكل شبه كامل وإبادة الآلاف من المدنيين من سكانها الذين دفنت جثامينهم تحت الأنقاض " .
وشددت الوزارة على أن العملية العسكرية لقوات ما يسمى " التحالف الدولي" على مدينة الرقة وأهلها كانت قائمة على التدمير المتعمد والممنهج للبنى التحتية والأملاك العامة والخاصة في الرقة ومحيطها وعلى حصار المدنيين واستهدافهم بشكل عشوائي عبر ضربات جوية ساحقة وقصف صاروخي كثيف غير متناسب مع حجم الخطر وكذلك عبر هجمات أرضية شنتها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية " قسد " لم تميز فيها بين إرهابيين من تنظيم " داعش " وبين مدنيين يحاولون الفرار من حصار قوات " التحالف الدولي " ومن الخطر المحيط بهم.
وبخصوص الدمار الذي لحق بمدينة الرقة أشارت الخارجية السورية في رسالتها إلى أن التقارير الرسمية الأمريكية أوردت تحليلاً لصور الأقمار الصناعية الذي أجري في أعقاب المعركة وهو يعكس حقيقة أن مستوى الضرر الهيكلي في الرقة كان لا مثيل له في العمليات الحربية وأنه ووفقاً لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث فقد تعرض ما يقرب من 11000 مبنى في الرقة للدمار التام أو الضرر الكبير بين فبراير / شباط و أكتوبر / تشرين الأول من العام 2017 وبما يعادل تدمير 40 مبنى يومياً ويشمل على سبيل المثال لا الحصر 8 مستشفيات و29 مسجداً وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات كما تم تدمير أنظمة الري بالمياه في المدينة.
وقالت الخارجية السورية إن " تقارير أمريكية رسمية اعترفت أن الأضرار الهيكلية واسعة النطاق في الرقة قوضت آفاق إعادة إدارة وحكم المدينة بعد انتهاء المعركة وأن الرقة تعرضت لأكبر أضرار هيكلية من حيث الكثافة وساهم الأثر التراكمي لضربات التحالف بشكل كبير في أن يصبح 60 إلى 80 بالمئة من المدينة غير صالح للسكن " .
وشددت الخارجية السورية على أن وزارة الدفاع الأمريكية تسعى إلى طمس حقيقة ما جرى هناك غير أنها لا تستطيع إنكار حجم الدمار المرعب الذي تسببت به عمليات الجيش الأمريكي في الرقة لأنه قائم على أرض الواقع حتى الآن.
ودعت الخارجية السورية الأمم المتحدة إلى التعامل مع ملف تدمير الرقة وقتل الآلاف من سكانها من خلال الصورة الأوسع التي لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها والتي ترتبط بالسلوك النمطي للقوات الأمريكية في العمليات العسكرية العدوانية التي شنتها وتشنها في العديد من مناطق العالم ودوله، حيث لم تتخل القوات الأمريكية يوماً في عملياتها العسكرية عن ممارسة القوة المفرطة غير المتوازنة ولا المتناسبة والتضحية بالمدنيين واستهدافهم وضرب الأهداف المدنية والبنى التحتية والأملاك العامة والخاصة بشكل متعمد وذلك كجزء من التكتيك والعقيدة العسكرية الأمريكية.
وأكدت وزارة الخارجية السورية في ختام رسالتها أن الحكومة الأمريكية ترتكب رسمياً وبشكل متعمد ممارسات قد تتسبب في المستقبل القريب والبعيد بتلوث بيئي خطير في الشمال الشرقي من سوريا وهي الممارسات التي ترقى إلى أن تكون جريمة بيئية دولية وجريمة من جرائم حرب.
وتطالب الحكومة السورية مرارا وتكرارا بخروج القوات الأمريكية من أراضيها وتعتبر وجودها على الأراضي السورية بأنه غير شرعي .