9 مارس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/على هامش إستضافتها للألعاب الأولمبية الشتوية، تمكنت الصين من دفع 300 مليون شخص للمشاركة في رياضات الجليد والثلج ."ومع ذلك، يجب أن أعترف أنه لا يزال هناك مجال كبير لتطوير ممارسة الرياضات الثلجية في الصين". تقول سون يانلينغ، نائبة بالمجلس الوطني لنواب الشعب، والتي تعكف على دراسة طرق تطوير الرياضات الثلجية في الصين.
وتشير سون يانلينغ إلى أن مقاطعة هيلونغجيانغ لوحدها تحتوي في الوقت الحالي على مايزيد عن 130 منتجعًا للتزلج، 90٪ منها مملوكة لمؤسسات خاصة. لكن بسبب سوء التخطيط، لايوجد سوى عدد قليل جدًا من حلبات التزلج. بالإضافة إلى ذلك، فإن شعبية الرياضات الجليدية ومحاولات التريج لها لاتزال غير كافية، ولايمكنها منافسة سياحة الجليد، وتحتاج إلى المزيد من الدعم.
بصفتها مقاطعة مشهورة بالرياضات الثلجية، تعد المصاعب التي تواجهها مقاطعة هيلونغجيانغ مجسما صغيرا للمشاكل التي تعانيها هذه الرياضة في كامل الصين.
في ذات الصدد، يقول ليو كاي، كبير مهندسي حلبات التزلج، " من المقدر تقريبًا أن هناك أقل من 500 حلبة جليدية قياسية في الصين بمساحة 1800 متر مربع. وإذا أضفنا إليها جميع حلبات التزلج على الجليد التي تزيد مساحتها عن 300 متر مربع، فمن المقدر تقريبًا أن هناك أقل من 1000 حلبة.
ولاحظ ليو كاي أنه حتى في مدن الدرجة الأولى مثل بكين، فإن عددًا قليلاً جدًا من الأطفال يتعلمون الكيرلنغ وهوكي الجليد وأنواع رياضات الجليد الأخرى. ولأنها لا تزال باهظة الثمن، وتكاليف الاستثمار والتشغيل في حلبات التزلج على الجليد مرتفعة، أصبحت العديد من الرياضات الجليدية في موضع الكماليات للكثيرين. وأضاف ليو كاي، "على النقيض من ذلك، فإن بلدًا مشهورا في الرياضات الجليدية مثل كندا به عدد قليل من السكان، لكن يمتلك آلاف حلبات التزلج على الجليد، حيث تحوّلت رياضة الجليد هناك إلى رياضة جماهيرية حقيقية.
التكنولوجيا تخفض عتبة الدخول إلى الرياضات الجليدية
لا تزال عدة رياضات جليدية "سلعًا فاخرة"، وبالطبع هناك العديد من العوامل التي تجعل من هذه الرياضة في غير متناول جميع الناس. من بينها العامل التكنولوجي الذي لا ينبغي الاستهانة به، حيث يتم استيراد معظم المعدات اللازمة لصنع ساحات التزلج على الجليد من دول أوروبية وأمريكية، وعادة ماتكون أسعارا باهظة. مثلا العديد من جدران الألواح المرنة المستخدمة في حلبة الجليد مستوردة من كندا، وسعرها يزيد عن مليون يوان.
وبالنسبة لمنتجع التزلج، قال ليو كاي أن تكلفة بناء منتجعات التزلج على الجليد في الهواء الطلق منخفضة نسبيا، لكن بناء منتجعات التزلج الداخلية عالية التكلفة، لأن مكابس الثلج تعتمد بشكل أساسي على المعدات المستوردة. وغالبا ما تبلغ الإستثمارات في بناء مثل هذا النوع من المنتجعات عدة مئات من ملايين اليوانات. إلى جانب ذلك، فإن ارتفاع التكلفة يعود أيضا إلى تكاليف التشغيل.
وقال ليو كاي أنه أثناء تصميم وبناء ساحات التزلج على الجليد في الصين، غالبًا ما تكون هناك فرق مختلفة للتبريد والتدفئة والتهوية. ولكل شخص تقسيم العمل الخاص به، لكنهم لا ينسقون ويدمجون العديد من الروابط معًا، مما يجعل من الصعب تحقيق الاستفادة الشاملة من البرودة والحرارة. وهو مايجعل تكلفة تشغيل حلبة التزلج أعلى . ويقدّر ليو كاي تكلفة حلبة التزلج القياسية بمساحة 1800 متر مربع بحوالي 1.5 مليون يوان سنويًا من فواتير كهرباء التبريد وحدها. هذا بالإضافة إلى إزالة الرطوبة وغيرها من التكاليف، حيث يمكن أن تصل تكلفة الكهرباء التشغيلية السنوية إلى 4 ملايين يوان.
عندما ذهب ليو كاي إلى حلبات التزلج على الجليد الأوروبية للتحقيق، وجد أن ساحات التزلج على الجليد في العديد من البلدان قد أخذت في الاعتبار الاستخدام الشامل للبرودة والحرارة في بداية التصميم والبناء. وتكلفة تشغيل حلبة التزلج القياسية بنفس المقياس هي حوالي نصف التكلفة في الصين.
ويرى ليو كاي، أنه من أجل تطوير رياضة التزلج على الجليد في الصين، من الأهمية بمكان زيادة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا. "إذا كان هناك المزيد من المعدات المحلية للاختيار من بينها أثناء إنشاء حلبة التزلج على الجليد، فيمكن تقليل تكلفة الاستثمار بشكل كبير؛ ويؤخذ الاستخدام الشامل للبرودة والحرارة في الاعتبار علميًا في بداية تصميم الحلبة، وهو مايمكنه أن يقلل بشكل كبير من التكلفة في المرحلة اللاحقة. " ويقول ليو كاي ان تخفيض تكلفة انشاء وتشغيل الرياضات الثلجية وخفض عتبة الاستهلاك، هو ماسيمكن من جذب المزيد من الناس لممارسة هذه الرياضة.
من جانبها، أدركت سون يان لينغ بشكل متزايد أهمية التكنولوجيا بالنسبة للرياضات الثلجية. حيث لاحظت أن الناس يمكنهم أن يرتدوا الزلّاجات ويمارسون هذه الرياضة حتى في مدينة ذات حرارة عالية مثل شنجن. وتعتقد أنه إذا تم دمج المزيد من العناصر التكنولوجية في ملاعب الجليد، يمكن للناس العاديين تجربة متعة الرياضات الجليدية والثلجية على مدار السنة. واقترحت أن تقوم الإدارات الوطنية ذات الصلة بصياغة سياسات وخطط للتطوير العلمي لملاعب الرياضات الجليدية. وفي الوقت نفسه تزويد مصنعي المعدات المحليين بدعم على مستوى السياسات والمواهب والتمويل.