الدوحة 22 فبراير 2022 (شينخوا) قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي اليوم (الثلاثاء) إن دولا أوروبية تحدثت مع قطر بشأن توريد الغاز إليها في خضم التوتر الحاصل في أوروبا، لكنه أكد أنه لا يمكن لأي دولة أن تحل محل روسيا لتعويض إمداداتها من الغاز.
وأضاف الكعبي في مؤتمر صحفي بالدوحة اليوم "هناك الكثير من الدول الأوروبية التي قامت بالاتصال بدولة قطر من أجل توريد الغاز إليها .. قطر تريد تلبية طلبات الاتحاد الأوروبي لإمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال، لكن معظم صادراتنا مرتبطة بالفعل بعقود طويلة الأجل".
وتابع "لا يمكن لأي دولة أن تحل محل روسيا حيث لا يمكن تحويل إلا حوالي 10 - 15 في المائة من عقود الغاز الطبيعي المسال إلى أماكن أخرى".
وذكر أنه كانت هناك محادثات خلال الأسابيع الماضية، وبلاده تود مساعدة الاتحاد الأوروبي بتوفير كميات إضافية في حدود المتاح من كميات الغاز الموجودة، لكنها تريد أيضا احترام التزاماتها، مضيفا " لقد تحدثت مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة كادري سيمسون، قبل بضعة أسابيع حول المزيد من الإمدادات".
ولفت إلى أن قطر تلعب دورا كبيرا في توريد الطاقة والغاز إلى أوروبا ولديها عقود واضحة، لكن ليست الدول الأوروبية التي تقوم بشراء الغاز وإنما القطاع الخاص هو من يقوم بذلك.
ومضى يقول "لدينا بعض العقود طويلة المدى وهي عقود واضحة لا يمكننا تغييرها وبعض الأحيان هناك بعض العقود التي تمتد لـ 25 سنة وهي مرتبطة بكثير من الأشياء مثل التكنولوجيا، أما بالنسبة لبريطانيا فهناك عقود خاصة ونحن نعلم أن هناك سوقا حرة في بريطانيا وهي تشتري من قطر الغاز المسال ومن شركات أخرى".
وتعقيبا على ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية، استبعد الوزير القطري أن يكون لذلك علاقة بالأزمة الروسية الأوكرانية الحالية.
وأوضح في هذا السياق أن الارتفاعات التي سجلت في أسعار الغاز ليست وليدة هذه الأزمة بل تعود أساسا للعرض والطلب، حيث يعد الغاز الطبيعي المسال واحدا من أهم مصادر التحول في مجال الطاقة في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن ذلك يصعب من عملية التوقعات في هذا المجال إلى جانب طبيعة الاستثمارات في القطاع التي تتطلب نفسا طويلا خاصة وأنها تحتاج إلى تمويلات كبيرة.
وأكد أن منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي عقد قمته السادسة اليوم بالدوحة، لم يناقش ما يجري في أوكرانيا لأنه ليس منتدى سياسيا ولا علاقة له بالقضايا السياسية ولم تجر نقاشات في هذا الإطار.
وبشأن الموقف الذي يمكن أن تتخذه الدول الأعضاء في المنتدى فيما إذا فرضت جهة غير الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على أحد أعضائه مثل روسيا، أجاب الوزير بأنه أيا كانت القرارات التي ستتخذ فإن ذلك لا علاقة له بالمنتدى.
وشدد على أن أهداف منتدى الدول المصدرة للغاز لا علاقة لها بالقضايا السياسية، لافتا إلى أن المنتدى عبارة عن مجموعة تسعى لتعزيز استخدام الغاز وتفهم الاحتياجات الإنسانية لهذا المصدر النظيف من الطاقة.
وتجيء تصريحات الكعبي وسط التطورات الجديدة في الأزمة الأوكرانية، بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين مرسومين يعترفان بمنطقتي لوجانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا كدولتين مستقلتين وذات سيادة، ما أثار ردود فعل دولية واسعة وتسبب في عقوبات غربية على موسكو.
ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية، تسود مخاوف أوروبية وأمريكية من تأثر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في حال ازدادت حدة التوترات، وهو ما دفع هذه الدول إلى البحث عن بدائل، بينها قطر، لضمان الإمدادات.
وكان وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة قد قال في مطلع فبراير الجاري إنه لا يمكن تلبية جميع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز دون الإخلال بالإمدادات إلى مناطق أخرى حول العالم.
وأضاف الكعبي خلال اجتماع عبر الفيديو مع مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، أن أمن الطاقة في أوروبا يتطلب جهدا جماعيا من العديد من الأطراف، معربا عن أمله في حل دبلوماسي للتوترات في أوروبا بحيث يمكن لجميع الموردين العمل معا لضمان أمن الطاقة على المديين القصير والطويل.