人民网 2022:02:17.16:59:17
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الدروس المستفادة من المغالطات الأمريكية بشأن "الغزو الروسي لأوكرانيا"

2022:02:17.16:20    حجم الخط    اطبع

16 فبراير هو موعد "الهجوم الروسي على أوكرانيا" الذي خمّنته أجهزة المخابرات الأمريكية، وقد أخطر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بذلك رسميًا. لكن الفقاعة التي دأبت الولايات المتحدة والغرب على نفخها لأيام حول الغزو الروسي، انقشعت بانسحاب روسيا من الحدود الأوكرانية. وقد علّق بعض مستخدمي الإنترنت على ذلك مازحين: "بسبب الوباء، تم تغيير ساحة الحرب الروسية الأوكرانية إلى الإنترنت. ناسف على الإزعاج!"

حيث شاهد العالم مرة أخرى ممارسات عبثية من "مخرجين محترفين " لأجهزة المخابرات الأمريكية. كما تفطّن الناس أيضًا إلى مدى عمق الأجندات الأمريكية ومدى قدرتها على تعبئة الرأي العام. وربما هذه هي بالضبط "المعلومات الاستخباراتية" التي يحتاجها السياسيون الأمريكيون. وفي هذا الصدد، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في 16 فبراير الجاري، إلى أن البعض في الولايات المتحدة والغرب يواصلون التحريض ونشر المعلومات الكاذبة، مما يضيف المزيد من الاضطرابات وعدم اليقين إلى هذا العالم المليء بالتحديات الفعلية، ويعمّق مشاعر انعدام الثقة والانقسام. وعبّر المتحدث الصيني عن أمله في أن توقف الأطراف المعنية مثل هذه الهجمات الإعلامية الكاذبة وأن تفعل المزيد من أجل السلام والثقة المتبادلة والتعاون.

هذه "المهزلة الاستخباراتية" الأمريكية تعد ظاهرة نادرة في السياسة الدولية اليوم. إذا في الوقت الذي عبّر فيه طرفا المواجهة عن عدم رغبتهما في القتال، كانت الولايات المتحدة تستمر في تضخيم الدعاية للحرب الوشيكة، بل تنبأت حتى بالوقت الدقيق لاندلاع الحرب. ونتيجة لذلك، تكبدت أوكرانيا خسائر فادحة، مدفوعة بجو الذعر والتوتر، حيث انخفض سعر الصرف، وهرب رأس المال، وتوقفت الرحلات الجوية.

ويعكس هذا التلفيق الطائش لكذبة "يوم العدوان" بأن الولايات المتحدة لا تخشى فقدان ماء الوجه، لأنها تعرف بأن لديها صوتًا عالميًا قويًا، يمكنها من التلاعب بالرأي العام الدولي متى شاءت. وفي هذه الأزمة، يلعب الجانب الأمريكي لعبة رهان منن وجهين: فسواء اجتاحت روسيا أوكرانيا أم لا، فإن الفائز هو الولايات المتحدة. فإذا اندلعت الحرب، سيقول الجانب الأمريكي إنه توقعها منذ فترة طويلة ونبّه منها مرارا؛ وإذا لم تندلع، فسيدّعي بأن عقوباته وردعه قد ساعدت أوكرانيا على تجنب الحرب أو تأخيرها.

وبالنسبة لسبب هذا التصرّف الأمريكي، فلا يمكننا تخمينه إلا بناءً على بعض الحقائق: وعلى الرغم من أن توقعات الحرب ومبالغات الولايات المتحدة لا أساس لها، إلا أن لها دوافع واقعية. حيث يرى البعض بأن أمريكا تطمح إلى توتير الأوضاع في أوروبا. وإبعاد المسافة بين روسيا وأوروبا، وتعزيز تماسك الناتو، ومحاربة التوجه الأوروبي نحو "الاستقلال الاستراتيجي"، وتشجيع عودة رأس المال إلى الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال الترويج لـ "نظرية التهديد الروسي"، تعمد الولايات المتحدة إلى حجب حقيقة تزايد من قواتها، وتحول مركز النقاش إلى توسع الناتو باتجاه الشرق، وتجعل من نفسها ما يسمى بـ "حارس الأمن الإقليمي" و "مبعوث سلام". ونتيجة لذلك، فإنه من الواضح بأنها أزمة ناجمة عن توسع الناتو باتجاه الشرق، لكن الغرب حوّلها إلى قضية غزو روسي لأوكرانيا. وهذه مناورة جيوسياسية تقليدية لتغيير مركز الاهتمام.

ومع ذلك، فإن مكسب الولايات المتحدة يعني خسارة أطراف أخرى، بما في ذلك حلفائها وشبه حلفائها. إذ لاتزال الولايات المتحدة الدولة التي تجعل من مصالحها الخاصة قبل أي اعتبار. لكن ما قامت به الولايات المتحدة هو في الواقع طعنة لحليفتها أوكرانيا. فبسبب حالة الذعر من الحرب، شهدت أوكرانيا نزيفا ماليا وبشريا. كما وجدت أوروبا نفسها في وضع غير مؤات، فحتى لو سحبت روسيا قواتها، فإن هناك صدع خطير قد أصاب الثقة بين روسيا وأوروبا.

ومع ذلك، حتى لو تلاعبت الولايات المتحدة بالرأي العام، فإنها لن تخدع سوى البعض، لكن الحقائق ستنكشف مع طول الوقت، مثل حرب العراق والحرب الأفغانية، وستخسر المزيد من المصداقية الدولية. وأفضل دليل على ذلك هو تغير موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي طالب بتقديم دليل على "الغزو" الروسي، واشتكى من مغادرة رؤوس الأموال لبلاده. فيما يبدو أنه عدم ثقة في الولايات المتحدة.

مر يوم 16 فبراير 2022، وأصبح منذ ذلك الحين مرآة للتاريخ، تعكس الوجه الحقيقي لأمريكا، وتترك أثرا للتاريخ. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×