القاهرة 19 فبراير 2022 (شينخوا) أكد خبراء ومسئولون، أن موافقة منظمة الصحة العالمية، على منح مصر ودول أفريقية أخرى الحق في الحصول على تكنولوجيا (mRNA) لتصنيع لقاحات فيروس كورونا الجديد "كوفيد – 19"، من شأنه أن يدعم الجهود الدولية لمواجهة الجائحة.
وأعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، أمس (الجمعة)، في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل، أول 6 دول ستتلقى التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات الحمض النووي الريبي (mRNA) بالقارة الأفريقية، وشملت مصر وتونس وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا.
وأكدت نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، على أهمية موافقة المنظمة على حصول مصر ودول إفريقية أخرى على حق الحصول على المعرفة والتكنولوجيا لإنتاج لقاحات كورنا، الأمر الذي من شأنه دعم الجهود الدولية لمواجهة الجائحة.
وقالت القصير، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه كان هناك حالة من عدم توزيع اللقاحات الخاصة بـ "كوفيد – 19"، وخاصة في القارة الإفريقية، والتي كانت أقل قارات العالم حصولا على اللقاح، مؤكدة أن موافقة منظمة الصحة العالمية على حصول 6 دول أفريقية على التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات الحمض النووي الريبي (mRNA)، يستهدف تحقيق الأمن الصحي للمجتمع الدولي.
وشددت على حيوية هذه الخطوة، خاصة وأن الدول التي تم منحها حق المعرفة تمتلك المقومات المطلوبة من قوى كفاءات بشرية، وإمكانيات تكنولوجية، واستثمارات مالية كبيرة، فضلا عن توافر إرادة سياسية كبيرة لإنجاح هذا الإجراء.
وأضافت أن خطوة منظمة الصحة العالمية تأتي في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الحق في نقل المعرفة والتكنولوجيا، وخاصة للدول ذات الدخل المتوسط، معتبرة أن ذلك أمرا إيجابيا للغاية.
وأشارت إلى أن هناك فرصة لتعزيز الشراكات لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات سواء بين الدول المتقدمة والدول الست أو بين الدول الست بعضها البعض، مؤكدة أن منظمة الصحة العالمية سيكون لها دور جوهري لتعزيز الصناعات الدوائية في أفريقيا ويحرك الاقتصاد في هذه الدول.
وأشادت المسئولة الأممية بتعاون الصين منذ بداية أزمة تفشي الجائحة مع الدول المختلفة خاصة النامية منها، ومعاضدتها في مواجهة الأزمة، مثمنة غاليا مبادرة الصين بالتعاون مصر وعدد آخر من الدول النامية في انتاج لقاحات فيروس كورونا.
من جانبه، أكد الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم الأوبئة والفيروسات أن القرار "خطوة مهمة للغاية"، ويساهم بشكل كبير في احتواء جائحة كورونا.
وقال عنان، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن مبادرة "كوفاكس" التي طرحتها منظمة الصحة العالمية والتي كانت تستهدف توزيع 8 مليارات جرعة بنهاية عام 2021، لو تمت كما كان مخططا لها كان العالم تمكن من القضاء على جائحة كورونا، ولكنها لم تتم نظرا لاحتكار صناعة اللقاحات خاصة من الدول الكبرى".
وأضاف أن أكثر قارتين تضررتا من نقص اللقاحات هما قارتا أفريقيا وأمريكا الجنوبية، مشددا على أن أفريقيا تعد البوابة الرئيسية لمنع الطفرات التي تحدث للفيروس.
وثمن في هذا الصدد توجه منظمة الصحة العالمية لمساعدة الدول الأفريقية في نقل التكنولوجيا الطبية لتصنيع اللقاحات محليا بدلا من استجداء الدول الغنية أو المصنعة للقاحات لدعم الدول الفقيرة.
وأشار إلى أن مصر بدأت منذ عام تقريبا الدخول في تصنيع جزئي للقاح سينوفاك الصيني، لافتا إلى أن الخطوة الأخيرة هي نقل تكنولوجيا كاملة تكنولوجيا (mRNA) وهي خطوة مهمة للاكتفاء الذاتي من اللقاح.
ولفت إلى أن نقل تكنولوجيا الأدوية واللقاحات في الظروف العادية يستغرق عامين، ولكن خلال الجائحة قد يستغرق 6 أشهر فقط، منوها إلى بروز دور منظمة الصحة العالمية في تسريع عملية نقل التكنولوجيا،
وحول جدوى اتجاه الدول الأفريقية لتصنيع اللقاح مع توقعات انتهاء الجائحة بنهاية العام الحالي، أكد دكتور إسلام عنان، أن تصنيف "كوفيد – 19" كجائحة قد يتغير خلال هذا العام، من جائحة إلى فيروس عادي، ولكن سيظل "كوفيد 19" كمرض، وسيظل الفيروس نفسه موجود، وبالتالي ستكون هناك حاجة مستمرة إلى وجود لقاحات كل عام، أي أن "الفيروس لن يختفي ولكن تصنيفه فقط هو الذي سيتغير".
بدوره، أكد الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات بجامعة الزقازيق، أن منح مصر ودول أفريقية تكنولوجيا (mRNA) لتصنيع اللقاحات، سيلعب دورا بارزا في توطين تكنولوجيا صناعة اللقاحات والأدوية في أفريقيا، ويمكن المجتمع الدولي من السيطرة على الجائحة.
وقال شاهين، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قرار منظمة الصحة العالمية يعطي مصر والدول الأفريقية المعنية الفرصة للتغلب على معضلة الملكية الفكرية، ويمنحها الحق في استخدام التكنولوجيا اللازمة لتصنيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأضاف أن مصر قطعت شوطا مهما من انتاج لقاح "كوفيد – 19"، من خلال التعاون مع شركة سينوفاك الصينية، مشيرا إلى أن الخطوة الجديدة من شأنها أن تجعل من مصر مركزا إقليميا لإنتاج اللقاحات، خاصة وأنها تمتلك كافة الإمكانيات والقدرات التي تؤهلها لذلك.
وبلغ إجمالي المصابين بفيروس كورونا في مصر حتى أمس (الجمعة)، هو 465423 من ضمنهم 397218 حالة تم شفاؤها، و23632 حالة وفاة.