دمشق 5 فبراير 2022 ( شينخوا) أكد عدد من المحللين السياسيين في سوريا اليوم (السبت) أن العملية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في شمال غرب سوريا ، وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، ما هي إلا تمثيلة او "بروباغاندا" تهدف إلى اقناع العالم بأنها تحارب الإرهاب ، وإبعاد الشبهات عنها بأنها تدعم الإرهاب في المنطقة وتقدم له الحماية ، مشيرين إلى أن هذه العملية لن يكون لها تأثير كبير على أمن سوريا ، ولن تغير في واقع الأمر شيئا .
وقال المحلل السياسي السوري غسان يوسف لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن " العملية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في شمال غرب سوريا ما هي إلا "تمثيليات تهدف إلى إقناع العالم بأن أمريكا تحارب الإرهاب ، وأن الإرهاب الموجود في المنطقة ليس للولايات المتحدة علاقة به "، مؤكدا أن أمريكا هي من أنشأ تنظيم (داعش) ، وهي من تؤمن له الحماية والدعم اللوجستي .
وأضاف المحلل السياسي السوري إن " وضع مكافحة الإرهاب في سوريا ، هو وضع سيء جدا ، وصعب باعتبار أن الدول الكبيرة هي التي تقوم بدعم الإرهاب في سوريا ، وهي التي تسلح الإرهابيين في إدلب أو في المناطق الأخرى " ، مبينا أن الإرهاب تجذر في سوريا وكبر فيها وأخذ دورا أكبر .
وأشار يوسف إلى أن سوريا كدولة ليست معولة كثيرا على أحد في محاربة الإرهاب ، مؤكدا أن بلاده تعاني من دعم الإرهاب ، ومن إدخال السلاح والمقاتلين تحت ذريعة إدخال المساعدات الإنسانية ، وبحجة وجود المعابر الشرعية ، قائلا إن هذه العملية العسكرية الأمريكية" لن تقدم ، ولن تؤخر شيئا للخطة السورية في القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة سواء في شمال شرق سوريا أو في شمال غرب سوريا ، وفي المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة السورية ".
ورأى المحلل السياسي السوري أن ما يسمى تنظيم ( داعش) الإرهابي يستطيع أن يعود اليوم إذا كان هناك قرار أمريكي بعودته إلى سوريا ، مؤكدا أن روسيا وسوريا مصممتان على القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي .
ومن جانبه أكد عماد سالم ، وهو محلل سياسي سوري ، أن هذه العملية لن يكون لها تأثير كبير فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في سوريا والمنطقة ، لأن تنظيم ( داعش) حسب رأيه " لم يعد يشكل خطرا ويقتصر تواجده على خلايا تنتشر في بعض مناطق البادية السورية وتتبع أسلوب العصابات الصغيرة في الاستهداف والهروب" ، لافتا إلى أن هناك العديد من التقارير الاستخباراتية تؤكد أن قوات التحالف الأمريكي هي من تقوم بنقل إرهابيي تنظيم (داعش) بطائراتها ووفق ما تقتضيه مصالحها .
وأضاف سالم لوكالة أنباء (( شينخوا)) أن " إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبحث عن أي إنجاز لها في ضوء التصعيد الذي نشهده في شرق أوروبا وتحديدا في أوكرانيا ، وقيامها بهذه العملية جاء كنوع من نفخ العضلات ".
وتابع يقول إن " هذه العملية لا تتجاوز البروباغاندا الأمريكية بأنها مستمرة في مكافحة الارهاب وملاحقة فلول من إرهابيي (داعش) وذلك بهدف إعطاء المشروعية لتواجدها على الأراضي السورية واستمرارها في سرقة النفط السوري وحرمان الشعب السوري من ثرواته" .
وكرر قائلا إن هذه " العملية لن تشكل تأثيرا كبيرا على أمن سوريا، حيث منطقة شرق الفرات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التابعة لواشنطن ، فيما منطقة شمال غرب سوريا يسيطر عليها تنظيم (جبهة النصرة) الموالي لتركيا ، ومن غير المستبعد أن يكون التنظيم المذكور قد زود القوات الأمريكية بمعلومات عن تحركات زعيم (داعش) الذي قتلته العملية الأمريكية خاصة في ضوء الحديث عن سعي تركيا لرفع صفة الإرهاب عن جبهة النصرة " .
وبدوره اعتبر محمد الخضر ، وهو كاتب وصحفي سوري أن العملية الأمريكية جاءت لحفظ ماء الوجه لقوات التحالف بقيادة أمريكا على الأراضي السورية بعد الصفعة المدوية التي تلقتها قبل أسبوعين عندما تمكن عشرات المسلحين من خلايا تنظيم (داعش) الإرهابي من اقتحام سجن الصناعة في الحسكة ( شمال شرق سوريا ) ، رغم وجود القواعد الأمريكية ومحطات الرصد ومعسكرات الوحدات الكردية في تلك المنطقة.
وقال الصحفي السوري الخضر ، لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن " اللافت بالأمر هو أن الأمريكيين يقولون إن لديهم معلومات منذ شهر بوجود زعيم (داعش) أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في بلدة أطمة على الحدود التركية لكن الرئيس بايدن لم يتخذ القرار إلا في الثالث من فبراير / شباط الحالي .. وهذا يلقي أسئلة كيف تركوه تلك الفترة وهي الفترة التي شهدت أحداث سجن الصناعة وما سجلت من قتلى وزعزعة أمنية وهروب مئات من مسلحي التنظيم من السجن" ، مؤكدا أن سوريا تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تدعم هذا التنظيم وتغض النظر عن تحركاته في البادية السورية ومحيط القاعدة الأمريكية في التنف .
واعتبر الخضر أن مقتل القريشي يشكل "ضربة كبيرة لتنظيم (داعش) لا شك وخرق كبير في تركيبة التنظيم سيحتاج وقتا طويلا لمعالجتها " ، مضيفا أنه " لو وجدت إرادة دولية لمساعدة سوريا لاستكملت عمليات ضرب التنظيم وانهاء تواجده على الأراضي السورية " .