人民网 2021:12:29.16:33:29
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: هل تكسر الجولة الجديدة جمود مفاوضات الملف النووي الإيراني؟

2021:12:29.16:32    حجم الخط    اطبع

عقدت الجولة الثامنة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول استئناف تنفيذ الاتفاقية النووية في 27 ديسمبر بفيينا. ويأتي هذا الاجتماع بعد 10 أيام من اختتام أعمال الجولة السابعة من المفاوضات. ومقارنة بفترة الركود التي دامت خمسة أشهر بين الجولتين السادسة والسابعة، فقد كان استئناف الجولة الجديدة من المحادثات سريعا. وحضر الاجتماع مسؤولون من إيران وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين، وشاركت الولايات المتحدة في الاجتماع بشكل غير مباشر. وقال بعض المراقبين إن لدى جميع الأطراف إحساس بالإلحاح وأن أجواء المحادثات كانت حذرة ومفعمة بالأمل.

وقد تزامنت هذه الجولة من المفاوضات مع عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. ويعتقد الرأي العام أن لدى جميع الأطراف شعور بالإلحاح. لكن بالمقارنة مع إيران وروسيا والصين، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين ليسوا متفائلين كثيرا، فهم يعتقدون أن الوقت ينفد وقد تكون هذه الجولة الأخيرة من المفاوضات. في هذا الصدد، يرى ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، أنه "بالمقارنة مع الأشهر القليلة الماضية، أصبحت خلفية المفاوضات في الوقت الحالي أكثر تعقيدًا، وبات الوقت في صالح إيران أكثر فأكثر.

ومن منظور أمريكي، حددت إدارة بايدن هدفًا جديدًا يتمثل في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. لكن المواقف الأمريكية لا تزال كما كانت في عهد ترامب. ومنذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، أصبح انكماش الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أكثر وضوحًا، وتراجعت وسائل وإمكانيات التأثير على إيران وإجبارها على الخضوع تدريجيا. ومع ذلك، تطمح إدارة بايدن إلى تضمين المزيد من المحتويات الجديد في الاتفاقية، مثل تقييد التوسع الإيراني إقليميا وتقييد قدراتها في تطوير الصواريخ، دون تخفيف العقوبات. حيث أصبحت التناقضات الذاتية التي تبديها الولايات المتحدة أحد أسباب الجمود في مفاوضات فيينا.

ومن وجهة نظر إيران، تبدو مواقف حكومة رئيسي أكثر تحفظًا، ويمكن القول إن معاداة الولايات المتحدة هي خلفيتها السياسية. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، أصبح هناك مساحة أقل للتسوية مع الولايات المتحدة مقارنة بموقف حكومة روحاني. ومن الصعب قبول حدا يقل عن سقف الاتفاقية النووية الإيرانية لعام 2015. وكانت إيران قد علقت تدريجياً تنفيذ بعض بنود الاتفاقية منذ مايو 2019، وحققت تقدمًا كبيرًا في عدد أجهزة الطرد المركزي وكمّيات اليورانيوم المخصب، وهو ما أكسبها المزيد من الأوراق.

أما على مستوى منطقة الشرق الأوسط، فتتطور الأوضاع الإقليمية في اتجاه يعود نسبيا بالفائدة على إيران. ومنذ ربيع هذا العام، ازداد التفاعل بين القوى الإقليمية، وأظهرت العلاقة بين إيران وخصمها التقليدي، المملكة العربية السعودية، بوادر انفراج، واتجهت الأوضاع في منطقة الخليج نحو التهدئة، مما قلل من حدة التوتر. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تتمسك بموقف قوي ضد إيران، بل إنها هددت بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بعد التدريبات العسكرية التي أجرتها إيران.

آفاق غامضة

على الرغم من إحراز بعض التقدم، وعلى الرغم من أن جميع الأطراف أبدت استعدادها للحوار، لكن لا يمكن الإنكار بأن الخلافات بين أطراف التفاوض لاتزال عميقة. حيث أشار المندوبون الأوروبيون في 27 ديسمبر الجاري إلى أن جميع الأطراف يتعيّن عليهم العمل بجد خلال الأيام والأسابيع القادمة ويجب على واشنطن وطهران اتخاذ "قرارات صعبة".

ويرى لي شاو شيان، عميد معهد البحوث الصينية العربية بجامعة نينغشيا، أن التفاؤل من نتائج المفاوضات يكمن في أن استعادة الاتفاقية السابقة يمثل سعيا مشتركا بين إيران والولايات المتحدة. لكن هذا التفاؤل يبقى حذرا، بسبب اختلاف المطالب الأساسية لكلا الجانبين. إذ تطالب إيران الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات؛ بينما تطالب الولايات المتحدة إيران باستئناف التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الإيراني وتقييد أو تجميد أنشطتها النووية. وبسبب غياب الثقة المتبادلة بين الجانبين، يتردد كل طرف عن اتخاذ الخطوة الأولى نحو التسوية. وهذه واحدة من العقبات الرئيسية في الوقت الحالي.

"على الرغم من الأضرار العميقة التي تعرضت لها ايران، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها أيضا في ورطة، وغير قادرة على التوصل إلى اتفاق أو التحرك لحلحة الجمود"، يقول ليو تشونغ مين. ويضيف ليو بأن ادارة بايدن منذ توليها السلطة قد ركزت جهودها في الشرق الأوسط على القضية النووية الإيرانية وسحب قواتها من أفغانستان. لكن بشكل عام، تفتقر إدارة بايدن إلى الترتيبات الاستراتيجية الإقليمية لعصرَي كلينتون وأوباما، ولم تحرز سياستها في الشرق الأوسط تقدمًا يُذكر.

ويرى محللّون أنه من الصعب على الولايات المتحدة أن تحقق التوازن بين التعامل مع إيران وتهدئة حلفائها، وفي ذات الوقت التنافس مع القوى الكبرى. ويعتقد ليو تشونغ مين بأنه سيصعب على الولايات المتحدة حل مشاكل منطقة الخليج من خلال حزمة العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. وتعتقد الصين بأن القضية النووية الإيرانية ليست نفسها قضية الأمن في منطقة الخليج. وتدعو في المقابل إلى اعتماد مسارين مختلفين. فإذا تراجعت الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط، وظهر في المنطقة نظام أمني يعتمد على دول المنطقة، فإن ذلك قد يجلب مزيدًا من الأمل لحل القضية النووية الإيرانية.  

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×