بكين 28 ديسمبر 2021 (شينخوا) تتحمل الولايات المتحدة قدرا كبيرا من المسؤولية عن الانتشار العالمي الأوسع لكوفيد-19، الذي تسبب في أكثر من 278 مليون إصابة ونحو 5.4 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم ولا يزال يعوق التعافي العالمي.
في الأيام الأولى للجائحة، تصرفت الولايات المتحدة ببطء وبطريقة غير مسؤولة، إذ هوّن كبار مسؤوليها الحكوميين مرارًا وتكرارًا من خطر فيروس كورونا لعامة الناس، بل وقارنوه عن قصد بالإنفلونزا الشائعة، ما يعد بالتالي استجابة كارثية لهذه الأزمة الصحية العامة.
وبينما تجاهل البيت الأبيض تحذيرات المجتمع الدولي وخبراء الصحة، فشل أيضا في تطبيق إرشادات وإجراءات الوقاية من الجائحة في الوقت المناسب، وسمح لكوفيد-19 بالانتشار بلا رادع في جميع أنحاء البلاد. هذا هو السبب الرئيسي وراء التحول السريع للولايات المتحدة لتصبح بؤرة للوباء العالمي، ولا تزال مثقلة بأكبر عدد من حالات الإصابة والوفيات في العالم.
كما وقعت إدارة الأزمة في البلاد ضحية الحزبية والاستقطاب السياسي. طوال معظم فترة تفشي الجائحة في الولايات المتحدة، كان الحزبان المتنافسان يلقيان باللائمة على بعضها البعض بدلاً من تسوية خلافاتهما والعمل معًا لاحتواء الجائحة وإنقاذ المزيد من الأرواح. وقام بعض السياسيين والقوى السياسية باختلاق نظريات المؤامرة بشكل خبيث، وتركوا المصالح الذاتية السياسية تطغى على الحقائق والمصلحة العامة.
إلى جانب ذلك، عندما اختارت معظم الدول الحد من تنقل البشر لمكافحة المرض، تبنت الولايات المتحدة سياسة عدم التدخل والتساهل من خلال تخفيف القيود على السفر المحلي والدولي، في خطوة سابقة لأوانها يُعتقد أنها أدت إلى تفشي كوفيد-19 في أجزاء أخرى من العالم.
أبلغت 12 دولة على الأقل أن "المريض الأول" المصاب بمرض كوفيد-19 جاء من الولايات المتحدة. قالت كندا في أبريل 2020 إن الحالات المبكرة في البلاد جاءت بشكل أساسي من الولايات المتحدة.
في أغسطس 2020، تحركت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل متهور لإلغاء تحذير صدر سابقًا للمواطنين من السفر إلى الخارج، على أسس خادعة بأن الجائحة كانت تحت السيطرة، مع تجاهل صارخ لحدوث ربع إجمالي الإصابات العالمية في الولايات المتحدة.
شهدت الولايات المتحدة ذروة انتشار الجائحة في الفترة من نوفمبر 2020 إلى يناير 2021، حيث بلغ متوسط حالات الإصابة المؤكدة اليومية 186 ألفًا، وبلغ عدد الأمريكيين المسافرين للخارج مستوى عاليا عند 87 ألفًا يوميًا، وفقًا للبيانات الرسمية. ويُعتقد أن التداخل بين العدد الكبير للمصابين والمسافرين للخارج، قد ساهم في انتشار كبير لمسببات المرض من الولايات المتحدة إلى الدول الأخرى.
علاوة على ذلك، ساهمت الولايات المتحدة في زيادة حالات الإصابة الوافدة في العديد من البلدان من خلال ترحيل المهاجرين غير الشرعيين أثناء الجائحة، بينما أفادت تقارير بأن قواتها في الخارج انتهكت بروتوكولات الوقاية من الجائحة في العديد من البلدان، ما أدى إلى تسريع انتقال الفيروس. كما رفضت واشنطن، بعدم مبالاة، رفع العقوبات المفروضة على دول معينة في حاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية.
لا يمكن للولايات المتحدة، تحت أي ظرف من الظروف، كما أظهرت الحقائق، التنصل من المسؤولية عن تفشي الجائحة في جميع أنحاء العالم. إن استجابة البلاد الفاشلة لهذه الأزمة الصحية العامة، وما أضافته إلى ويلات الإنسانية في أوقات هذه المصاعب، سيُسجلان بالتأكيد في التاريخ بشكل مخزٍ.