رام الله / غزة 22 ديسمبر 2021 (شينخوا) أعرب الفلسطينيون اليوم (الأربعاء) عن رفضهم وسخطهم الشديدين لتصريحات نائب عربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي يدعو للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، في خطوة هي الأولى من نوعها لنائب عربي في إسرائيل.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان وزع للصحفيين إن تصريحات رئيس القائمة الموحدة منصور عباس "غير مسؤولة وتتساوق مع دعوات المتطرفين في إسرائيل لتهجير الفلسطينيين والمس بمكانة المسجد الأقصى وتاريخ الشعب الفلسطيني عبر العصور".
واعتبر البيان أن تصريحات منصور عباس "لا تمثل إلا نفسه ولا تمثل الشعب الفلسطيني في كل مكان في العالم"، مشيرا إلى أن التصريحات "مخالفة للدين والتاريخ والتراث الفلسطيني الممتد منذ بدايات التاريخ".
وتابع أن منصور عباس بدلا من أن ينحاز لحقوق الشعب الفلسطيني ويدين الاستيطان وعمليات القتل والتهجير التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية أصبح جزءا من تيار يعزز المشروع الاستعماري الصهيوني لتفريغ الأراضي الفلسطينية ونراه اليوم يكرر أكاذيب لا تمت للتاريخ بصلة.
واستغرب البيان صمت منصور عباس، الغريب والمريب عما يقوم به المستوطنون من "تدنيس" لباحات المسجد الأقصى وجهود التصدي لصفقة القرن الأمريكية وإسقاطها، معتبرا أن تصريحاته "ترجمة حرفية بغيضة لقانون القومية" الذي صدر مؤخرا في إسرائيل.
وكان منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، وهو الحزب الإسلامي العربي الوحيد في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي قد قال الليلة الماضية خلال مؤتمر "إسرائيل للأعمال" الذي تنظمه صحيفة ((غلوبس)) الإسرائيلية إن "الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية هكذا ولدت وهكذا ستبقى".
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تصريحات منصور عباس، لا تعبر عن رأي الشعب الفلسطيني أينما كان فيما يتعلق منها "بقانون القومية العنصري ويهودية الدولة".
واعتبر أبو يوسف أن القانون يتناقض تماما مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وينتقص من حقوق الفلسطينيين في إسرائيل ويشكل "تهديدا مباشرا لهم ويكرس سياسة العنصرية في التعامل معهم ومع حقوقهم في وطنهم".
وأضاف أبو يوسف أن تصريحات منصور عباس، تعبر عن المستوى الذي وصل إليه في "التماهي والانخراط في السياسة اليمينية العنصرية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني تحت عباءة الإسلامية التي يحاول التستر تحتها".
من جهتها، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن منصور عباس تجاوز بمواقفه "الخطوط الحمراء"، مؤكدة خطورة هذه المواقف التي تمس جوهريا بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة في بيان إن قانون "يهودية الدولة" يحصر حق تقرير المصير على أرض فلسطين باليهود، بما يعنيه ذلك من نزع الشعب الفلسطيني من تاريخه وحقه التاريخي في وطنه فلسطين.
وفي السياق، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات منصور عباس "انحيازا فاضحا للرواية الصهيونية ومخالفة صريحة لموقف الإجماع الفلسطيني الرافض والمندد بها".
وقالت الحركة في بيان إن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا على أرضه رافضًا التنازل عن شبر منها ومدافعًا عن هويتها العربية والإسلامية.
وهذه المرة الأولى التي يدلي فيها نائب عربي في الكنيست بمثل هذا التصريح، علما بأن الفلسطينيين يرفضون مطلب إسرائيل الاعتراف بها "دولة يهودية".
وفي يوليو 2018، صادق الكنيست على "قانون أساس القومية"، بأغلبية 62 عضوا ومعارضة 55 عضوا.
ونص القانون على أن اللغة العبرية تصبح اللغة الرسمية في إسرائيل بينما ينزع هذه الصفة عن اللغة العربية، كما اعتبر القانون أن "تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية وتعمل الدولة من أجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته".
كما نص القانون كذلك على أن "أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي" وأن "دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير" وعلى أن "القدس الكاملة والموحدة عاصمة إسرائيل".