تقرير إخباري: الفلسطينيون يدعون في يوم التضامن العالمي معهم إلى تحرك دولي جاد لتحقيق السلام

رام الله / غزة 29 نوفمبر 2021 (شينخوا) دعا الفلسطينيون في اليوم العالمي للتضامن معهم الذي يصادف اليوم (الإثنين)، إلى تحرك دولي جاد يفضى إلى تحقيق السلام وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

وأكد الرئيس محمود عباس في كلمة بالمناسبة ألقاها مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور في الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الرعاية الدولية ضرورة لتحقيق السلام.

وقال عباس إن "هناك من يعتقد بأن الوقت لم يحن لإطلاق مبادرات سلام دولية طموحة أو لإحياء عملية السلام بسبب رفض أحد الأطراف ما يغيب أفق التوصل إلى الحل".

ودعا الدول التي تؤمن بحل الدولتين وتعترف بإسرائيل أن تقوم أيضا بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبرا أن هذه "لحظة فارقة إما أن تنتصر فيها الإرادة الدولية ومعها حل الدولتين، أو يترك حل الدولتين رهينة لإرادة المحتل وهذا تخلياً عن هذا الحل".

وشدد عباس على رفض الشعب الفلسطيني القبول "بالقهر والظلم وسيواصل كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري ولن نتخلى عن ثقافة السلام الراسخة فيه ونهجه في المقاومة الشعبية السلمية".

ويصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أعلنته الأمم المتحدة العام 1977 اليوم وكان صادف تاريخ صدور قرار تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر العام 1947.

ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها العام 1977، للاحتفال في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

كما طلبت الجمعية العامة، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حق الشعب الفلسطيني التاريخي والسياسي في القدس وكل بقعة من فلسطين وحقه العيش بدولة فلسطينية ذات سيادة متواصلة الأطراف على حدود 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين.

وطالب اشتية في كلمة له بالمناسبة دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية "بلجم عنف المستوطنين وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها" ضد الفلسطينيين.

وتأتي الذكرى مع مواصلة توقف آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.

من جهته، دعا وزير الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية رياض المالكي كافة الدول للعمل من أجل إنهاء الاحتلال ودعم تصور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذر المالكي بحسب بيان صدر عن مكتبه تلقت ((شينخوا)) نسخة منه من أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر وفلسطين ما زالت تحت الاحتلال، وإسرائيل مستمرة في سياساتها الاستيطانية ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية وشرق القدس وفرض الحصار على قطاع غزة.

وطالب المالكي بالعمل على إطلاق عملية سياسية جدية حسب قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة بالخصوص والشروط المرجعية الأساسية لعملية السلام من أجل وضع حد لأطول مأساة إنسانية في المنطقة.

واعتبر أن الحل هو "إنهاء الاحتلال وليس تحويل القضية إلى إنسانية بحتة تحتاج إلى تدخلات مرحلية، مشيرا إلى أن حل قضايا الترابط الإقليمي بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار المتوسطي لا يمكن تحقيقها دون دعم الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة تعيش بأمن وسلام مع جيرانها.

أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس عباس فاعتبرت في بيان لها أن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة للمجتمع الدولي لتركيز اهتمامه على قضية فلسطين وحقوق شعبها غير القابلة للتصرف.

وجرى تنظيم فعاليات وندوات في الضفة الغربية لإحياء الذكرى فيما فتحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الفلسطينية موجات مفتوحة استمرت عدة ساعات حيث تم استضافة شخصيات عربية.

وفي السياق ذاته، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي "لا يقومان بالدور المنوط بهما ولا يتحملان الحد الأدنى من مسؤولياتها إزاء السياسات الإسرائيلية العدوانية" على الشعب الفلسطيني.

وقال بيان صادر عن الحركة بالمناسبة إن اعتماد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يتطلب العمل الجاد على مساعدة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه حتى نيل كل حقوقه التاريخية التي ناضل من أجلها.

أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت على لسان القيادي فيها أحمد المدلل في بيان إن الوقت قد حان "لإنهاء مأساة الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي إلى "التوقف عن سياسة الكيل بمكيالين".

وطالب المدلل المجتمع الدولي والدول التي تؤمن بالسلام والحرية بدعم الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه، مؤكدا على عدم وجود أحد يمنع حق الشعب الفلسطيني من مواصلة مقاومته حتى إقامة دولته المستقلة.

وفي الإطار ذاته، قال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار على غزة إن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يجب أن يشهد بداية لحراك دولي ينصف الفلسطينيين ويمارس ضغطا حقيقيا على إسرائيل بإنهاء احتلالها وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ودعا الخضري في بيان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للعمل من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المرتبطة بالحرية، وأن "لا يكتفي بكتابة الشعارات والبيانات التضامنية فقط".

كما نظم في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة معرضا تراثيا بالمناسبة تخلله عرض مشغولات يدوية فلسطينية وضم زوايا متعددة منها الحكواتي وأغاني تراثية ولوحات فنية تحاكي واقع القضية الفلسطينية.