بخور يونغتشون .. قصة اندماج ثقافة البخور الصينية والعربية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:11:26.15:48

26 نوفمبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت يونغتشون، تشوانتشو بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين أياماً مشمسة خلال الفترة الأخيرة، تزامنا مع دخول جنوب فوجيان وجنوب شرق آسيا موسم ذروة مبيعات البخور المقرر في نهاية العام، حيث ينشغل عمال مصانع البخور في المنطقة بتجفيف البخور. وتشتهر أعواد بخور يونغتشون محلياً ودولياً، حيث يأتي واحد من كل ثلاثة أعواد بخور في العالم من يونغتشون، وفقًا للإحصاءات.

تعرف محافظة يونغتشون، وشيامن (في فوجيان)، وشينهوي (في قوانغدونغ) وقوتشنغ (في خبي) باسم "قواعد إنتاج البخور الأربعة الرئيسية في الصين". وتتميز يونغتشون بتاريخ طويل في صناعة البخور، يصل إلى أكثر من 300 عام، وقد تم إدراجه في الدفعة الخامسة من قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطني في عام 2021.

عرف البخور منذ قديم الزمن، حيث كان ولا يزال أحد لمسات الأناقة. ووفقًا للسجلات التاريخية في الصين القديمة، يعد البخور "أفضل عشرة أناقة" عند المثقفين. وخلال سلالتي سونغ ويوان، قطعت منتجات البخور العربية آلاف الأميال على طول "طريق الحرير البحري" والتقت بثقافة البخور الصينية التقليدية في يونغتشون، فوجيان. وفي أوائل عهد أسرة تشينغ، أدى الاندماج بين ثقافتين في مجال البخور إلى ظهور بخور فريد من نوعه، والذي تم تناقله حتى يومنا هذا.

صورة: يعالج بو ليانغ قونغ، وريث مهارات صناعة بخور يونغتشون المواد الخام

بو ليانغ قونغ، وريث مهارات صناعة البخور في يونغتشون، استقر أسلافه تجار منتجات البخور عرب في تشيوانتشو (مدينة الزيتون) لسنوات عديدة في نهاية عهد أسرة مينغ وبداية عهد أسرة تشينغ. وفي عام 1646، انتقلت عائلة بو إلى يونغتشون، وعملوا على دمج تكنولوجيا صناعة البخور العربية في ثقافة البخور التقليدية الصينية، وقاموا بتحسينها لإنتاج بخور يونغتشون. ويعتبر بو ليانغ قونغ الجيل العاشر الذي نقلت له التقنية.

وكنتيجة لتقاطع الحضارات الصينية والأجنبية، تولي عائلة بو اهتماما كبيرا بـ"فنون" صناعة البخور، وتم فرض أكثر من عشرة إجراءات المعالجة في صناعة بخور يونغتشون.

اليوم، لا يزال بو ليانغ قونغ متمسك بمهارات صناعة البخور المتوارثة عن الأجداد منذ مئات السنين. حيث بدأ معرفة البخور في سن الخامسة، وتعلم صناعة البخور في سن التاسعة ... يتبع كل جيل هذه الخطوات بشكل أساسي للسير على طريق الميراث.

استخدم أسلاف بو المواد الطبيعية والأعشاب الصينية لصناعة البخور، ويمكن تصنيفها إلى أكثر من مائة نوع حسب العطر، منه "بخور بعطر زهرة الأوركيد"، والذي يستخدم 36 نوعًا من المواد الخامة.

ووفقا لبو ليانغ قونغ، من المستحيل ابتكار بخور عالي الجودة في وقت قصير، ففي بعض الأحيان يستغرق الأمر جيلين أو ثلاثة أجيال من التعديلات المتكررة لصنع بخور كلاسيكي.

قال بو ليانغ قونغ: "بغض النظر عن المبلغ الذي تجنيه، يجب أن ننقل مهارات أسلافنا، وهذه هي المهمة المشتركة لأسلافنا من جيل إلى جيل".

وفقًا لتشو ليانغ كوانغ، المسؤول عن المكتب الثقافي لمحافظة يونغتشون، يوجد الآن 20 وراثًا غير وراثي في صناعة بخور يونغتشون على مستوى المقاطعة والبلدية والمحافظة. وفي السنوات الأخيرة، مع التركيز على الميراث، عززت بخور يونغتشون باستمرار ابتكار المنتجات، وعززت تنويع صناعة العطور، وساعدت على تطور الصناعة بقوة.

يذكر أن محافظة يونغتشون قامت ببناء 1200 فدان من حديقة صناعية للبخور، وهناك ما يقرب من 300 شركة لصناعة البخور، وتتجاوز قيمة الإنتاج السنوي لمؤسسات البخور الرئيسية 100 مليون يوان، ويعمل في هذه الصناعة 30000 عامل، وهناك أكثر من 300 نوع من المنتجات التي يتم تصديرها إلى أوروبا وأمريكا وجنوب شرق آسيا ودول ومناطق أخرى. وفي عام 2020، وصلت قيمة إنتاج صناعة البخور بالمحافظة إلى 10.2 مليار يوان.

ستستمر يونغتشون خلال فترة "الخطة الخمسية الرابعة عشر"، في إصدار سياسات تفضيلية لتطوير قطاع صناعة البخور، جنبًا إلى جنب مع قطاع العطر، وتوسيع سوق البخور، لتشكيل مجموعة تكميلية لصناعة البخور. وبحلول عام 2025، ستتجاوز قيمة إنتاج مجموعة صناعة البخور 15 مليار يوان.

ملف خاص: صنع في الصين، قصة نجاح لبلدات صغيرة