مقالة : الولايات المتحدة تبتز البيانات من الشركات ذات الصلة بالرقائق وسط بواعث قلق

بكين 10 نوفمبر 2021 (شينخوا) استجابت العديد من الشركات ذات الصلة بالرقائق لطلب سابق من الولايات المتحدة يتعلق بإمدادها بمعلومات سرية عن سلسلة التوريد باسم الحصول على فهم أفضل لنقص الرقائق العالمية مع انتهاء الموعد النهائي يوم الاثنين.

في 23 سبتمبر، طلبت وزارة التجارة الأمريكية من الشركات العالمية المصنعة لأشباه الموصلات والمصنعة للسيارات ملء استبيان "طواعية" حول سلسلة التوريد وذلك فيما يتعلق بمخزون الرقائق والمبيعات والطلبات ومعلومات العملاء وغير ذلك، وحددت يوم 8 نوفمبر موعدا نهائيا.

الطلب، على الرغم من إعلانه على أنه "طوعي"، بدا أنه أمر أكثر منه خيارا، لأن كل من ينقلب ضده قد يكون أمام رد فعل عنيف، حسبما قالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو في مقابلة مع وكالة ((رويترز)) للأنباء في سبتمبر، مضيفة "لدينا أدوات أخرى في صندوق أدواتنا يمكن أن تلزمهم بإعطائنا البيانات. أتمنى ألا نصل إلى هذا الحد. ولكن إذا كان اضطررنا، فسوف نفعل ذلك".

ومن بين الشركات التي استجابت للطلب شركتا "سامسونج للإلكترونيات" و"إس كيه هاينكس" الكوريتان الجنوبيتان وهما أكبر شركتين لصناعة رقائق الذاكرة في العالم. وقد كشفت الشركتان الرائدتان في هذه الصناعة عن بيانات أشباه الموصلات الخاصة بهما قبل الموعد النهائي، بيد أنهما قللتا من الكشف عن معلومات حساسة مثل بيانات العملاء والمخزون، حسبما أفادت وسائل الاعلام المحلية.

وقد أثار طلب المعلومات الأمريكي، الذي وصفته وزارة التجارة الأمريكية بأنه محاولة لتحديد "فجوات البيانات والاختناقات في سلسلة التوريد، وإشارات الطلب غير المتسقة المحتملة"، المخاوف داخل مجال الصناعة بشأن الأسرار التجارية وكذا حالة من عدم الرضا.

وذكرت وزارة التجارة في كوريا الجنوبية في بيان يوم 6 أكتوبر أن "نطاق البيانات المطلوبة واسع وهناك عدد من الأسرار التشغيلية مدرجة فيه، وهو ما يمثل مصدر قلق كبير في كوريا الجنوبية".

وفي 13 أكتوبر، قال سفير كوريا الجنوبية لدى الولايات المتحدة لي سو هيوك إن الشركات الكورية الجنوبية لن تقدم بسهولة معلومات سرية للغاية، مضيفا أن هذه الخطوة ستضع ضغوط على الشركات العاملة في صناعة الرقائق، وأن سامسونج ستحجم عن الامتثال لطلب الولايات المتحدة.

كما نقل وزير التجارة الكوري الجنوبي يو هان- كو قلق المجموعة خلال محادثاته مع الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي على هامش اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقد صرحت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم ومورد رئيسي لشركة آبل، مرارا بأنها لن تسرّب أي معلومات حساسة عن الشركة.

بعد تقديم البيانات إلى واشنطن، ذكرت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات يوم الاثنين أنه لم يتم الكشف عن أي معلومات مفصلة متعلقة بالعملاء.

وأفادت التقارير بأن سامسونج حذفت معلومات حساسة بما في ذلك معلومات العملاء والمخزونات، واصفة إياها بأنها "سرية" وغير مفتوحة للجمهور.

وحتى يوم الاثنين، قدم 23 كيانا، بما في ذلك شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، وشركة ميكرون للتكنولوجيا، وشركة ويسترن ديجيتال، وشركة يونايتد للإلكترونيات الدقيقة، وشركة شينكو للصناعات الكهربائية، معلومات تتعلق بسلسلة التوريد، وفقا لقائمة من الردود المقدمة إلى موقع Regulations.gov الإلكتروني الخاص بالحكومة الأمريكية.

"منذ وقت ليس ببعيد، كانت أمريكا تقود العالم في صناعة رقائق أشباه الموصلات المتطورة. واليوم ننتج صفر في المائة من تلك الرقائق في أمريكا -- صفر في المائة. هذا خطر على الأمن القومي وخطر على الأمن الاقتصادي"، هكذا نقلت صحيفة ((ذا هيل)) عن رايموندو.

جدير بالذكر أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق في 8 يونيو 2021 على تخصيص 52 مليار دولار أمريكي ضمن قانون "الرقائق من أجل أمريكا"، بهدف دعم صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل.