بكين 4 نوفمبر 2021 (شينخوا) في غمار ضعف التوافق العالمي بشأن الانفتاح، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) بفتح السوق الصينية على نطاق أوسع مع وفاء البلاد بالكامل بالتزاماتها تجاه منظمة التجارة العالمية.
وفي إشارته إلى أن العولمة تواجه رياحا معاكسة، أعرب شي عن قلقه إزاء تراجع مؤشر الانفتاح العالمي في العقد الماضي، وذلك في أثناء إلقاء كلمة خلال حفل افتتاح معرض الصين الدولي الرابع للاستيراد.
وقال شي "يجب أن نبقى على قمة الاتجاه السائد للعولمة الاقتصادية، وندعم الدول في جميع أنحاء العالم في الانفتاح على نطاق أوسع في حين رفض الأحادية والحمائية. هذا مهم بشكل كبير إذا أردنا منح البشرية مستقبلا أفضل".
تعهدات جديدة
وقال شي للمسؤولين وقادة الأعمال ورواد الأعمال المشاركين في معرض هذا العام "الانفتاح هو السمة المميزة للصين المعاصرة".
وفي إطار جهود البلاد لحماية التعددية الحقيقية، قال شي إن الصين ستتمسك بالنظام التجاري متعدد الأطراف باعتباره القناة الرئيسية لوضع القواعد الدولية، وستحمي استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
وقال إن الصين ستتبنى أيضا موقفا نشطا ومنفتحا في المفاوضات بشأن قضايا مثل الاقتصاد الرقمي والتجارة والبيئة والدعم الصناعي والشركات المملوكة للدولة.
وأشار شي إلى أن الصين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة وأكثر من 400 مليون من أصحاب الدخل المتوسط، ستتبادل فرص السوق مع بقية العالم من خلال تدابير مثل فتح المزيد من المناطق النموذجية للترويج الإبداعي لتجارة الواردات وتعزيز التجارة الإلكترونية لطريق الحرير.
كما قال إن الصين ستعمل على تقليل القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي على نحو أكبر، وتوسيع فتح خدمات الاتصالات والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات بطريقة منظمة، وذلك بهدف تعزيز الانفتاح عالي المستوى على نحو فعال.
وأضاف أن "الصين ستدعم بقوة المصالح المشتركة للعالم"، متعهدا بالانضمام بفعالية إلى الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ وحماية أمن الغذاء والطاقة، وتقديم المزيد من المساعدة للدول النامية في إطار التعاون الجنوبي-الجنوبي.
عزم راسخ
وقال شي إن عام 2021 يوافق الذكرى العشرين لانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وعلى مدى العقدين الماضيين، أدت جهود البلاد المستمرة في توسيع الانفتاح إلى نقل تنميتها إلى مرحلة جديدة وضخ زخم جديد في الاقتصاد العالمي.
وقال شي "أوفت الصين بالكامل بالتزاماتها الناشئة عن الانضمام".
وقد تم تخفيض المعدل الإجمالي للرسوم الجمركية للصين من 15.3 بالمئة إلى 7.4 بالمئة، أقل من التزام نسبة 9.8 بالمئة عند الانضمام، مما يوفر عوائد لشركائها التجاريين في جميع أنحاء العالم.
وخلال العقدين الماضيين، ارتفع التصنيف العالمي للصين بشأن تجارة البضائع من السادس إلى الأول، بينما قفز تصنيفها بشأن تجارة الخدمات من الـ11 إلى الثاني.
وقال شي إن التنمية والتقدم اللذين تشهدهما البلاد منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية جاءا نتيجة الكثير من العمل الجاد والمثابرة الكبيرة للشعب الصيني في ظل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والخطوات الاستباقية للبلاد لتعزيز التعاون الدولي والعمل من أجل تحقيق نتائج مربحة للأطراف كافة.
وأضاف "بالنسبة للصين، لن نحيد عن عزمنا على الانفتاح على نطاق أوسع وبمعايير عالية، ولن نحيد عن عزمنا على تقاسم فرص التنمية مع بقية العالم، ولن نحيد عن التزامنا بعولمة اقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ونفعا للجميع".
وباعتباره أول معرض عالمي للاستيراد على المستوى الوطني، يقدم معرض الصين الدولي للاستيراد منصة لرواد الأعمال والتجار في جميع أنحاء العالم. ويجذب معرض هذا العام ما يقرب من 3000 شركة من 127 دولة ومنطقة، أعلى من نسخته السابقة.
وقال توني ويي، المدير الإداري لشركة (سواروفسكي كريستال بيزنيس، الصين الكبرى)، "بصفتنا شركة أوروبية تعمل في الصين لأكثر من 30 عاما، فقد شهدنا جهود الصين الدؤوبة الرامية إلى تعميق الانفتاح وتحسين بيئة الأعمال منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية. نثق تماما في تنمية الصين ومستقبلها".