الفقر مرض مزمن يصيب المجتمع البشري، وتحد مشترك يواجه العالم بأسره. رسمت الصين صورة تاريخية رائعة في تاريخ الحد من الفقر في العالم. وفقًا لمعايير الفقر بالنسبة للبنك الدولي، والبالغة 1.9 دولارًا أمريكيًا للفرد في اليوم، تم انتشال أكثر من 800 مليون شخص من الفقر في الصين على مدار الأربعين عامًا الماضية منذ بداية تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، وهو ما يشكل أكثر من 70٪ من عدد الفقراء الذين تم انتشالهم من براثن الفقر في العالم خلال نفس الفترة. قال روبرت زوليك، الرئيس السابق للبنك الدولي: "ليس هناك شك في أن هذه هي أكبر قفزة في تاريخ القضاء على الفقر. إن جهود الصين وحدها عززت بشكل كبير تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالحد من الفقر حول العالم. "
لطالما كان التخلص من حدة الفقر مشكلة بارزة ابتليت بها التنمية والحكم في العالم. يعتبر كل من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، القضاء على الفقر وتحقيق التنمية من حقوق الإنسان الأساسية. واجندة 2030 للتنمية المستدامة، التى صدقت عليها واطلقتها قمة الامم المتحدة العام الماضي، تضم 17 هدفا للتنمية المستدامة و169 هدفا آخر، وهي عبارة عن خطة لاستئصال الفقر من العالم خلال ال15 عاما المقبلة. وفقًا لتقديرات البنك الدولي، لا يزال هناك أكثر من 700 مليون شخص في فقر مدقع في العالم، وقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى ظهور تحديات بالنسبة لقضية الحد من الفقر في العالم. من أجل تحقيق الهدف الإنساني المشترك المتمثل في القضاء على الفقر، يحتاج العالم بشكل خاص إلى الإرادة الصادقة والحازمة والتوجيه الصحيح والعمل الملموس.
تنفذ الصين بشكل نشط التعاون الدولي في مجال الحد من الفقر، وتفي بمسؤولياتها الدولية للحد من الفقر، وتقدم المساعدة للبلدان النامية في حدود قدراتها. فهي لا تتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لمساعدة البلدان النامية على الحد من حدة الفقر فحسب، بل إنها تعزز أيضًا مشاريع التعاون في إطار "مبادرة التعاون للحد من الفقر في شرق آسيا" والبرنامج الصيني الأفريقي للحد من الفقر والتعاون الشعبي. على نهر الميكونغ، ساعد خبراء التخفيف من حدة الفقر الصينيين القرى في توديع شرب مياه الأمطار ومياه الأنهار، والتمكن من شرب المياه النظيفة، وتوديع الطرق الترابية المليئة بالأوحال، والسير على طرق خرسانية واسعة، وتوديع الأكواخ المسقوفة بالقش والعيش في منازل جديدة جميلة؛ في قارة أفريقيا، في مدغشقر ونيجيريا وموزمبيق وغيرها من البلدان، يساعد الأرز الهجين الصيني المزارعين المحليين على تحقيق أحلامهم في زيادة إنتاج الغذاء وزيادة دخلهم؛ نشر خبراء أعشاب جيونتساو الصينية بذور الثروة إلى أكثر من 100 دولة ومنطقة لأكثر من 20 عامًا، وساعدوا في حل مشاكل بقاء الإنسان وتنميته من خلال قوة العلم والتكنولوجيا ... أشاد رئيس التشاد، ديبي، بالتجربة الصينية التي أظهرت للعالم أن الدول الفقيرة يمكن أن تغير مصيرها وتصبح مزدهرة.
تواصل الصين تعميق البناء المشترك لـمبادرة "الحزام والطريق" وخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وفقًا لتقرير البنك الدولي، من المتوقع أن تساعد "مبادرة الحزام والطريق" 7.6 مليون شخص على الخروج من الفقر المدقع و 32 مليون شخص من الفقر المعتدل. كما واصلت الصين أيضا مساعدة البلدان النامية على تحسين بناء قدراتها من خلال القنوات المتعددة الأطراف والثنائية، والمساهمة في التعاون الدولي في الحد من الفقر. قال جيمس لينش، مدير إدارة شرق آسيا في بنك التنمية الآسيوي، إن الصين حققت إنجازات مذهلة في تحقيق هدف القضاء على الفقر المدقع. وهو ما يمثل أهمية تنويرية واسعة لبقية العالم.
قدمت الصين مساعدات خارجية لأكثر من 70 عاما، منها مساعدات إلى 166 دولة ومنظمة دولية، كما أرسلت أكثر من 600 ألف عامل إغاثة. قدمت الصين بنشاط المساعدة الطبية إلى 69 دولة، وقدمت المساعدة كذلك إلى أكثر من 120 دولة نامية في تنفيذ أهداف الأمم المتحدة الإنمائية لهذه الألفية. إضافة إلى ذلك دعت الصين أيضا إلى إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وساعدت في تنمية البلدان ذات الصلة، واقترحت "خطط التعاون الرئيسية العشر" و "الإجراءات الثمانية" وقامت بتنفيذها بفعالية بين الصين وأفريقيا، وتعاونت مع البلدان والمنظمات الإقليمية ذات الصلة لإجراء تدريبات دولية للحد من الفقر...... الصين تدعم وتساعد بإخلاص البلدان النامية على التنمية، ولا سيما البلدان الأقل نموا، للقضاء على الفقر، وستواصل تعزيز عمليات الحد من الفقر على الصعيد العالمي والإسهام في تعزيز التعاون الدولي في الحد من الفقر وتخفيف وطأته.