هونغ كونغ 17 سبتمبر 2021 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الجمعة) إن جولته الأخيرة التي شملت أربع دول؛ فيتنام وكمبوديا وسنغافورة وكوريا الجنوبية، رفعت مستوى التعاون متبادل المنفعة بين جميع الأطراف ونجحت في التوصل إلى توافق واسع النطاق بشأن التعاون في مكافحة الجائحة، والتعافي الاقتصادي، ودعم التعددية.
وقال وانغ إن فيتنام وكمبوديا وسنغافورة وكوريا الجنوبية دول جوار ودية وتتمتع بشراكة مهمة مع الصين بتعاون براجماتي عميق ومصالح مشتركة واسعة النطاق ومواقف مماثلة أو متشابهة بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح أنه خلال زيارته، اتفقت الصين والدول الأربع سالفة الذكر على احترام مسارات التنمية لكل منها، وفهم ودعم بعضها البعض في القضايا ذات الاهتمام الجوهري.
وأضاف أن الصين أكدت مجددا موقفها الثابت المتمثل في التمسك بسياسة ودية مع الدول الأربع، بينما أعادت الدول الأربع تأكيد موقفها بشأن وضع علاقاتها الثنائية مع الصين على رأس أولوياتها، مضيفا أن الجانب الفيتنامي شدد على أنه لا يمكن لأحد زعزعة وتغيير الوحدة والتعاون بين فيتنام والصين، وأن كمبوديا قالت إنها ستسرع من بناء مجتمع مصير مشترك كمبودي-صيني، وأن سنغافورة أعربت عن استعدادها لخلق عصر جديد من العلاقات الثنائية مع الصين، وأن كوريا الجنوبية تعتزم دفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية مع الصين إلى مستوى أعمق.
وقال إن الصين والدول الأربع اتفقت على أن الأمر الأكثر إلحاحا هو توحيد الجهود لمكافحة جائحة (كوفيد-19) لاحتواء المرض والقضاء عليه عاجلا، وذلك بهدف تعزيز التعافي الاقتصادي بشكل مطرد.
وأوضح "الدول الأربع ليست فقط امتدادا لـ'التداول المحلي' للصين، بل هي أيضا خط المواجهة لـ'التداول الدولي' للصين"، مضيفا أنه خلال المحادثات، اتفقت جميع الأطراف على بناء نمط متبادل المنفعة ومربح للجميع والبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" بجودة عالية.
وقد اتفقت الصين والدول الأربع على التمسك بالتعددية وحماية النظام الدولي، القائم على القانون الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة، حيث أعربت جميع الأطراف عن استعدادها للتركيز على التنمية الإقليمية من أجل تحقيق التنمية المشتركة ومقاومة الأحادية وسياسات القوة.
وفيما يتعلق بتعاون الصين مع فيتنام وكمبوديا وسنغافورة وكوريا الجنوبية في مكافحة الجائحة، قال وانغ إن الدول الخمس تنتمي إلى مجتمع صحة عالمي للجميع، وإن الصين حافظت على اتصالات استراتيجية مع الدول الأربع، مما حدد اتجاه الكفاح المشترك ضد المرض.
وقال إن الدول ساعدت بعضها البعض في مكافحة الفيروس وإن التعاون فيما بينها حقق نتائج مثمرة.
وأضاف أن الصين وعدت بمواصلة إمدادها باللقاحات المضادة للفيروس في حدود قدراتها، مع إعطاء الأولوية لدول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وفيما يتعلق بالعلاقات المستقبلية بين الصين وآسيان، قال وانغ إن هذا العام يوافق الذكرى الثلاثين لعلاقات الحوار بين الجانبين، وإن تعاونهما الثنائي قد شكل نمطا للتعاون الإقليمي، وبات ركيزة مهمة للسلام والاستقرار في المنطقة، وحقق فوائد ملموسة لملياري شخص في 11 دولة.
وقال وانغ إن زيارته تهدف في المقام الأول إلى الارتقاء بالعلاقات بين الصين وآسيان إلى مرحلة جديدة.
وأوضح "اتفقنا على أن الذكرى الثلاثين لعلاقات الحوار بين الصين وآسيان يجب أن تتحول إلى فرصة للارتقاء بعلاقاتهما الشاملة وبناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وآسيان".
وأوضح أيضا أنه يجب على الجانبين العمل معا لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون في مكافحة الجائحة والسعي إلى التعافي في فترة ما بعد الجائحة، والاتحاد للمساعدة في تحويل شرق آسيا إلى منطقة نموذجية للتنمية المشتركة.
وقال وانغ إن الصين وآسيان اتفقتا على التعاون في أربعة مجالات. أولا، سيعقد الجانبان فعاليات احتفالية بمناسبة الذكرى الثلاثين لإقامة علاقات الحوار بين الصين وآسيان.
ثانيا، سيعزز الجانبان بشكل مشترك التكامل الاقتصادي الإقليمي. وستعمل الصين وآسيان معا للدفع من أجل دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ في أوائل العام المقبل وتعزيز الارتباطية.
ثالثا، اتفق الجانبان على حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي بشكل مشترك. وستنسق الصين عن كثب مع دول آسيان لتسريع مشاوراتها بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، والتوصل إلى اتفاق في وقت مبكر، يكون فعالا وله أهمية عملية، ويتماشى أيضا مع القانون الدولي.
رابعا، سيعمل الجانبان بشكل مشترك على حماية النزاهة والعدالة الدوليتين. يتعين على الجانبين إفساح المجال كاملا لروح "في القارب نفسه"، وتجاهل العقلية الصفرية، والتمسك بالنظام الدولي القائم على القانون الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، وتدعيم تعددية التعاون المربح للجانبين، من أجل بدء عصر جديد من التنمية المشتركة.
وفيما يتعلق بقضية شبه الجزيرة الكورية، أشار وانغ إلى أنه تم التوصل إلى توافق جديد بين الصين وكوريا الجنوبية مع مرور الوضع في شبه الجزيرة بمفترق طرق آخر.
وقال إن الجانبين اتفقا على ضرورة بذل مزيد من الجهود للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة، ومواصلة حل المشكلات من خلال الحوار، ومواصلة تحسين العلاقات بين الجنوب والشمال في شبه الجزيرة.
ورفض وانغ تأويل تنمية الصين لعلاقاتها مع الدول المجاورة لها على أنه تنافس مع الدول الكبرى الأخرى، قائلا إن هذا فكر الحرب الباردة البائد.
وأشار إلى تزايد الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين الصين والدول المجاورة لها، وإلى أنهما يشكلان مجتمع مصير مشترك.
وقال إن الصين اتبعت دائما مبادئ الوئام والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول في تطوير العلاقات مع الدول المجاورة على أساس المساواة، مشيرا إلى أن الصين لم تسع أبدا إلى الهيمنة أو التوسع أو بسط النفوذ.
وأوضح أن الصين لا تنوي وضع نفسها في منافسة أو مواجهة في آسيا مع أي دولة كبرى، مضيفا أن الدول الإقليمية أوضحت أيضا عدم الانحياز لأي طرف.
وقال إن الولايات المتحدة، بصفتها أكبر دولة متقدمة في العالم، والصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، شريكتان مهمتان في التعاون لدول المنطقة.
وأشار إلى أنه يتعين على البلدين الاحتفاظ بالصورة الكبيرة في ذهنهما، وتحمل مسؤولياتهما بصفتهما دولتين كبيرتين، وإعادة العلاقات بينهما إلى المسار الصحيح للتنمية المستقرة، وتطوير التنسيق والتعاون في المنطقة على نحو بناء من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع مع دول المنطقة.