مقابلة: خبير: تزايد المطالبات بإجراء تحقيق حول مختبر فورت ديتريك الأمريكي يدعم الشكوك بشأن صلته بكوفيد-19

بكين 16 سبتمبر 2021 (شينخوا) فيما يتعلق بتتبع أصول فيروس كورونا الجديد، أشار خبير مصري إلى تزايد الالتماسات المطالبة بإجراء تحقيقات في أنشطة مختبر فورت ديتريك الأمريكي للأبحاث البيولوجية، الذي تم إغلاقه في 2019 إثر انتشار أمراض تنفسية ذات أعراض مشابهة لما يسببه كوفيد-19.

ووصف الخبير المصري أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي بأكاديمية ناصر العسكرية والمتخصص في السياسات الدولية، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال ندوة نظمتها السفارة الصينية بمصر مؤخرا، هذا المختبر الأمريكي بأنه "مجمع ضخم للاختبارات البكترولوجية ولتخليق أيضا الأسلحة الجرثومية، التي لا تقل في ضررها الفتاك بالبشرية عن الأسلحة النووية"، مبينا أنه يعتبر واحدا من حوالي 200 مختبر قامت الإدارة الأمريكية بإنشائها لهذه الأغراض.

ويشتهر مختبر فورت ديتريك بسمعة سيئة لممارساته غير القانونية وغير الشفافة وغير الآمنة. ولطالما أثار المجتمع الدولي شواغل جدية بشأن أنشطته وسط إثارة العديد من النقاط المشكوك فيها بشأن صلته بكوفيد-19، حيث تم تسجيل "تفشيات مشبوهة لأمراض رئوية ذات أعراض مشابهة لكوفيد-19" خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2019 في مجتمعات محلية قريبة منه.

وتتعالى في الآونة الأخيرة الأصوات العالمية من المجتمع الدولي المطالبة بالاستجابة للشكوك المعقولة حول مختبر فورت ديتريك البيولوجي، الذي ولأسباب مجهولة جرى إغلاقه قبل ستة أشهر من أن يصبح كوفيد-19 معروفا للعالم. وحث العديد من الخبراء والعلماء والأكاديميين في العالم الولايات المتحدة على السماح لمنظمة الصحة العالمية بإيفاد فريق خبراء مثل بعثة ووهان لتقصي الحقائق إلى فورت ديتريك.

وذكر سلامة أن الملايين من الناس في الصين والدول الأخرى قاموا مؤخرا برفع التماسات رسمية إلى منظمة الصحة العالمية للمطالبة بالتحقق من المختبر الأمريكي وفحص أنشطته بعد أنباء ومعلومات أتت من مصادر وخبراء أمريكيين متخصصين في مجال الحرب البيولوجية أكدت انتشار أمراض تنفسية نتيجة أنشطة غير معروفة في ذلك، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2019 إلى إغلاق بعض هذه المختبرات في ولايات ميريلاند وفرجينيا وويسكونس.

وأكد أن هذه المطالبات والالتماسات المقدمة إلى منظمة الصحة العالمية بإجراء مثل هذه الفحوصات مردها أن هناك ادعاءات لها أسس في الواقع بأن كوفيد-19 منذ ما قبل عام 2019 كان مبعثه هذا المجمع.

وأعرب الخبير المصري عن رفضه للضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق المرحلة الثانية حول تتبع أصول فيروس كورونا الجديد الذي يستهدف الصين.

وأضاف أن الصين استقبلت بعثة خبراء منظمة الصحة العالمية بكل ترحاب خلال زيارتها للصين ولم توصد أي باب أمام فحوصاتهم حيث عملوا بكل أريحية وسط توفير كافة التسهيلات من قبل السلطات الصينية، سواء من قبل السلطات الإدارية أو الهيئات الطبية والصحية أو المراكز البحثية في ووهان وغيرها العاملة في مجال مكافحة الأوبئة والفيروسات.

وأكد سلامة أن التقرير المشترك لخبراء المنظمة الذي صدر بعد جهد حثيث دام لأسابيع توصل إلى عدم وجود أدلة يقينية جازمة تفيد بأن الفيروس المسبب لكوفيد-19 نشأ أو خرج من المعامل التجريبية والمختبرات في ووهان.

وجاء في التقرير المشترك الذي نُشر في نهاية شهر مارس الماضي أن الفيروس المسبب لكوفيد-19 قد قفز على الأرجح من حيوان بري إلى البشر، "ومن غير المحتمل أبدا" أن الفيروس شديد العدوى قد تسرب من مختبر.

وفي وقت تشدد فيه الصين على أن تتبع أصول كوفيد-19 قضية علمية يجب بحثها من خلال التعاون بين العلماء في العالم، تعمد الولايات المتحدة إلى تجاهل العلم والحقائق وتصر على التلاعب السياسي وتتبع الأصول عن طريق أجهزة المخابرات دون تقديم أي دليل حقيقي والاكتفاء بخلق شائعات وأقاويل لا سند حقيقي لها لاتهام الصين وتشويه صورتها.

وتحدث سلامة عن أسلوب الضغط الذي تتبعه الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية، في إشارة إلى خطوة ترامب لتجميد مساهمات بلاده المالية كعقاب للمنظمة، وذلك مقابل تنفيذ مطالبها المتمثلة في إجراء مرحلة ثانية من التحقيق، معتبرا أنها ليست المرة الأولى عبر التاريخ التي تلجأ فيها أمريكا لاتباع مثل الأسلوب دون العبء بالأدوار الخلاقة والجليلة التي تقدمها مثل هذه المنظمات للإنسانية.

ويأتي هذا الضغط رغم أن محاولة تسييس الولايات المتحدة بشأن تتبع أصول الفيروس لاقت رفضا من المجتمع الدولي بشكل عام، حيث خاطبت أكثر من 80 دولة حتى الآن منظمة الصحة العالمية للتعبير عن تأييدها لنتائج التقرير المشترك والمطالبة بصيانته، ومعارضة فكرة الخطة الثانية للتحقيق لتركيزها على تسييس البحث فقط وتجاهلها عمدا بيانات دراسات منشورة من دول مختلفة تشير لانتشار الفيروس فيها بوقت مبكر.