الدوحة 13 سبتمبر 2021 (شينخوا) دعت قطر وفرنسا اليوم (الإثنين) حركة طالبان الأفغانية إلى الحفاظ على مكتسبات الشعب الأفغاني باحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة والانخراط مع المجتمع الدولي والاستجابة لمطالبه.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي يزور الدوحة حاليا.
وقال وزير الخارجية القطري "نحث طالبان على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الشعب الأفغاني وأهمية احترام حقوق المرأة ودورها في التنمية في أفغانستان"، مبينا أنه ضرب لهم في هذا السياق أمثلة لكثير من الدول الإسلامية التي تمارس المرأة فيها حقوقها بشكل كامل وبناء، على حد تعبيره.
وأكد الشيخ محمد أن بلاده تقف مع حقوق الشعب الأفغاني كافة، وأنها تشدد على ضرورة الحفاظ على تلك الحقوق وعدم قبول أي انتهاك لأي كان وفي مقدمتهم المرأة الأفغانية.
وذكر أنه خلال زيارته إلى العاصمة الأفغانية كابول أمس الأحد شجع الحركة على الانخراط مع المجتمع الدولي، حيث قال "في اجتماعنا أمس مع الحكومة في أفغانستان شجعناهم على الانخراط والتواصل مع المجتمع الدولي.. وضحنا منذ البداية دور قطر كوسيط والذي كان دائما دورا محايدا، وقلنا لهم إن العزلة لن تكون الجواب وإن الاعتراف ليس أولوية الآن".
وأعرب الوزير عن قناعة بلاده بأن الإصرار على مسألة الاعتراف بحكومة طالبان في الوقت الحالي لن يساعد أي طرف، مضيفا "نعتقد أن العامل المساعد والبناء هو أن تترجم الالتزامات والبيانات والتصريحات الإيجابية إلى أفعال لأن المجتمع الدولي يبحث حاليا عن أفعال وينتظر خطوات إيجابية قدما".
وأفاد بأن إجابة طالبان كانت أنهم يريدون الانفتاح على المجتمع الدولي والانخراط معه ويريدون عودة السفارات التي أغلقت مع سيطرة الحركة على البلاد، لكنه استدرك بأن هذا الأمر "يتطلب الكثير من العمل من جانبهم، ونحثهم دائما على أن يكونوا راغبين في الانخراط لتلبية تطلعات المجتمع الدولي".
وأشار إلى أنه اجتمع أيضا في كابول مع الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي ورئيس لجنة المصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله عبدالله، وأكد لهما دعم قطر لكل الجهود التي من شأنها تحقيق المصالحة الوطنية الأفغانية باعتبارها صمام الأمان الوحيد لاستقرار أفغانستان مستقبلا، على حد وصفه.
وبخصوص مباحثاته مع نظيره الفرنسي، لفت إلى أنهما بحثا نتائج زيارته لأفغانستان والمستجدات بشأن مطار كابول وتعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب واستمرار التشاور والتعاون الدولي بشأن أفغانستان خاصة ما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية ومحاولة خلق توافق دولي لوضع آليات لتقديم هذه المساعدات.
ودعا في هذا الصدد إلى تضافر الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان مؤكدا مواصلة الدوحة تقديم هذه المساعدات واستمرارها في التعاون مع جميع الدول ووكالات الأمم المتحدة لدعم الجهود الإنسانية هناك.
من جانبه رأى وزير الخارجية الفرنسي أن هناك مطالب حددها المجتمع الدولي لطالبان يجب الوفاء بها، وهي مطالب أكد عليها قرار مجلس الأمن الصادر بنهاية أغسطس الماضي، وأكدتها اجتماعات دولية مختلفة بينها اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي.
وأوضح لودريان أن من بين هذه المطالب حرية التنقل والسفر بدون قيود، واحترام حقوق الإنسان الأساسية وحقوق النساء والفتيات، وقطع الصلة مع كل أشكال الإرهاب، وإيصال المساعدات الإنسانية لكل المناطق الأفغانية بإشراف المنظمات الأممية وتشكيل حكومة انتقالية لها صفة تنفيذية.
لكنه استطرد قائلا "في الظروف الراهنة السلطات في كابول لا تستجيب لمطالب الأسرة الدولية، وقد كنا أيضا ننتظر حكومة أكثر شمولية وهذا لم يحدث، وما زلنا ننتظر أفعالا لا أقوالا، ونواصل الضغط على جميع المستويات لتكون السلطات في كابول عند مستوى التطلعات التي حددتها طالبان بنفسها".
ونوه الوزير بأن العلاقات "المتينة" بين بلاده وقطر والشراكة بينهما تسمح بتنسيق وثيق فيما يتعلق بأفغانستان، وأن هناك تعاونا بينهما لاستكمال عمليات إجلاء ما تبقى من الفرنسيين والأفغان المعرضين للخطر من كابول، مثمنا جهود الدوحة التي وصفها بـ" الاستثنائية" في هذا الصدد.