القاهرة، مصر 6 سبتمبر 2021 (شينخوا) بدأت عدة جامعات مصرية في تنفيذ الحملة التي أطلقتها البلاد مؤخرا لتطعيم الموظفين بقطاع التعليم وأعضاء هيئة التدريس والطلاب فوق 18 عاما ضد فيروس كورونا الجديد كوفيد-19 قبل حلول العام الدراسي الجديد الذي يبدأ الشهر القادم.
وفي إطار الحملة قامت وزارة الصحة المصرية بتوزيع لقاح سينوفاك الصيني المنتج محليا على الجامعات في جميع أنحاء البلاد والذي يتم تصنيعه من قبل الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا).
ووقعت الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية في أبريل الماضي اتفاقيتين لتصنيع لقاح (سينوفاك) المضاد لكورونا في مصر.
وبعد قرابة ثلاثة أشهر أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في الخامس من يوليو الماضي إنتاج مليون جرعة من اللقاح المصنع محليا باسم "فاكسيرا - سينوفاك .. صنع في مصر" المضاد لمرض فيروس كورونا.
وبلغ إجمالي المصابين بفيروس كوفيد 19 في مصر، حتى أمس الأحد 290027 من ضمنهم 241964 حالة تم شفاؤها و16789 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة المصرية.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس أهمية تنفيذ حملة تطعيم طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، مشيرا إلى أن مصر تسعى لتحقيق معدلات تطعيم عالية في وقت قصير جدا لاكتساب مناعة القطيع.
وقال الرئيس المصري، "في التعليم، سواء في المدارس أو الجامعات، نحن حريصون على أن يبدأ العام الدراسي الجديد ونحن قد طعمنا أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعات"، مشيرا إلى أنه إذا أمكن لاحقا سوف يتم تطعيم طلاب المدارس الثانوية كذلك.
وبدأت عدة جامعات مصرية بالفعل في تطعيم أعضاء هيئة التدريس بها وبعض طلابها خلال الأيام القليلة الماضية، منها جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان بالقاهرة، تلتها جامعات أخرى مثل جامعة المنيا بصعيد مصر، وجامعة المنوفية بوسط الدلتا، وجامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال شرق البلاد.
وأعلن رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، بدء حملة موسعة لتطعيم طلبة وطالبات جامعة القاهرة بلقاح "سينوفاك" وذلك في 5 عيادات بكليات الحقوق والتجارة والهندسة والطب البشرى وطب الأسنان، و15 مقرا للتطعيم بعيادات الكليات داخل وخارج الحرم.
وأكد الدكتور الخشت، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن ذلك يأتي في إطار توجهات الدولة لحماية المواطنين من مخاطر وباء فيروس كورونا الجديد، وحرصا على صحة أبنائها الطلاب.
وأضاف أن توفير الدولة للقاح "سينوفاك" لطلاب جامعة القاهرة بالمجان يأتي استعدادا لبدء العام الجامعي الجديد، ولضمان استمرار العملية التعليمية بصورة آمنة، مشيرا إلى أن حملة التطعيم تتم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة.
وشدد رئيس جامعة القاهرة على ضرورة الانتهاء من التطعيم ضد مرض فيروس كورونا الجديد لمنسوبي الجامعة قبل بداية العام الدراسي الجديد، واتخاذ كافة الإجراءات الملزمة لتلقي التطعيم، واتخاذه شرطا أساسيا للتواجد داخل الحرم الجامعي، مع الاستمرار في تكثيف الجهود الطبية التي تتسم بالشكل الحضاري والمنظم مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وأمام كلية الحقوق بجامعة القاهرة، قال الطالب صادق جمال، طالب بالفرقة الثانية بالكلية، إن قرار تطعيم طلبة الجامعات خطوة إيجابية للغاية للسيطرة على انتشار الفيروس والحفاظ على صحة المواطنين.
وأشار جمال لوكالة أنباء (شينخوا) إلى أهمية تطعيم الطلبة في انتظام العملية التعليمية وتوفير فرص أكبر للتواصل بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، مشيرا إلى أن ذلك يعد أمر بالغ الأهمية.
وبدأت جامعة المنصورة يوم السبت الماضي بتطعيم الطلاب بلقاح سينوفاك الصيني، مستهدفة جميع طلابها البالغ عددهم حوالي 170 ألف، بالإضافة إلى أكثر من 30 ألف طالب جديد سينضمون إلى الجامعة مع بداية العام الدراسي الجديد.
وشهدت كليات جامعة المنصورة التي يبلغ عددها 18 كلية تواجد العشرات من الطلاب لتلقى اللقاحات في أوائل أيام التطعيم من قبل أطقم الإدارة العامة للشؤون الطبية بالجامعة.
ويقول الدكتور محمد البيومي نائب رئيس جامعة المنصورة لشؤون التعليم والطلاب، تطعيم طلاب جامعة المنصورة جاء بعد تجربتين متشابهتين قامت بهما الجامعة بتطعيم طاقمها الطبي ثم موظفيها بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس.
وقال البيومي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الحملة جاءت بتوجيهات من القيادة السياسية بالدولة ويتم تنفيذها من خلال التعاون بين وزارتي الصحة والتعليم العالي، مشيرا إلى أن اللقاح الصيني الذي يحصل عليه الطلاب ثبت من خلال التجارب السابقة أنه "آمن وفعال".
وأضاف نائب رئيس جامعة المنصورة، "معظم سكان مصر من الشباب، ويبلغ عدد طلاب الجامعات المصرية ما يقرب من ثلاثة ملايين، واستهدافهم سوف يرفع بالتأكيد نسبة التطعيم في المجتمع بشكل مباشر"، مشددا على أن تطعيم الطلاب هو أيضا شكل من أشكال الحماية لوالديهم من أحد المصادر المحتملة للعدوى.
وقال أحمد غازي، وهو طالب في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء جلوسه لتلقي جرعة اللقاح، "أعتقد أنه من الضروري الحصول على اللقاح حتى نستطيع حضور المحاضرات بأمان، وسوف يؤدي تطعيم الطلاب إلى الحد من حالات كورونا الحرجة والخطيرة".
وكانت أمنية الصيري وهي طبيبة بمستشفى الجامعة تقوم بعملية تنظيم التطعيم في كلية الحاسبات والمعلومات وتتأكد أن جميع الموجودين في الغرفة أو المنتظرين بالخارج يرتدون أقنعة الوجه الطبية.
وأكدت الصيري أن "تطعيم طلاب الجامعات خطوة جيدة جدا لزيادة معدل التطعيم بين الشباب خاصة أن العام الدراسي الجديد سوف يشهد حضورا فعليا للطلاب وليس عبر الإنترنت وبالتالي فإن هذه الخطوة ستساعد في الحد من انتشار المرض بين الطلاب".
أما زميلتها عبير أحمد، وهي أيضا من الإدارة العامة للشؤون الطبية بالجامعة، فقالت إن اللقاح الصيني الذي يحصل عليه الطلاب معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية "لذلك فهو آمن بالتأكيد".
"لكن التطعيم لا يعني التخلي عن الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء أقنعة الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي"، هكذا استطردت الطبيبة بينما كانت تتحقق من أسماء الطلاب المراد تطعيمهم.
وفي جامعة عين شمس، قال الدكتور مجدي خليل أستاذ البيئة المائية بقسم علم الحيوان بكلية العلوم، أن نحو 95 بالمائة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة حصلوا بالفعل على التطعيم ضد فيروس كورونا الجديد كوفيد - 19، على أن يبدأ تطعيم الطلاب فور انتهاء تطعيم أعضاء هيئة التدريس.
وأكد خليل، لوكالة أنباء (شينخوا)، على أهمية تطعيم أعضاء هيئات التدريس وطلبة الجامعات، في إثراء وانجاح العملية التعليمية من خلال التفاعل وجها لوجه، باعتباره الأسلوب الأمثل للتعليم، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا من خلال تطعيم الجميع باللقاح.