الدوحة 2 سبتمبر 2021 (شينخوا) أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اليوم (الخميس) أن بلاده لن تعترف بحركة طالبان الأفغانية في المستقبل المنظور لكن يجب التكيف مع الواقع الجديد والتواصل مع الحركة لاختبار نواياها والتزامها.
وقال راب في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالدوحة اليوم "نحن لن نعترف بطالبان في المستقبل المنظور لكنني اعتقد أن هناك مجالا للحوار والتواصل واختبار نوايا طالبان والتأكد من التزامها بالتطمينات والضمانات التي قدمتها".
وأضاف "يجب أن نتكيف مع الواقع الجديد، وأولويتنا الملحة هي ضمان العبور الآمن للرعايا البريطانيين الذين بقوا في أفغانستان والأفغان الذين عملوا مع المملكة المتحدة إضافة لأشخاص آخرين هم أكثر عرضة للخطر".
وأوضح أن بلاده ترى حاجة إلى التواصل المباشر مع طالبان حتى يكون بالإمكان توصيل الرسائل وسماع الردود، مشيرا إلى أن حماية أمن المطار والمرور الآمن لكل من يريد مغادرة أفغانستان هو اختبار أولي وأساسي للحركة.
ومضى يقول "لا نريد لأفغانستان أن تصبح ملاذا للإرهابيين ونريد أن يتاح عمل طواقم المساعدات الإنسانية وتشكيل حكومة تشمل كل الأطياف وهكذا سنحكم على طالبان بأفعالها لا بأقوالها".
وذكر أن السفارة البريطانية انتقلت من أفغانستان إلى الدوحة وأن لندن تريد أن تحرص على استمرار قنوات التواصل لأن بهذه الطريقة يمكن التكيف مع الواقع الجديد، معتبرا أن هذا سيكون تحديا وسيتطلب استراتيجيات جديدة.
وأكد أن التزام بلاده تجاه أفغانستان مستمر وستعمل مع كل الشركاء للحرص على حماية المكاسب التي تحققت في أفغانستان في آخر 20 عاما والاستمرار بدعم الشعب الأفغاني.
ولفت إلى أنه ركز خلال مباحثاته اليوم بالدوحة على أربع نقاط أساسية هي التأكد من أن أفغانستان لن تكون ملاذا للإرهاب مستقبلا وتلافي حدوث أزمة إنسانية والحفاظ على استقرار المنطقة واختبار طالبان ومساءلتها وفق التزاماتها للانتقال لحكومة أكثر شمولا ومراقبة الالتزام بحقوق الانسان والنساء والفتيات.
وشدد على ضرورة بناء توافق دولي حول هذا الموضوع، مبينا أن بلاده تعمل مع مجموعة السبع وضمن حلف شمال الأطلسي ومع فرنسا وألمانيا ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن حيث صدر قرار جديد من المجلس في الأيام الأخيرة ما يشكل إطارا جيدا تتفق عليه جميع الدول كمسار للمستقبل.
ورأى أنه يجب الآن توسيع هذا التوافق مع اشراك الدول في المنطقة لأنها تتأثر مباشرة بما يحصل في أفغانستان إضافة للدول التي ستتأثر بالوضع الإنساني وهو ما يوجب التوحد في مجموعة بغية التأثير قدر المستطاع على ما تقوم به طالبان بعد ذلك.
من جانبه، أكد وزير الخارجية القطري أن جهود بلاده مستمرة كوسيط لتعزيز التوافق الدولي حول أفغانستان واستمرار التعاون والتشاور مع باقي الدول لضمان مصلحة الشعب الأفغاني.
وذكر الشيخ محمد أنه قيم مع نظيره البريطاني الوضع الحالي في أفغانستان من الناحية الأمنية والسياسية وكل التحديات، مشيرا إلى أنهما يتشاطران وجهات النظر نفسها حيال التعامل مع الشأن الأفغاني.
وبشأن دور الدوحة في مطار كابول قال الشيخ محمد "ما نزال في إطار عملية التقييم لنرى إن كانت مساعدتنا ستحدث فرقا لكن ليس هناك مؤشر واضح بشأن متى سيكون المطار جاهزا".
وأضاف أن بلاده تعمل بجهد وتتواصل مع طالبان من أجل رصد الثغرات وطبيعة المخاطر لإعادة تشغيل المطار كما أنها تتواصل مع الجانب التركي لمعرفة ما إذا كان بإمكانه أن يقدم مساعدة فنية في هذا المجال وتأمل في التمكن من إعادة تشغيل المطار بأسرع ما يمكن.
وسيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول في 15 أغسطس الماضي، بعد أن بسطت سيطرتها على معظم أجزاء البلاد، إثر الانسحاب السريع للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) والذي بدأ في مايو الماضي بموجب الاتفاق الموقع بين الحركة وواشنطن بنهاية فبراير العام الماضي في الدوحة.
وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين الماضي استكمال الانسحاب لقواتها من أفغانستان، منهية بذلك 20 عاما من الغزو الذي قادته على هذه الدولة الآسيوية، وأنهت بريطانيا عملية الإجلاء من أفغانستان ليلة السبت.